أسهمت بعض العوامل فى تمجيد الماضى وجعلته ماثلا أمامنا بشكل مطرد منها أن الثقافة الاسطورية للشعوب رسمت صوراً خيالية مثالية للأزمان الماضية , كما أن الذكريات و الاساطير فى معظم الحضارات تفسد و تشوه التسلسل الزمنى الدقيق , فهى تسلم بما لديها من شواهد دون نقد او إبداع مما يؤسس هوية ساكنة ثابتة لا تستجيب لتغيرات البنى المجتمعية التى تفرض نفسها و ذلك فى اطار من الخصوصية التى تستمد قوتها من التربية التى تعنى الحياة فالحياة هى التربية والتربية هى الحياة .
لذلك فإن الهوية ليست أقنوما ثابتا و هى دائمة التغير و المراوحة و التشكيل تبدعها التربية من خلال عوامل التأثير و التأثر بين ظواهر التغير المرصودة عالمياً , و الحوار الدائم مع الهويات الأخرى وارتباط الهوية بالماضى تؤكد على ارتباطها أيضا بالمستقبل الذى بات رهنا بقدرتنا على اللحاق بمتغيرات العصر المعلوماتى الذى يقفز بخطى متسارعة فلا يجوز رسم هوية على مقاس هوية أخرى باستحضارها الى وقتنا الراهن فى إطار (أركيولوجيا التاريخ ) فالماضى لا يقود الى الحاضر وإنما الحاضر يقود الى الماضى بقصد اعادة بناء هذا الماضى وفقا لمتغيرات الحاضر و تلبية لمطالبه .
فالهوية العربية على سبيل المثال نلوذ إليها عندما نواجه بالصدمة المجتمعية التى أحدثتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما أن معظم مأثر التراث العربى الثابت منها و المنقول و الحى يتم عرضها فى عزلة تامة عن السياق الإنسانى الأشمل الذى يوسع من قيمة الرسالة الثقافية المتضمنة و يؤكد عالمية هذا التراث. من هنا فإن إبداع الهوية ينطلق من تراثنا الماضى الذى نبدعه فى اطار رؤية مستقبلية حيث يتوجه الابداع من فنون الادراك الحسى الى فنون المعرفة فالفنون التقليدية قائمة على الإدراك الحسى , و قد شهدت الآونة الأخيرة ظهور فنون قائمة على المعرفة خاصة فى فن التشكيل شملت الفن المفهومى : القائم على تقديم الافكار المجردة , و الفن النانوى القائم على إبراز جماليات البنية الميكروية ( النانوية ) للمادة و الفن البيولوجى القائم على البيولوجيا الجزيئية و إبراز روحه و سحر الآليات البيولوجية التى تقوم بصنع عناصر الحياة .
و مع اتساع أفاق المعرفة فقد تغيرت توجهات الفكر العالمى الذى أثر بدوره على الإبداع و الهويات الأخرى و زاد هذا التأثير على التربية والأدب.
دكتور ممدوح عواد العنزي
وكالة الجامعة للشؤون الأكاديمية
جامعة تبوك
لذلك فإن الهوية ليست أقنوما ثابتا و هى دائمة التغير و المراوحة و التشكيل تبدعها التربية من خلال عوامل التأثير و التأثر بين ظواهر التغير المرصودة عالمياً , و الحوار الدائم مع الهويات الأخرى وارتباط الهوية بالماضى تؤكد على ارتباطها أيضا بالمستقبل الذى بات رهنا بقدرتنا على اللحاق بمتغيرات العصر المعلوماتى الذى يقفز بخطى متسارعة فلا يجوز رسم هوية على مقاس هوية أخرى باستحضارها الى وقتنا الراهن فى إطار (أركيولوجيا التاريخ ) فالماضى لا يقود الى الحاضر وإنما الحاضر يقود الى الماضى بقصد اعادة بناء هذا الماضى وفقا لمتغيرات الحاضر و تلبية لمطالبه .
فالهوية العربية على سبيل المثال نلوذ إليها عندما نواجه بالصدمة المجتمعية التى أحدثتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما أن معظم مأثر التراث العربى الثابت منها و المنقول و الحى يتم عرضها فى عزلة تامة عن السياق الإنسانى الأشمل الذى يوسع من قيمة الرسالة الثقافية المتضمنة و يؤكد عالمية هذا التراث. من هنا فإن إبداع الهوية ينطلق من تراثنا الماضى الذى نبدعه فى اطار رؤية مستقبلية حيث يتوجه الابداع من فنون الادراك الحسى الى فنون المعرفة فالفنون التقليدية قائمة على الإدراك الحسى , و قد شهدت الآونة الأخيرة ظهور فنون قائمة على المعرفة خاصة فى فن التشكيل شملت الفن المفهومى : القائم على تقديم الافكار المجردة , و الفن النانوى القائم على إبراز جماليات البنية الميكروية ( النانوية ) للمادة و الفن البيولوجى القائم على البيولوجيا الجزيئية و إبراز روحه و سحر الآليات البيولوجية التى تقوم بصنع عناصر الحياة .
و مع اتساع أفاق المعرفة فقد تغيرت توجهات الفكر العالمى الذى أثر بدوره على الإبداع و الهويات الأخرى و زاد هذا التأثير على التربية والأدب.
دكتور ممدوح عواد العنزي
وكالة الجامعة للشؤون الأكاديمية
جامعة تبوك