ما أجمل أحلامنا ونحن صغار
طلال مجرشي
ما أجمل أحلامنا ونحن صغار
تنمو أحلامنا ونحن صغار على مستوى المرحله العمرية التي نعيشها فأحلام الطفولة ليست كأحلام الشباب المقبل على الحياة وهي ذاتها ليست كأحلام أناس كثر تختلف أهدافهم وطموحاتهم ، ولكننا سنكون متفقين على أحلام مشتركة تجمعنا ، احسسنا فيها منذ الطفولة فتغيرت في مرحلة الشباب والبلوغ وستظل تتغير أحلامنا كل عشر سنوات تقريبا ، فسن العشرين يختلف عن سن الثلاثين والثلاثين تختلف عن الأربعين بسبب عملية النضج المتصاعد للعقول وتراكم خبرات الحياة ، فأحلام طفولتنا كانت عبارة عن حلم وأمنيه بالحصول على لعبة جديده أو حلوى جديده أو هنداما جديده فالحياة ومعاركها بخيرها وشرها ليست في قاموس الطفولة وأحلامها ، ولكن ومع مرور الوقت ما أن يكبر ذلك الطفل ويندمج مع الحياة حتى تصتدم تلك الأحلام وتلك البراءة بواقع مختلف تزايدت فيه وتيرة الطمع وتفشي الفساد وأصبح قتل آلاف من الناس وإبادة قرى وشعوب أمرا اعتياديا ويوميا نشاهده على الشاشات ، حينها ستنتهي تلك الأحلام وتلك المرحلة وتبدأ تتغير الأحلام من البراءة والشقاوة إلى حلم المساهمة في تغيير ذلك الواقع المرير الذي انعكس على وتيرة الحياة اليومية للناس ، بيد ان هذا الواقع لا تغيره الشعارات والعبارات بل تغيره الأفكار والسلوكيات التي يمارسها المجتمع ، فإذا استحوذت الفكرة في عقول الأفراد تغيرت ممارساتهم وسلوكياتهم ، وتصبح الأحلام الجديده احلاما عظيمة تحمل هم أمة ومجتمع ومستقبل أجيال سيكون عليهم دفع ثمن بيئة فاسده نشأؤا وترعرعوا فيها . ولن يصبح ذلك الحلم أمرا سهلا ولكنه في نفس الوقت أبسط ما يمكن وغير مكلف فهو لا يحتاج إلا أن يعتني كا واحد منا بعقله وقلبه وإعطاء كل منهما مهامه وطبيعته التي خلق من أجلها ونعطيها المساحة والزمن الذي يحتاجونه وعدم الخلط بينهما أو تأخير وتقديم أحدهما على الآخر فلكل واحد منهما أجواءه وضروفه . وقد تتغير تلك الأحلام أو تتبدل أو تتعدل وقد تتحقق أو لا تتحقق ولكن تظل أحلام الطفوله أجمل الأحلام واطهرها وأنقاها من مجموعة أحلامنا العمرية التي تمر بحياتنا .. أليس كذلك ؟ .