أسقف قابلة للانهيار
جدران تصدعت وأسلاك تقطعت وأسقف هجرت علوها وتهاوت بجاذبية نيوتن على من حولها ولكن الله قد سلم رؤوس البشر من كتلها الضخمة ، سقطت الأسقف والمصابيح وتفتتت مكوناتها وتهاوت معها مصداقية الإتقان في التشييد والتنفيذ والذي كلف الملايين من المال النفيس ، وتم إيداعه في حسابات غير مستحقيه ، و هم بدورهم ظلموا أنفسهم ، وبخسوا حقوق غيرهم بإنشاء أبنية وجسور ومجمعات ومدارس وغيرها من المنشآت الهشه اتضح لنا أن ضمانها أيام وشهور غير مكتوبة ، وإن كان العمر الافتراضي المعلن عشرات من السنين بادعاء الجودة وحسن التصميم والتصنيع ، منشآت نفذتها مؤسسات وشركات متخصصة في التشييد تدعي امتلاك الإمكانيات وتوفير الأيدي العاملة والمتخصصة في تنفيذ المشروعات ، ولا تملك الأمانة في حسن التنفيذ والبناء ، خفضوا من كمية المواد الإنشائية للمشروعات غير عابئين بجودة المنتج وسلامته للاستخدام المجتمعي اليومي ، وأهملوا عمليات رش الهياكل الخرسانية بما تحتاجه من كميات كافية من المياه ، واستعانوا في فترات تنفيذ بعض المشاريع بأيدي عاملة رخيصة وقد تكون غير ماهرة لتعبث بكل ماتنفذه ، وتستخدم خامات رديئة الجودة وبأسعار مكلفة جدا ، وعبثوا بمواصفات أجزاء المنشأة أثناء التنفيذ ومارسوا كل الأساليب التي توفر لهم أرباح عالية بمقابل جودة منخفضة لا تلبث أن يتحدث عن سوئها كل من يستفيد ويستخدم المشروع بعد تنفيذه ، ومع تحديد الفترات الزمنية المتوقعة والكافية لتنفيذ المنشأة والمشاريع إلا أننا نجد من يبدأ المشروع وينتهي منه في وقت يعتبر ضعف المدة الزمنية المبرمة في العقد والأسباب جاهزة قبل البدء بالتنفيذ ، فقد يكون بسبب عدم امتلاك الآلات الخاصة بالتنفيذ أو انخفاض عدد الأيدي العاملة للشركة المنفذة ، وخلال مراحل تنفيذ بعض المشاريع لا تتم الرقابة الكافية على مواد وكيفية تنفيذ المرحلة ويتم استلامها بدون الحرص على دقة التنفيذ وكمية المواد الإنشائية ، ومن ثم يتم البدء بالمرحلة الثانية من المشروع وعلى ضوء التقصير السابق في المرحلة الأولى تتوالى مراحل تنفيذ المشروعات ، وفيها من الخلل الكثير وأمام أعين كل المنفذين والمراقبين ، والذين غضوا الطرف عن كل خلل وتقصير شاهدوه في مقابل ما يتلقونه من مال لا يستحقونه ، وكان الأجدر بهم إتقان وتنفيذ كل المنشآت وفق مواصفاتها الهندسية بدون أي تغيير ومن ثم يقوم باستلام مراحل المشروع أصحاب الكفاءة والثقة المعلنة أسماؤهم للمجتمع ، و من يشهد لهم بالصلاح والبعد عن المصالح الذاتية .
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك