قد يخفى على كثير من الناس بما فيهم بعض أولياء أمور طلاب وطالبات التعليم العام أهمية المراحل الانتقالية المؤثرة ومتطلباتها والتي سيمر بها الأفراد خلال مراحل حياتهم المستقبلية متضمنة المراحل النمائية والتعليمية والعملية ، ويأتي قصور المعرفة بسبب تدني المستوى التعليمي لبعض الأفراد أو بسبب انهماكهم بتأدية بعض واجبات المرحلة التي يمرون بها ، و ترتبط أهمية إعداد المتطلبات ومعرفتها بتعدد المراحل الانتقالية التي يمر بها الإنسان منذ ميلاده وحتى وصوله سن متقدم في العمر ، و كل مرحلة من المراحل لها متطلبات بدون تحققها لا يصل الإنسان لمستويات متقدمة في النواحي التعليمية والنمائية وحتى المجال المهني ، فجميع مراحل النمو للجسم الإنساني تتطلب توافر نوعيات معينة من الغذاء المناسب للعمر والعناية الصحية الشاملة للجسم ، ومتطلبات تربوية وتعليمية تتناسب مع المرحلة السنية التي يمر بها الفرد وخاصة المراحل المبكرة من العمر ، كما تؤثر الأسرة على الجوانب السلوكية والنفسية قبل التحاق الصغار بدور العلم ، ويتبعها في تجاذب التأثير بعد سنوات قليلة سلالم التعليم النظامية انطلاقا من رياض الأطفال وحتى مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي والتعليم العالي ، و لرجال التعليم الأكفياء أثر كبير في نمو جوانب شخصيات تلاميذ العلم وطلابه في جميع المراحل التعليمية ودون استثناء ، وتقع مسؤوليات ضخمة على مؤسسات التعليم في ضرورة تهيئة الطلاب والطالبات للمراحل التعليمية المقبلة ، و تبصيرهم بما تحتاجه هذه المراحل المتقدمة من التعليم من جهود مضاعفة واطلاع واسع وزيادة في ساعات تحصيل المواد الدراسية ، والاستعانة بالمكتبات التقليدية والمكتبات الرقمية على شبكة الإنترنت ، وكيفية الحصول على المعلومات و تجميعها وتنظيمها من مصادرها الصحيحة والموثقة ، ويعد الاطلاع على المناهج والمقررات الدراسية فقط غير كاف في الوقت الراهن بسبب التراكم المعرفي غير المنقطع ، واقتصار المناهج الدراسية على أجزاء بسيطة من المعرفة وليس كلها ، نظرا لعدة عوامل تحتم الاكتفاء بالجزء وليس الكل لأن ساعات الزمن و أيامه عوامل هامة في التحصيل العلمي والخطط التعليمية ، و عرض ما يشكل أساس لطيف واسع من المعرفة التي توصل لها الجهد العلمي وأبحاثه ، والتي شكلت تراكم معرفي غزير يثري كل من يهتم به فكريا ومهاريا ، ويجد طالبه المتعة في كل كتاب يطلع عليه بل وكل صفحة يدرك مضمونها المعرفي والثقافي ، وعندما يتزود الإنسان بمتطلبات مراحل حياته المؤثرة سينجح في تخطي كل مرحلة و يؤديها كما يجب ، ولا يتوقف الجهد الإنساني عند تخطي المراحل الانتقالية ومعرفة متطلباتها بل يسهم في خدمة و إثراء مجتمعه معرفيا ومهاريا ، ويتطلع للمزيد من تحقيق النجاح الشخصي والمجتمعي لكل من يؤثر ويتأثر به .