يرتبط انخفاض درجات الحرارة بحلول فصل الشتاء قارس البرودة في المملكة وخاصة المناطق الشمالية والشمالية الغربية ، وأجزاء أخرى تشارك في تدني درجات الحرارة وربما لما دون تحت درجة الصفر المئوي في أيام شهر يناير، وقد يصاحب درجات الحرارة المنخفضة تكون الصقيع و تساقط الثلوج والذي قد يبدأ في ساعات مبكرة من صباحات أيام الشتاء ولياليه الطويلة ، ويطرأ تغيرات ملحوظة على عادات المجتمع المرتبطة بالبحث عن أجواء دافئة و ظروف مكانية توفر القدرة على الحركة والعمل ، وتأتي الاستعانة بالنار ولهب أخت الشمس ووسائل التدفئة والملابس التقليدية في مقدمة ما يتم استخدامه في أجواء البرودة بالرغم من أن بعض ما يستعان به على الأجواء الباردة يحمل أخطارا جسيمة على حياة الأفراد ومنظماته ، وكل من يسأل عن الدفىء والراحة في المسكن والتجمع العائلى بالقرب من النار والفحم المشتعل حتى في الاستراحات والأماكن المغلقة بمختلف مسمياتها الشعبية ، وتكمن هذه الأخطار في حدوث الحرائق المميتة بسبب سوء طريقة إشعال المادة المعدة للتدفئة أو بسبب عدم القدرة على السيطرة على ألسنة النار بعد الإشتعال نظرا لسكب كميات كبيرة من سوائل إشعال مواد التدفئة ، ووصولها لما حولها من مواد قابلة للإشتعال وغياب وسائل السلامة وطرق استخدامها مما ينجم عنه فقدان الأرواح البريئة وتفحمها ، وقد تنخفض الخسائر البشرية إلى مستوى الحروق بكافة درجاتها والاختناقات التنفسية ، و تشوهات الجلد الناجمة عن الحروق و آلامها عند الأطفال والنساء واستمرار أثرها لفترات تدوم طويلا وتكون خبرات سيئة لديهم عن النار وفصل الشتاء ، وإن أسهبنا في الحديث عن بقية أخطار وسائل التدفئة فلن نهمل التدفئة بأجهزة الكهرباء وما قد تسببه في حالة الخلل الكهربائي من حدوث اختناقات ووفيات نتيجة تراكم الأدخنة داخل المنازل واندلاع النيران في أثناء نوم أصحاب المنازل ليلا ويعزى كل هذا للإهمال في كيفية استخدام الأدوات الكهربائية وضعف الأسلاك والتوصيلات الكهربائية و زيادة الأحمال عليها ، وكم من رب أسرة فقد الأحبة والأبناء نتيجة التغافل عن أخطار وسائل التدفئة وعدم الاكتراث بتوجيهات كل من يهمه سلامة المجتمع ونجاته من الأخطار وتقليل نسبة الفقد المادي والبشري أثناء إشعال النار و أدوات التدفئة ، والسلامة من هذه الأخطار جميعها يتأتى باتباع القواعد الصحيحة لكيفية الاستخدام وتوفير جميع وسائل السلامة وأدوات مكافحة الحريق في حالة حدوثه وانتشاره والتأكيد على اقتناء الأدوات الكهربائية الآمنة والجيدة .
كتبه نواف بن شليويح العنزي
كتبه نواف بن شليويح العنزي