أبناؤنا أمانة في أعناقنا، ينشأون ويترعرعون في رعايتنا، وتحت كنفنا، ويتعلمون منا القيم والمبادئ والأخلاق، وطريقة التعامل مع الآخرين، وكيف يتصرفون في المواقف التي تحيط بهم في هذه الحياة ؟.
أما الأبناء غير الأسوياء فهم ضحية لآباء قست قلوبهم، وتبلدت مشاعرهم، فنقلوا بسلوكهم صفات لأبنائهم لم يكونوا بحاجة لاكتسابها، ولا فائدة من معرفتها، فكم نسمع من طلاب المدارس من ألفاظ نابية ؟ وسلوكيات خاطئة ؟ ومفاهيم مغلوطة ؟ لم تكن لتخرج من أفواههم وتنطق بها ألسنتهم لولا أنهم سمعوها من آبائهم، فالولد سِرُّ أبيه، والأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ.
يتعلم الأبناء من آبائهم صفات حسنة "الكرم النظافة التضحية المروءة الصدق" كما يتعلمون منهم صفات سيئة " الكبرياء الغضب أذى الجار الغيبة البخل"، هذه الصفات إما موروثة وإما مكتسبة من البيئة، فالمحيط الأسري يمثل البيئة أو المحضن التربوي الأول لاكتساب معظم تلك الصفات.
إنَّ ما يصدر من هؤلاء الفتية الصغار في المدارس من أقوال(اللعن والشتم والسب) وأفعال( الضرب التخريب السرقة) هو نتاج تربية منزلية مارسها من قبله أبواه (الأب أو الأم) وانعكست على سلوك أبنائهم في المستقبل القريب.
هؤلاء الآباء لا يكترثون باكتساب أبنائهم السلوك الصحيح، ولا بامتثالهم للمنهج القويم في المعاملات، فمحور اهتمامهم محصور في توفير الطعام والشراب والمسكن والسيارة، دون الالتفات إلى الحقوق الخمسة التي ينبغي على المسلم العناية بها قولاً وعملاً " حق الله حق الأسرة حق المجتمع حق العائلة حق الجار"؛ فإن أهملوا تلك الحقوق! فهم بلا شك مفرطون في الأمانة، ومسؤولون عنها أمام الله ، فالراعي مسؤول عن رعيته.
يذكر ابن القيم الجوزية في إحدى مؤلفاته : أن معظم فساد الأبناء إنما جاء من قِبَل الآباء، فهم القدوة! ويتصرفون وفق ما تمليه عليه ضمائرهم؛ فالحق عندهم ما وافق الهوى وإن كان منكراً، والباطل عندهم ما يعتقدونه في دواخلهم وإن كان حقاً.
لعلَّ زيارة خاطفة للمرشد الطلابي بالمدرسة تكشف لك حال هؤلاء الناشئة الذين هم بلا شك ضحية للآباء، فلا تعجب إن رأيت أحدهم يكثر اللعن والشتائم لم يبلغ السابعة من العمر( يسمع الأب ينطق بهذا اللفظ)، أو يعتدي بالضرب على زملائه بالمدرسة لأتفه الأسباب( يرى أمه تضرب أخاه الصغير بالمنزل) والأبناء يشاهدون هذه المواقف!
الناظر بعين الانصاف في هذا العصر يرى المفاهيم قد تبدلت، والقيم تلاشت، فصلاح الأبناء من منظور "زيد" غير صلاحهم من منظور "عمرو"، ومالم يكن لدى الآباء قيم يحتكمون لها ومبادئ يرتكزون عليها في حكمهم على الأشياء، فلا تسأل هذا الأب عن أبنائه ماذا يفعلون ؟ ومع من يتسامرون ؟ و أين يذهبون ؟ ومتى يعودون ؟.
يتعلم أبناؤنا منا بالسلوك "التقليد" أكثر مما يتعلموه بالنصح والتوجيه، فمن يدخن السيجارة أمام أبنائه لا تنفع معه ألف موعظة من أبيه لمنعه عن التدخين، فالتوجيه والنصح والإرشاد لا يكفي مالم يقترن بالسلوك الصحيح من الأبوين، فالأبناء يتعلمون منَّا الخير والشر في هذه الحياة بكل تفاصيلها.
خلاصة القول: التربية سلوك جمعي يشترك فيه " الأسرة المدرسة الإعلام العائلة المسجد المجتمع " فهي الجهات التي عليها العبء الأكبر في التربية وفق أسس متينة تحافظ على الثوابت وتتفاعل مع العصر دون إفراط أو تفريط، ما يستلزم إنشاء محاضن تربوية أخرى خارج أوقات الدوام الرسمي لتساهم في تربية الفرد والأسرة والمجتمع.
أما الأبناء غير الأسوياء فهم ضحية لآباء قست قلوبهم، وتبلدت مشاعرهم، فنقلوا بسلوكهم صفات لأبنائهم لم يكونوا بحاجة لاكتسابها، ولا فائدة من معرفتها، فكم نسمع من طلاب المدارس من ألفاظ نابية ؟ وسلوكيات خاطئة ؟ ومفاهيم مغلوطة ؟ لم تكن لتخرج من أفواههم وتنطق بها ألسنتهم لولا أنهم سمعوها من آبائهم، فالولد سِرُّ أبيه، والأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ.
يتعلم الأبناء من آبائهم صفات حسنة "الكرم النظافة التضحية المروءة الصدق" كما يتعلمون منهم صفات سيئة " الكبرياء الغضب أذى الجار الغيبة البخل"، هذه الصفات إما موروثة وإما مكتسبة من البيئة، فالمحيط الأسري يمثل البيئة أو المحضن التربوي الأول لاكتساب معظم تلك الصفات.
إنَّ ما يصدر من هؤلاء الفتية الصغار في المدارس من أقوال(اللعن والشتم والسب) وأفعال( الضرب التخريب السرقة) هو نتاج تربية منزلية مارسها من قبله أبواه (الأب أو الأم) وانعكست على سلوك أبنائهم في المستقبل القريب.
هؤلاء الآباء لا يكترثون باكتساب أبنائهم السلوك الصحيح، ولا بامتثالهم للمنهج القويم في المعاملات، فمحور اهتمامهم محصور في توفير الطعام والشراب والمسكن والسيارة، دون الالتفات إلى الحقوق الخمسة التي ينبغي على المسلم العناية بها قولاً وعملاً " حق الله حق الأسرة حق المجتمع حق العائلة حق الجار"؛ فإن أهملوا تلك الحقوق! فهم بلا شك مفرطون في الأمانة، ومسؤولون عنها أمام الله ، فالراعي مسؤول عن رعيته.
يذكر ابن القيم الجوزية في إحدى مؤلفاته : أن معظم فساد الأبناء إنما جاء من قِبَل الآباء، فهم القدوة! ويتصرفون وفق ما تمليه عليه ضمائرهم؛ فالحق عندهم ما وافق الهوى وإن كان منكراً، والباطل عندهم ما يعتقدونه في دواخلهم وإن كان حقاً.
لعلَّ زيارة خاطفة للمرشد الطلابي بالمدرسة تكشف لك حال هؤلاء الناشئة الذين هم بلا شك ضحية للآباء، فلا تعجب إن رأيت أحدهم يكثر اللعن والشتائم لم يبلغ السابعة من العمر( يسمع الأب ينطق بهذا اللفظ)، أو يعتدي بالضرب على زملائه بالمدرسة لأتفه الأسباب( يرى أمه تضرب أخاه الصغير بالمنزل) والأبناء يشاهدون هذه المواقف!
الناظر بعين الانصاف في هذا العصر يرى المفاهيم قد تبدلت، والقيم تلاشت، فصلاح الأبناء من منظور "زيد" غير صلاحهم من منظور "عمرو"، ومالم يكن لدى الآباء قيم يحتكمون لها ومبادئ يرتكزون عليها في حكمهم على الأشياء، فلا تسأل هذا الأب عن أبنائه ماذا يفعلون ؟ ومع من يتسامرون ؟ و أين يذهبون ؟ ومتى يعودون ؟.
يتعلم أبناؤنا منا بالسلوك "التقليد" أكثر مما يتعلموه بالنصح والتوجيه، فمن يدخن السيجارة أمام أبنائه لا تنفع معه ألف موعظة من أبيه لمنعه عن التدخين، فالتوجيه والنصح والإرشاد لا يكفي مالم يقترن بالسلوك الصحيح من الأبوين، فالأبناء يتعلمون منَّا الخير والشر في هذه الحياة بكل تفاصيلها.
خلاصة القول: التربية سلوك جمعي يشترك فيه " الأسرة المدرسة الإعلام العائلة المسجد المجتمع " فهي الجهات التي عليها العبء الأكبر في التربية وفق أسس متينة تحافظ على الثوابت وتتفاعل مع العصر دون إفراط أو تفريط، ما يستلزم إنشاء محاضن تربوية أخرى خارج أوقات الدوام الرسمي لتساهم في تربية الفرد والأسرة والمجتمع.