استمرت التجارة التقليدية وحتى وقت قريب في جذب جميع المستهلكين لمنشآتها بما توفره لهم من بضائع واحتياجات متعددة وبدرجات سعرية ومستويات جودة متفاوتة ، وساهم تعدد المحلات والأسواق في خلق ونشر التنافس بينها ، وتوفير العروض اليومية والشهرية المخفضة والتي قد تناسب ميزانية بعض الأفراد والأسر الباحثة عن جودة المنتج المعروض والسعر الجيد ، ولجأ كثير من التجار إلى برامج تسويقية تهدف لرفع نسبة المبيعات الشهرية والسنوية ، ومنح المتسوق بطاقة يتم بموجبها تجميع نقاط شرائية تحفز المستهلك على الاستمرار في التبضع من السوق المانح للبطاقة ، و مع القفزات الهائلة في برامج وأجهزة الاتصال والإنترنت حدث تطور في الفكر التجاري المحلي والدولي فتم إنشاء مواقع إلكترونية لأسواق ضخمة تشمل المئات من المتاجر المتخصصة بأنواع وأصناف السلع الاستهلاكية ، وفيها يتم عرض صور واضحة للمنتج التجاري ودرجة جودته والمواد المكونة له ومنشأ التصنيع ، والسعر الواجب دفعه للمنتج ليصل إلى المستهلك وفق العنوان المدون في موقع السوق الإلكتروني ، وتتفاوت مدة وصول المنتج حسب أصحاب المتاجرالإلكترونية وظروف الشحن المحلية والدولية ، ويتم سداد قيمة المشتريات وفق عدة طرق فقد يكون باستخدام البطاقات البنكية الدولية ، أو السداد النقدي بعد وصول المنتج للمستهلك ، وتستخدم الأسواق الإلكترونية عدة لغات حية تساعد المتسوقين على فهم المعروضات وشروط البيع والاسترداد إن لم يرغب المستهلك بالمنتج بعد وصوله له ، ومعظم هذه الأسواق تسمح لكل من يبتاع منها بفتح نزاع تجاري بين المتجر والمستهلك وغالبا ما تنتهي النزاعات التجارية الإلكترونية برضا الطرفين ، والعلة تتضح في أن أصحاب الأسواق الإلكترونية يحرصون على سمعة أسواقهم وجذب المزيد من المستهلكين في جميع أنحاء العالم ، ولا تنتهي العملية التجارية عند وصول السلعة للمالك فقط بل يسمح للمستهلك بتقييم المنتج وجودته ومدى سلامته بعد عملية الشحن ، وتتميز معظم الأسواق الإلكترونية العالمية بجودة منتجاتها والأسعار الجيدة ، وهذا يتضح بالمقارنة البسيطة بين قيمة وجودة البضائع المعروضة في الأسواق التقليدية والبضائع المعروضة في الأسواق الإلكترونية ، إضافة إلى الفارق السعري الكبير بين السوق التقليدي والسوق الإلكتروني إذ أن الأخير أسعاره منخفضة جدا مقابل التصنيع الجيد ، بيد أنه يجب على المتسوق التأكد من مصداقية المتجر والسوق الإلكتروني قبل أن يشرع في التبضع ودفع الأموال .
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
كتبه / نواف بن شليويح العنزي