تطالعنا بعض الصحف اليومية من وقت لآخر بأنباء عن المجاهرة بفعل الرذائل المرتكبة من بعض الإناث والذكور الذين تجرعوا عاقبة غياب الدور الأسري المؤثر ؛ حتى أنهم أصبحوا دون وعي للفضائل وأهميتها وأنها قيم وسلوكيات سامية ومصابيح منيرة و خيرات عميمة تسعى لها المجتمعات منذ الأزل بكل ما أوتيت من وسائل التربية والتعليم ، وتعمل على غرسها في نفوس النشء و على كيفية فعلها والوصول إليها والمحافظة عليها ، وتبين لهم أثرها الجليل على المجتمعات بتنوع ثقافاتها ، ودورها العظيم في تماسك كيان المجتمع والمحافظة على عوائده ومكتسباته الثقافية ، ولا يخلو منها مجتمع إلا اندثر وأصبح بلا هوية تتقاذفه أمواج التيارات الفكرية ويعمه التخلف والتبعية العمياء ، والركض خلف كل أمر حديث براق دون إدراك أخطاره وآثاره الهدامة ، وتنقلب حياته إلى تقليد كل سلوك سيء ، ومجاهرة بالرذائل والمباهاة بفعل كل قبيح ونشره بكل وسائل التواصل غير عابىء بتعاليم الدين و التربية فهو يجاهر بفعل ما يرفضه المجتمع ويمقته في جميع الأماكن والأزمان ، و بمجاهرته بالرذائل انساق معه زمر ممن تستهويهم أفعاله المشينة و منحوه التأييد والدعم المعنوي والذي ساعده لفعل المزيد من الانحراف و التهجم على ثوابت المجتمع ، ومحاولة القدح في معتقداته و التأثير على أبنائه والجنوح بهم إلى التقليد السيء ، و أدى غياب دور رب الأسرة ، و الاستخدام السيء للتقنية على مساعدة المجاهرة والمجاهر بالانحلال ونشر ظلامه بطريقة أقنعت وأعجبت كل من يبحث عن الرذائل ويجد فيها الانبهار و التسلية ، ويحقق له أهدافه من وراء ما يعرضه في وسائل التواصل من محاولة التغرير بالآخرين ، وحملهم على فعل بعض الإشياء التي تروق للمجاهر وتحصيل مبتغاه من شهرة ومنفعة ، ولا يتوقف المجاهر عند حد هو ومن ينضم لقافلته فيستمر بزيادة شهرته و كسب المزيد من المتابعين خاصة صغار السن ، وتجديد أساليب المجاهرة ، والتنوع بفعل الرذائل ليرضي أذواق متابعيه ، و عمل على إضاعة جل وقته في العروض التصويرية الفاضحة والجاذبة التي وفرتها له أجهزة الاتصال الذكية الحديثة لينشر الأذى والشر لمجتمعه ، واعتقد المجاهر بقدرته على الاستمرار في خروجه على عوائد وتقاليد مجتمعه وهدم القيم والأخلاق الفاضلة ، ولم يدرك أن هناك حراس أمناء للفضيلة يوقفون كل نفس ضائعة تنال من قيم مجتمعنا ، وأخلاقه الكريمة التي جاء بها سيد الأولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه ، ويؤكدون أنه لا انحلال أخلاقي يسمح به بين أبناء المجتمع ولا مجاهر بيننا يستمر بهدم ما بنته تربيتنا الإسلامية العظيمة ويستفز مشاعر أهل الفضيلة والمحبين لها .
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
كتبه / نواف بن شليويح العنزي