عدم الغضب من سماع الحقيقه وهي غالبا مُره ، والاعتراف بوجود الخلل والمشاكل والسعي لإيجاد حلول جذريه لها هي الخطوه الأولى لضمان نجاح أي مشروع لأن الاستمرار بتنفيذ الخطط مع التغاضي عن المشاكل والعقبات التي نواجهها لايختلف كثيرا عن أسلوب طائرنا المنقرض الذي يدفن رأسه في رمال الصحراء هربا من مشاكله والمخاطر المحدقه به.
في البدايه يجب أن نتفق أنه لايمكن الحديث عن تنميه وتطوير وخطط مستقبليه طموحه للدول قبل الحديث عن تأهيل الجيل القادم وتطوير أفكاره والاهتمام بنوعية تعليمه وتهذيب سلوكه وإعداده لتلك المرحله لان الأمم لاتنهض الا بسواعد أبنائها ولا تتقدم الا بعقولهم وأفكارهم والاستثمار الحقيقي هو في البشر وليس في المباني والحجر.
وفِي اليابان على سبيل المثال ، يهتمون بتربية الاطفال في المرحله الابتدائيه ويعدّونهم للمستقبل بتلقينهم العلوم الحديثه بطرق سهله مبتكرة عملّيه غير ممله ويغرسون في عقولهم أهمية العلم والعمل والإحساس بالمسؤوليه الوطنيه لان نجاح الطالب وتفوقه يعني نجاح وطنه وتقدمه ، ويشارك الطلاب في اليابان بالأنشطة المدرسيه والاجتماعيه والثقافيه في وقت مبكّر جدا ويتعلمون أهمية العمل الجماعي ويقومون بتنظيف مدارسهم وترتيبها بأنفسهم ، وتهتم المدارس هناك بالجانب السلوكي وتعلم الاطفال احترام الانظمه والقوانين واحترام الآخرين وتشجع الطلاب على الابتكار وتأخذ بأيديهم نحو تخصصات يرغبونها وتتم متابعتهم في منازلهم حتى في أوقات العطل والإجازات التي لاتخلو من واجبات وفروض وذلك لإشغال وقت فراغهم بما هو مفيد وربطهم بأجواء التعليم والدراسه لان التعليم في اليابان لايقتصر على المدرسه لكنه ايضا تعليم في المنزل وفي المجتمع ولذلك تعتبر اليابان التي استثمرت في الانسان من أنجح دول العالم وأكثرها تقدما.
والحقيقه المُره التي تحدثت عنها في البدايه هي أن الأمور هنا لاتسير كما يجب رغم المبالغ الضخمه التي تُخصص للتعليم حرصا من ولاة الأمر عليه ورغم بناء أفخم المنشآت وشراء أحدث الأجهزه ورغم محاولات التغيير والأحاديث المستمره لمنظرّين متفائلين بمستقبل التعليم ، لكن الحقيقه هي أن التعليم هنا غير مكتمل وغير شامل ولا يؤهل الاطفال لمواكبة الطموحات الكبرى لهذا البلد.
وضعف التعليم وطرقه ومناهجه مشكله عامه في السعوديه لكنها في القرى أكثر وضوحا وأشد خطوره والتقصير واضح خصوصا في الجانب التربوي ففي القرى عموما وفِي قرى منطقة تبوك بالذات التي أعرفها جيدا من حقل حتى أملج وسأتحدث عنها تحديدا حتى أكون منصفا.
يبدو أن الكثير من الشباب والمراهقين بعيدين تماما عن أجواء التربيه والتعليم ولا قدوة لهم الا بعض الساقطين والمفحطين والتافهين من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي ولا أعتقد أنهم سيشاركون بفعالية في بناء هذا الوطن أو تطويره اذا استمر الحال على ماهو عليه !
ففي تلك التجمعات القرويه التي تخلو من وسائل الترفيه والأنديه الرياضية والثقافيه يقضي الكثير من الشباب وقت فراغهم في السيارات التي يقودونها بشكل متهور وبدون احترام للأنظمه والقوانين وهم يستمعون للشيلات والدبكات والأغاني الهابطه التي تمجد العنصريه القبليه وتزرع بذور التخلف والكراهيه ، ويتجمع بعضهم في الشوارع والطرقات لمضايقة العابرين والكثير منهم يدخن السجائر وقد ينزلق لوحل المخدرات وتعاطي المنشطات وحبوب الأمفيتامين التي تلقى رواجا هناك بسبب الفراغ وانعدام الرقابه وعدم الاهتمام في المدرسه والمنزل والأخطر من ذلك أن الاطفال الصغار يتجمعون حولهم ويتعلمون منهم ويحاولون تقليدهم وهم يحلمون بمستقبل مظلم لايتعدى امتلاك سيارة تويوتا أو هايلكس للتفحيط بها ، أما التعليم والسلوك المتحضر وتطوير الذات والمشاركه في بناء الوطن فهي آخر اهتماماتهم
فما هو الحل اذن ؟
الحل بكل بساطه هو استثمار هذه الميزانيات الضخمه التي تخصصها الحكومه للتعليم بشكل صحيح والتركيز على المرحله الابتدائيه بشكل خاص وتطوير نوعية التعليم ليصبح أكثر مرونه وفاعليه والاهتمام بالكوادر التعليمية في المراحل الابتدائيه وفِي القرى خصوصا لانها أصبحت حقل تجارب ومنفى للمعلمين الجدد الذين لايملكون أية خبرات واذا امتلكوها طلبوا النقل لمدنهم ليحل مكانهم متدرب جديد !
وهي مشكله عامه في القرى رغم وجود بعض المدارس المميزه ووجود بعض المربين والمعلمين المميزين لكن أعدادهم غير كافيه والمتحمس منهم لايجد الدعم والمسانده.
لابد من نشر الوعي في تلك المدارس والتركيز على الجانب التربوي وتعليم الطلاب السلوك الحسن وتعويدهم على العمل والمشاركه ومعرفة ميولهم وحثهم على الابتكار وتطوير الذات ومتابعتهم بشكل دقيق والتواصل مع أولياء أمورهم بشكل مستمر ولابد من زيادة الاهتمام بالطلاب وجيل الشباب وأكرر في القرى خصوصا بعد نهاية اليوم الدراسي وذلك ببناء الانديه وحثهم على المشاركه في الأنشطة الرياضية والثقافيه والبيئية والعمل التطوعي كلا حسب ميوله ورغباته ، وتنظيم رحلات جماعيه مستمره يشارك بها نخبه من المعلمين والمربين لملء وقت فراغ الطلاب بما هو مفيد وتعليمهم السلوك المتحضر وأهمية العلم وتلقينهم مباديء الوطنيه الحقيقيه التي تعني المشاركه الفاعله في بناء هذا الوطن لان الكثير منهم يعتقد أن حدود الوطن لاتتعدى أطراف قريته ومضارب قبيلته وأن هدف تعليمه وإلحاقه بالمدرسه هو فقط الحصول على الحد الأدنى الذي يؤمن له الوظيفه لمساعدة عائلته وتحقيق طموحاته البسيطه أما طموحات هذا الوطن وخططه المستقبليه فلا تعني له أي شيء.
وحديثي هنا يأتي من خلال مشاهدات يوميه واحتكاك مباشر وقد يوافقني الكثير من الأخوه على هذه النظره الواقعيه للأمور بينما سيعتبرها البعض مجرد نظره متشائمة ، لكن بالفعل هناك مشكله حقيقيه في التربيه وهناك ضعف في التعليم وفِي الكوادر التعليمية في القرى وهناك إهمال للجانب التربوي والتوعوي وهناك تقصير من أولياء الأمور أيضا وهناك فراغ كبير في حياة هؤلاء المراهقين والأطفال لم يتم استغلاله بشكل جيد من قبل وزارة التعليم والأجهزه الحكوميه المعنيه بالشباب.
واذا استمر الوضع على ماهو عليه فالأمور لاتبشر بخير لان الأجانب والغرباء لن يحققوا لنا رؤية 2030 الطموحه.
في البدايه يجب أن نتفق أنه لايمكن الحديث عن تنميه وتطوير وخطط مستقبليه طموحه للدول قبل الحديث عن تأهيل الجيل القادم وتطوير أفكاره والاهتمام بنوعية تعليمه وتهذيب سلوكه وإعداده لتلك المرحله لان الأمم لاتنهض الا بسواعد أبنائها ولا تتقدم الا بعقولهم وأفكارهم والاستثمار الحقيقي هو في البشر وليس في المباني والحجر.
وفِي اليابان على سبيل المثال ، يهتمون بتربية الاطفال في المرحله الابتدائيه ويعدّونهم للمستقبل بتلقينهم العلوم الحديثه بطرق سهله مبتكرة عملّيه غير ممله ويغرسون في عقولهم أهمية العلم والعمل والإحساس بالمسؤوليه الوطنيه لان نجاح الطالب وتفوقه يعني نجاح وطنه وتقدمه ، ويشارك الطلاب في اليابان بالأنشطة المدرسيه والاجتماعيه والثقافيه في وقت مبكّر جدا ويتعلمون أهمية العمل الجماعي ويقومون بتنظيف مدارسهم وترتيبها بأنفسهم ، وتهتم المدارس هناك بالجانب السلوكي وتعلم الاطفال احترام الانظمه والقوانين واحترام الآخرين وتشجع الطلاب على الابتكار وتأخذ بأيديهم نحو تخصصات يرغبونها وتتم متابعتهم في منازلهم حتى في أوقات العطل والإجازات التي لاتخلو من واجبات وفروض وذلك لإشغال وقت فراغهم بما هو مفيد وربطهم بأجواء التعليم والدراسه لان التعليم في اليابان لايقتصر على المدرسه لكنه ايضا تعليم في المنزل وفي المجتمع ولذلك تعتبر اليابان التي استثمرت في الانسان من أنجح دول العالم وأكثرها تقدما.
والحقيقه المُره التي تحدثت عنها في البدايه هي أن الأمور هنا لاتسير كما يجب رغم المبالغ الضخمه التي تُخصص للتعليم حرصا من ولاة الأمر عليه ورغم بناء أفخم المنشآت وشراء أحدث الأجهزه ورغم محاولات التغيير والأحاديث المستمره لمنظرّين متفائلين بمستقبل التعليم ، لكن الحقيقه هي أن التعليم هنا غير مكتمل وغير شامل ولا يؤهل الاطفال لمواكبة الطموحات الكبرى لهذا البلد.
وضعف التعليم وطرقه ومناهجه مشكله عامه في السعوديه لكنها في القرى أكثر وضوحا وأشد خطوره والتقصير واضح خصوصا في الجانب التربوي ففي القرى عموما وفِي قرى منطقة تبوك بالذات التي أعرفها جيدا من حقل حتى أملج وسأتحدث عنها تحديدا حتى أكون منصفا.
يبدو أن الكثير من الشباب والمراهقين بعيدين تماما عن أجواء التربيه والتعليم ولا قدوة لهم الا بعض الساقطين والمفحطين والتافهين من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي ولا أعتقد أنهم سيشاركون بفعالية في بناء هذا الوطن أو تطويره اذا استمر الحال على ماهو عليه !
ففي تلك التجمعات القرويه التي تخلو من وسائل الترفيه والأنديه الرياضية والثقافيه يقضي الكثير من الشباب وقت فراغهم في السيارات التي يقودونها بشكل متهور وبدون احترام للأنظمه والقوانين وهم يستمعون للشيلات والدبكات والأغاني الهابطه التي تمجد العنصريه القبليه وتزرع بذور التخلف والكراهيه ، ويتجمع بعضهم في الشوارع والطرقات لمضايقة العابرين والكثير منهم يدخن السجائر وقد ينزلق لوحل المخدرات وتعاطي المنشطات وحبوب الأمفيتامين التي تلقى رواجا هناك بسبب الفراغ وانعدام الرقابه وعدم الاهتمام في المدرسه والمنزل والأخطر من ذلك أن الاطفال الصغار يتجمعون حولهم ويتعلمون منهم ويحاولون تقليدهم وهم يحلمون بمستقبل مظلم لايتعدى امتلاك سيارة تويوتا أو هايلكس للتفحيط بها ، أما التعليم والسلوك المتحضر وتطوير الذات والمشاركه في بناء الوطن فهي آخر اهتماماتهم
فما هو الحل اذن ؟
الحل بكل بساطه هو استثمار هذه الميزانيات الضخمه التي تخصصها الحكومه للتعليم بشكل صحيح والتركيز على المرحله الابتدائيه بشكل خاص وتطوير نوعية التعليم ليصبح أكثر مرونه وفاعليه والاهتمام بالكوادر التعليمية في المراحل الابتدائيه وفِي القرى خصوصا لانها أصبحت حقل تجارب ومنفى للمعلمين الجدد الذين لايملكون أية خبرات واذا امتلكوها طلبوا النقل لمدنهم ليحل مكانهم متدرب جديد !
وهي مشكله عامه في القرى رغم وجود بعض المدارس المميزه ووجود بعض المربين والمعلمين المميزين لكن أعدادهم غير كافيه والمتحمس منهم لايجد الدعم والمسانده.
لابد من نشر الوعي في تلك المدارس والتركيز على الجانب التربوي وتعليم الطلاب السلوك الحسن وتعويدهم على العمل والمشاركه ومعرفة ميولهم وحثهم على الابتكار وتطوير الذات ومتابعتهم بشكل دقيق والتواصل مع أولياء أمورهم بشكل مستمر ولابد من زيادة الاهتمام بالطلاب وجيل الشباب وأكرر في القرى خصوصا بعد نهاية اليوم الدراسي وذلك ببناء الانديه وحثهم على المشاركه في الأنشطة الرياضية والثقافيه والبيئية والعمل التطوعي كلا حسب ميوله ورغباته ، وتنظيم رحلات جماعيه مستمره يشارك بها نخبه من المعلمين والمربين لملء وقت فراغ الطلاب بما هو مفيد وتعليمهم السلوك المتحضر وأهمية العلم وتلقينهم مباديء الوطنيه الحقيقيه التي تعني المشاركه الفاعله في بناء هذا الوطن لان الكثير منهم يعتقد أن حدود الوطن لاتتعدى أطراف قريته ومضارب قبيلته وأن هدف تعليمه وإلحاقه بالمدرسه هو فقط الحصول على الحد الأدنى الذي يؤمن له الوظيفه لمساعدة عائلته وتحقيق طموحاته البسيطه أما طموحات هذا الوطن وخططه المستقبليه فلا تعني له أي شيء.
وحديثي هنا يأتي من خلال مشاهدات يوميه واحتكاك مباشر وقد يوافقني الكثير من الأخوه على هذه النظره الواقعيه للأمور بينما سيعتبرها البعض مجرد نظره متشائمة ، لكن بالفعل هناك مشكله حقيقيه في التربيه وهناك ضعف في التعليم وفِي الكوادر التعليمية في القرى وهناك إهمال للجانب التربوي والتوعوي وهناك تقصير من أولياء الأمور أيضا وهناك فراغ كبير في حياة هؤلاء المراهقين والأطفال لم يتم استغلاله بشكل جيد من قبل وزارة التعليم والأجهزه الحكوميه المعنيه بالشباب.
واذا استمر الوضع على ماهو عليه فالأمور لاتبشر بخير لان الأجانب والغرباء لن يحققوا لنا رؤية 2030 الطموحه.