من الأخلاق الجميلة التي يتحلى بها المسلم هي كتمان السر فهي البوابة التي يعزز بها المسلم علاقته بأخيه وتجدد الثقة وتضاعف درجات الحب بينهم .
فكتمان السر يدل على جوهر الرجال .
يقول صالح عبد القدوس ((لاتودع سرك الى من طلبة فالطالب للسر مذيع ))
فعندما تريد أن تعطي سرك لأحد لابد أن تختار الرجل المناسب الذي يتصف بالثقة .
وأعلم أن كتم الأسرار فضيلة لا يتميز بها الا العقلاء والشرفاء ،وهي من شيم أفعال الرجال وأعلم أن الإنسان هو من سيلجأ الية الكثير للبوح بأسرارهم وهمومهم فأنت بمقدار حفظك للسر يثق فيك الناس ويفتحون لك قلوبهم ويرتفع قدرك عندهم ويشعرون أنك أهل للثقة والأمانة فعود نفسك أن تمسك أسرارك لنفسك وتحفظ أسرار الآخرين.
وأعلم أن إفشاء السر خيانة ، فلا تدلل لسانك بأحاديث السر وأعلم أيضا أن من كتم سره كان الخيار اليه ،ومن أفشاه كان الخيار عليه .
كما إشتهر قديما ((كل سر جاوز الإثنين شاع))
أتعرف ما الإثنين؟ هما الشفتان فأذا خرج من بين الشفتين فقد ذاع وأنتشر .
فإجعل نفسك قبرا للأسرار وإجعل صدرك بابا حصينا محكم الغلق .
يقو الشاعر :عبد العزيز السناني
لا تشتكي من جور الأيام للناس ...
وأدفن همومك في ثرى الصمت كله...
أسرار عمرك خلها تحت الأنفاس..
لاصار هراج القفا فاطن له..
هذاك يفرح لا لمس جرح الإحساس ..
وهذا مناهي لا لقى فيك عله ..
فلا تلوم الأخرين على سر أفشيته لهم وأعلم ياأخي كلما كنت كاتم لسرك كان الخيار بيدك .
أسر رجل الى صديقه حديثا ثم قال له :أفهمت ؟ قال:بل جهلت ثم قال له:أحفظت ؟قال: بل نسيت.
فقد علمتني الأيام والليالي وخبرتي بالحياة وخبرتي العملية خلال مسيرتي الوظيفية أن من أكبر الأخطاء التي إرتكبتها في حياتي هي الثقة بالناس،وإعطاء الثقة لكل من هب ودب .
فأفطن يافصيح وأحذر ثم أحذر في تعاملك مع الأخرين ولاتعطي ثقتك لكل من تلقاه في طريقك.
ثم خذ الحذر من الإسترسال للأصدقاء فإن أشد الأعداء الصديق الذي ينقلب عدوا لأنه قد إطلع على أدق أسرارك .
قال الشاعر :
إحذر عدوك مرة ...وأحذر صديقك الف مرة
فلربما أنقلب الصديق ...فكان أعلم بالمضرة
فكن لبيب في إختيارك للصديق الذي يخاف الله ويحفظ السر وعنده مروءة الرجال ثم لاتلقاه إلا متدرعا بالحذر ولاتطلعه على باطن يمكن أن يستر عنه