لم يعد الفقد وحده ما يؤلمنا في واقع الأمر ! ما يؤلمنا حقاً هو الشعور بحجم الفراغ و المُتكرر بين الفينة و الأخرى ، فغياب من نحب يحمل ألف انتظار، انتظار لا يعقبه إلا انتظاراً آخر ! أعلم أنه قد يصعب علينا الاعتياد على ذلك ، لنصدق حقيقة رحيلهم و لمرةً واحدة ، و لن يجمعنا معهم حزننا السابرَ في قلوبنا ! لنهمس بصوتٍ مُطمئن لقلوبنا الثاملة اليهم: أولئك الذين قالوا لك سنعود .. لن يعودوا أبداً !
لِمَ لا نجعل من موتهم حياة أخرى قد تنسينا أوجاعنا ! لنخلق حياةً ثالثةً تتوسط عالمين ، حياة أخرى ما بين الحس الذي نعيشه و المجاز الذي غابوا خلفه ، بُعدٌ ثالث لم يسبق لنا التعرف عليه منذ قبل ، عالمُ يسوده سلاماً ، لنتصالح مع حقيقة ذلك الرحيل ! لن يعبرنا بعد اليوم كالريح ! ليُشتت ما تبقى لنا من أيام . ستجمعنا تلك الحياة اللا مكانيّة معهم ، لنتقبل غيابهم المفاجئ كما تقبلنا لحظة الدهشة في لقاءنا الأول ، لنتصالح مع رحيلهم كما فعل آدم مع زوجته ميغن .. هما كنديان عاشا في سيول -كوريا
بعد زواجهما بأشهر قليلة أصيبت ميغن بمرض دخلت على إثره العناية المركزة ،لاحقاً تم تشخيص مرضها بمرض السرطان و بمرحلة متأخرة ، إبّان مرضها كتبت ما يقارب ثلاثين أمنية كانت قد حرصت أن تحققها، لكن مرضها كان الأقرب لها من تلك الأمنيات و حال دون تحقيقها . أخبأت تلك الورقة بين أغراضها فلم يعد هناك وقتاً للشروع فيها ، ماتت و بعد فترة قرّر آدم العودة لوطنه لأنه لم يتحامل العيش في كوريا فكل شيء هناك يذكره بزوجته . فذكرى المكان لا تُنسى ، حتى و ان تغيرت ملامحه و أبعاده !
بينما آدم يجمع أمتعته عثر على ورقة الأمنيات الخاصة بميغن . كتبت فيها : لا تعش بعدي حزيناً ؛ ستشغلك تلك الأمنيات عنيّ قليلاً .. حينها قرر أن يسعى لتحقيقها . بدأ رحلته مستمداً العون من بقايا حبه ، يسعى آدم حتى اليوم لإنجاز قائمة الأمنيات . كتب آدم في مدونته : لنعيش الحياة بكل ما فيها . لنتقبل ذلك ، و لتساعد نفسك من خلال مساعدتك لمن حولك , لا تدع حزن يثنيك !
أقول لكم : لأن آدم يؤمن أن أصدق الحب لا يمت سريعا ! يبقى حياً مهما ترامت حوله الظروف ، كلنا فقدنا من كُنّا نظن لن يتركنا وحدنا . و نحزن ممّن كان مصدر بهجتنا . احذروا أن يصيبنا الندم حينما يرحلون و في قلوبنا شيئا لهم لم يُقال ! ليتنا لم نكتم تلك الأحاديث الجميلة ! فالجزء المحذوف من كلماتنا كان أصدق ما نقول ، و النظرة التي احتفظنا بها دونما أن نتحدث عنها ، كانت أجمل ما قد تراه أعيننا ، و الأحلام التي لطالما رغبنا أن نشاركهم أحداثها و لم نفعل ؛ كانت أحلى الأحلام ..
كل ذلك و أكثر ..هم حقيقتنا بعدهم ! لنجعل من رحيل الأحباب أملاً أننا لن ننساهم . خلف ذلك العالم الثالث لن نكثر من البكاء كما كنا و لن نتغافل عن الاحسان لهم ، كما أننا لم نعتنق الحزن مع ذلك البُعد . لنوقف لهم من الخير و لنسعي خلف قائمة أحلامنا و أحلامهم ، عرفت حقيقة هذا البُعد الثالث حين سألتُ صديقي أحمد لماذا تُشرك قريبك المتوفى في أعمال الخير بل حتى في صلاتك ؟ قال لي : هي الطريقة الوحيدة التي تبقينا على اتصال به.
لِمَ لا نجعل من موتهم حياة أخرى قد تنسينا أوجاعنا ! لنخلق حياةً ثالثةً تتوسط عالمين ، حياة أخرى ما بين الحس الذي نعيشه و المجاز الذي غابوا خلفه ، بُعدٌ ثالث لم يسبق لنا التعرف عليه منذ قبل ، عالمُ يسوده سلاماً ، لنتصالح مع حقيقة ذلك الرحيل ! لن يعبرنا بعد اليوم كالريح ! ليُشتت ما تبقى لنا من أيام . ستجمعنا تلك الحياة اللا مكانيّة معهم ، لنتقبل غيابهم المفاجئ كما تقبلنا لحظة الدهشة في لقاءنا الأول ، لنتصالح مع رحيلهم كما فعل آدم مع زوجته ميغن .. هما كنديان عاشا في سيول -كوريا
بعد زواجهما بأشهر قليلة أصيبت ميغن بمرض دخلت على إثره العناية المركزة ،لاحقاً تم تشخيص مرضها بمرض السرطان و بمرحلة متأخرة ، إبّان مرضها كتبت ما يقارب ثلاثين أمنية كانت قد حرصت أن تحققها، لكن مرضها كان الأقرب لها من تلك الأمنيات و حال دون تحقيقها . أخبأت تلك الورقة بين أغراضها فلم يعد هناك وقتاً للشروع فيها ، ماتت و بعد فترة قرّر آدم العودة لوطنه لأنه لم يتحامل العيش في كوريا فكل شيء هناك يذكره بزوجته . فذكرى المكان لا تُنسى ، حتى و ان تغيرت ملامحه و أبعاده !
بينما آدم يجمع أمتعته عثر على ورقة الأمنيات الخاصة بميغن . كتبت فيها : لا تعش بعدي حزيناً ؛ ستشغلك تلك الأمنيات عنيّ قليلاً .. حينها قرر أن يسعى لتحقيقها . بدأ رحلته مستمداً العون من بقايا حبه ، يسعى آدم حتى اليوم لإنجاز قائمة الأمنيات . كتب آدم في مدونته : لنعيش الحياة بكل ما فيها . لنتقبل ذلك ، و لتساعد نفسك من خلال مساعدتك لمن حولك , لا تدع حزن يثنيك !
أقول لكم : لأن آدم يؤمن أن أصدق الحب لا يمت سريعا ! يبقى حياً مهما ترامت حوله الظروف ، كلنا فقدنا من كُنّا نظن لن يتركنا وحدنا . و نحزن ممّن كان مصدر بهجتنا . احذروا أن يصيبنا الندم حينما يرحلون و في قلوبنا شيئا لهم لم يُقال ! ليتنا لم نكتم تلك الأحاديث الجميلة ! فالجزء المحذوف من كلماتنا كان أصدق ما نقول ، و النظرة التي احتفظنا بها دونما أن نتحدث عنها ، كانت أجمل ما قد تراه أعيننا ، و الأحلام التي لطالما رغبنا أن نشاركهم أحداثها و لم نفعل ؛ كانت أحلى الأحلام ..
كل ذلك و أكثر ..هم حقيقتنا بعدهم ! لنجعل من رحيل الأحباب أملاً أننا لن ننساهم . خلف ذلك العالم الثالث لن نكثر من البكاء كما كنا و لن نتغافل عن الاحسان لهم ، كما أننا لم نعتنق الحزن مع ذلك البُعد . لنوقف لهم من الخير و لنسعي خلف قائمة أحلامنا و أحلامهم ، عرفت حقيقة هذا البُعد الثالث حين سألتُ صديقي أحمد لماذا تُشرك قريبك المتوفى في أعمال الخير بل حتى في صلاتك ؟ قال لي : هي الطريقة الوحيدة التي تبقينا على اتصال به.