توحيد وطن
في بداية تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في عهد خير البشر وسيد الخلق عليه الصلاة والسلام وبعد اضطهاد دام لسنوات في مكه كان لا بد من بناء مجتمع جديد على عقيدة جديده بعيدة عن مظاهر الشرك وعبادة الأوثان ، مجتمع قائم على التوحيد والعدل والمساواة تتساوى فيه الحقوق والواجبات ويأمن الناس على دمائهم وأموالهم ويمارسون دينهم وشعائرهم دون خوف أو وجل ، فكانت المدينه المنورة هي الوجهة المناسبة التي ستوصله عليه الصلاة والسلام إلى الغاية الكبرى المتمثلة في تبليغ رسالة الإسلام إلى العالمين ، وهذا لن يتأتى إلا في بيئة ومجتمع مستقر ومهيأ لاحتضان الدعوة والانطلاق من خلالها إلى العالمية . وقد سبق هذا التأسيس إرهاصات وإعداد وتخطيط محكم تمثلت في بيعة العقبة الأولى والثانية وإبتعاث بعض الصحابة لنشر الدعوة وتهيئة أجواء المدينة لتكون عاصمة الدولة الإسلامية الوليده . وبالفعل تأسست على التوحيد وعلى المنهج الذي رسمه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه من بعده وبقيت تلك الراية شامخة إلى يومنا هذا . ولأن التاريخ يعيد نفسه فقد تكررت ذات الأحداث وتلكم المظاهر وإن كانت بشكل مختلف ولكنها تتفق على غاية واحده وهو بناء مجتمع قائم على التوحيد . فقد كانت الجزيرة العربية قبل الدولة السعودية الأولى عبارة عن قبائل يقتل بعضها بعض وتنتشر مظاهر الشرك والشعوذة والكهانة والذبح لغير الله وعبادة القبور والتوسل إليها وضعف جانب التوحيد فهيأ الله لها من يجدد لها أمر دينها ويوحدها على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بتحالف الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب فتأسست الدوله السعودية الأولى ثم الثانية ثم أكمل الملك عبدالعزيز ما بدأه أجداده حتى إكتمل هذا العقد الفريد وأعلن عن قيام المملكة العربية السعودية ، فهي الدولة الوحيدة بعد عهد النبوة والخلافة الراشده التي قامة على العصبية للتوحيد فحتى الدول الإسلامية التي قامت في بدايات الاسلام قامت على عصبيات مختلفة بدأ من الأموية التي كانت متعصبه للعرب والعربية ، والعباسية التي كانت متعصبه للهاشميه ، وغيرها من الدول والابراطوريات الإسلامية المتعاقبة ، ناهيك عن شرف أكبر توسعة للحرمين الشريفين منذ أن بناه ابونا إبراهيم عليه السلام . وهاهي اليوم تنتقل من مصاف العالم الثالث إلى العالم الأول سياسيا واقتصاديا وهي الأجدر والاقدر على قيادة العرب والمسلمين والمنطقة برمتها إلى مرافئ السلام والإستقرار . فدام عزك يا وطني ودامت رايتك خفاقة ..