الإشاعات هي جملة من الأخبار والأحداث المختلقة بأساليب متجددة تؤثر على المتلقي وتؤدي به إلى الانسياق والتصديق بها ، وربط تسلسل الأخبار والأحداث ومن ثم تتم الإضافة إليها بالتحليل والاستشراف المستقبلي من قبل الفئة المستهدفة في المجتمع ، والتي غفلت عن أغراض نشر تلك الإشاعات وعن تأثيراتها على نسيج المجتمع وتماسكه ووحدته ، والإشاعات سلاح مؤثر يستخدمه كل من يبحث عن الإضرار بالمجتمع وتحقيق مصالح شخصية له ولزمرته ، و صناعتها قد يكون مصدره أفراد أو منظمات لديهم دراية كاملة بدور الإشاعة وتأثيرها الهدام ، و تلجأ لها بعض الدول أثناء نشوب الصراعات الإقليمية والدولية لخلق الأزمات الداخلية في البلدان والمجتمعات المستهدفة ، وتشويه سمعة رموز مؤثرة لها مكانتها وسمعتها الطيبة باستخدام مشاهد ووثائق مزورة وأشخاص مرتزقة ، وكان في القدم أثر الإشاعات ضعيفا و انتشارها بطيئا بسبب تخلف الآلة الإعلامية الناشرة للإشاعة ، وفي حينها كانت تحتاج الإشاعات لفترات زمنية طويلة لتنتشر ويبدأ تأثيرها على المستهدفين ، والعلم بنتائج التأثير يستغرق أيضا زمنا ليس بالقصير مما يقلل من عدد الإشاعات والجهود والأموال المبذولة في صناعتها ، ومع تقدم الصناعة الإعلامية في العصر الحديث واستخدام المجتمعات لوسائل التواصل في ما بينها زاد من كثرة الإشاعات وسرعة وصولها للمجتمع وتأثيرها ورصد نتائجها من قبل مروجيها ، و استطاعوا عن طريق استخدام الوسائل الحديثة صناعة أحداث وأخبار زائفة ودعمها بشواهد ملفقة وبالصوت والصورة المؤثرة وبإطار إعلامي مشوق وجاذب للمشاهد المتابع للأحداث والأخبار اليومية ، ولم تتوقف صناعة الإشاعات عند أي مجال يهم المجتمع ؛ فهم تناولوا الجوانب السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والمناخية ، و إن ظهر لهم انخفاض مردود نتيجة الإشاعة عمدوا إلى المزيد من نشر الأكاذيب والتغرير بالسذج والتأثير عليهم وجعلهم أداة رخيصة بأيدي صناع الإشاعات لنشرها لمن حولهم ، ومراسلتهم إلكترونيا لتلقي ونشر كل جديد من أكاذيبهم الرخيصة ، و حتى المستهلك البسيط لم يسلم من الإشاعات وتأثيرها على قائمة فاتورته الشرائية ، وأصبحت الإشاعة تحكم سلوك كثير من المتأثرين والمصدقين لها فيميلون بسببها لمنتجات معينة ويتجنبون منتجات وأسواق قد تكون جيدة ، ونتيجة لكل هذه التأثيرات المضللة للإشاعات ودورها المؤثر على المجتمع ومكوناته يقفز للأذهان أهمية المسؤولية الكاملة في التصدي لها من النيابة العامة ، وتجريم نشرها والرد الإعلامي الرسمي المؤثر لكي لا ينساق لها كل من يقصر إدراكه عن فهم المآرب السيئة لها ولصناعتها الخبيثة .