آه على الشيب!
محمد لويفي الجهني
فاجأتني وقالت آه يابو عمار ماهذا الذهب الذي نور شعرك قلت ماذا ذهب او فضة كم واحده العمر بدري رحت أشوف في المراه واعد وأغلط في العد ودارت بي الأيام و أخذت أدور الأعذار فقلت لعله من ماء التحلية فلقد حدثني احد الأعراب مربين الإبل بقوله إن الجمل إذا شرب من ماء التحلية المشبع بالكلور أصبح كالحمل الوديع فماء التحلية قد يكون من أسباب الشيب آه يالشيب ماذا أتى بك أني أكرهك أنت ضيف غير مرغوب بك هيا اخرج من راسي أنا لا أريدك ولا أريد شوفتك في راسي آه يالشيب كيف أتخلص منك لوكنت رجلا لقتلتك سوف أقتلك واقضي عليك بالصبغات وامثل دور الشباب بالصبغات وأصير من أصحاب الشعر المستعار آه يالشيب كيف قضيت على شبابي وحطمت نفسيتي وكسرت عنفوان الشباب وبريقه آه يالشيب كيف أصبحت النذير كيف أحب الآن هل قتلت الحب بداخلي وأبعدت عن قلبي البيض بعد أن سكنت راسي آه مازلت امني النفس وأدور عن الأعذار لعله وراثة آه على آه انه الشيب ولاغيره ومن لم يشيب اليوم يشيب غدا فما أسرع الأيام والأحداث والعجائب التي تجعل الشاب شائب أنها الدنيا ومشاكلها ودورتها فما يحث للمسلمين في أنحاء العالم من ضعف و قتل وحصار يجعل الولدان شيبا ومايحدث في أسواقنا وحياتنا اليومية من مشاكل وطلبات وارتفاع في الأسعار بشكل جنوني وطلبات يوميه والأسعار متفاوتة من محل إلي آخر والرقيب غائب وساهر موجود يعمي العين ويخوف القلب ويأخذ مافي الجيب والقسايم المرورية والرخصة والتأمين وفاتورة الكهرباء والماء والهاتف والجوال وسفر وأجازة وحجز ملغي ودوخة وانتظار وأحداث وهدة حيل والأولاد كبرت والأسهم حمراء وخضراء والقلب اخضر والشمس حارقة والأرض صحراء والرز يغلي والسكر ارتفع والدواء غالي والبن والهيل يعدل الرأس ويأخذ المئات من الريالات وكيف وشاهي احمر وأخضر والقائمة تطول والصراف يصرف والحصالة تحسب والعيون تراقب وفلوس تعمي النفوس وغش وجشع وهوامير وواسطات ومجاملات وراشي ومرتشي وحرامي محترم ومخلص وعروض ودعيات كذابة والنفس تطلب وتتمنى المزيد وهات وخذ والراتب يوم سبع وعشرين وا صرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب وشيب يا رأس وياشيب اطلع وبان وعليك الأمان أحداث وأهوال وأسعار تجعل الشاب شائب رضي أم لم يرضى أنها الدنيا ومشاكلها وطلباتها وانه الشيب الزائر المزعج و الوقار والنذير الواضح فلا خوف أو وجل الكل سيشيب مما يجد ويسمع ويشوف فالله يصبرنا ويقوي قلوبنا على أحداث الزمان واللهم أني أعوذ بوجهك الكريم من الشيب ومن أهوال الدنيا والآخرة.