جامعة تبوك حلم تحقق.. رحم الله ربانها
تبوك وحلم الجامعة بها يتحقق، رحم الله ﷻ من أمر بإنشائها -الملك عبدالله بن عبدالعزير- ورحم الله ﷻ قائدها وبانيها.
عشر سنوات كانت كفيلة في نقل منطقة تبوك من منطقة تصدر وتخرج أبنائها لمناطق أخرى للدراسة الجامعية وبحثاً عن التخصصات المختلفة إلى منطقة يقصدها طالبو العلم، فلقد كانت منطقة تبوك الممتدة من أملج جنوباً حتى حالة عمار شمالا ً لا تخدمها سوى كلية واحدة للمعلمين وكلية للتقنية، فكان بعض أبناء المنطقة يضطر للدراسة في تلك الكليتين لضيق الحال أو عدم الرغبة بالتغرب عن الأهل أو لأسباب أخرى.
قبل عشرة اعوام كانت هناك نقلة نوعية أدت لانفجار معرفي في المنطقة، نقلة غيرت في خارطة منطقة تبوك التعليمية، تمثلت في إنشاء جامعة تبوك بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- ودعم من أمير منطقة تبوك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان.
نعم جامعة متكاملة الأركان تخدم أهل المنطقة وتحقق رغباتهم، جامعة تحتضن أجيالا من أبناء المنطقة، ولكن كان التحدي الأكبر هو كيف لهذه الجامعة أن تكون جامعة متكاملة؟
كان التحدي والمراهنة على مديرها القادم لها من مجلس الشورى الرجل المخضرم الذي خدم في عدة مناصب منها: عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك سعود إنه الفقيد الدكتور عبدالعزيز بن سعود العنزي -رحمه الله ﷻ- وغفر له واسكنه فسيح جناته.
كان الدكتور عبدالعزيز هو القائد الذي تم اختياره من ولاة الأمر لقيادة هذه المرحلة، وكان رجل الموقف وأنجز مهمته بكل اقتدار حتى وافته المنية رحمه الله، تصدى للمهمة بكل قوة وحنكة اخرج بها الجامعة الناشئة من عنق الزجاجة لتكون من الجامعات التي تنافس الجامعات الكبرى في المملكة العربية السعودية، و خير مثال على ذلك : حصول خريجي قسم التمريض على المستوى الثاني في اجتياز اختبار الهيئة الصحية على مستوى المملكة العربية السعودية بين الجامعات العريقة، وهذا دليل على الجهد المبذول، وما ذكرته ليس إلا غيض من فيض.
فلقد حقق حلم الكثير من أبناء المنطقة بافتتاح كليات علمية وصحية، كان حريصاً على الكليات الصحية وعلى تأهيل أبناء المنطقة ، كما حرص على تطوير مهارات الطلاب من خلال الشراكات المتنوعة والبرامج التدريبية الصيفية لهم في أرقى الجهات العلمية داخل المملكة وخارجها.
حرص على إتاحة الفرصة لأبناء المنطقة من خلال منحهم الأفضلية للانضمام للكليات الصحية، إيماناً منه بأن تأهيل أبناء المنطقة سيسهم في نقلها لمصاف المناطق الكبرى، وإيماناً منه بأن المنطقة سترتفع بأيادي أبنائها، فالكل راحل وهم الباقون.
وكما حرص على تلبية متطلبات المنطقة متلمساً لاحتياجاتهم، فعندما وجد أن ابناء المنطقة يعانون السفر الأسبوعي لإكمال دراساتهم العليا وجه رحمه الله ﷻ بتذليل العقبات التي تواجه فتح برامج الماجستير في الجامعة والآن تم افتتاح ثمان برامج ماجستير أهلت الكثير من أبناء وقيادات المنطقة، وكان يتابع ويحث رحمه الله ﷻ افتتاح برامج اخرى للماجستير والدكتوراه.
كان له توجه واضح ورؤية مميزة لدعم الجامعة بالكادر التعليمي من أبناء الوطن إيماناً منه بأن أبناء الوطن هم الباقون، وهم من ستبنى على أكتافهم الجامعة، سعى ووجه باستقطاب المميزين في برنامج الملك عبدالله رحمه الله ﷻ للابتعاث لتوطين ودعم الكليات، استقطب من البرنامج وكذلك من المميزين الذين انهوا برنامج الماجستير الدكتوراه في شتى التخصصات.
حرص رحمه الله ﷻ على تشبيب القيادات وتوطين الوظائف الأكاديمية عبر تسهيل كافة إجراءات الابتعاث وحث المعيدين والمحاضرين على الابتعاث الخارجي لإيمانه أن المبتعث سيعود بعلم وفكر سيسهم في البناء من خلال نشاطه وعنفوانه مما يؤدي لتطوير الجامعة كان أخاً أكبر للجميع.
كان رحمه الله ﷻ أباً لكل طالب يتيم، مساند لكل ذي حاجة، يوجه بتذليل كل العقبات أمامهم ويدعو الجميع لمراعاة أحوالهم وأحوال المواطنين وأبنائهم، كان يوجه دائماً بتسهيل إجراءات ذوي الاحتياجات الخاصة والمقيدين في الضمان الاجتماعي، كان يأمر بإعفاءهم من رسوم الدراسة للمنتسبين وطلاب الدبلومات إيماناً منه بأن تلك الرسوم تثقل كاهلهم، كما كان يوجه بعدم رد طلبات المعونات التي تصرف لهم من الجامعة، كان رحوماً كبير القلب أحاط الجميع بطيبته ودماثة خُلقه، كان يأخذ في حسبانه ويراعي رحمه الله ﷻ الأيتام وذوي الأمراض المزمنة في القبول في الجامعة وأبناء الشهداء.
رغم مرضه رحمه الله ﷻ في الفترة الآخيرة إلا أنه كان يتابع كل شيء ويحث الجميع على الانتاج وخدمة هذه الجامعة كان مثالاً للتفاني والعطاء. رحمه الله لم تفقده جامعة تبوك، ولا منطقة تبوك، بل كان فقيد التعليم ، فقيد ترك جرحا في قلوب الجميع.
هو القائد المحنك الذي يحتوي الجميع، هو الأب العطوف على طلابه، هو من صنع مجداً لجامعة تبوك ومنطقتها، رحل رحمه الله ﷻ وترك خلفه صرحاً شامخاً ينافس على كل الأصعدة، وسيبقى ذكره في منطقة تبوك عالقاً في أذهان أبنائها فلم يأتيه طالب يرغب في منفعة إلا كان له عونا ومرشدا.
رحمك الله يادكتور عبدالعزيز العنزي فلقد كنت معالي لجامعة تبوك ومعالي في خلقك وتعاملك، ختاماً لا أقول : إلا عزاؤنا الوحيد يتجلى في رحيله لمن هو أرحم به منا، قال رسول الله ﷺ (الراحمون يرحمهم الله) وأشهد أنه كان رحيماً بكل ضعيف ومحتاج، وأنه فرج الكثير من الكربات عن العديد من الطلاب.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، واغفر له واجبر كسر أهله وارزقهم الصبر والسلوان.
عشر سنوات كانت كفيلة في نقل منطقة تبوك من منطقة تصدر وتخرج أبنائها لمناطق أخرى للدراسة الجامعية وبحثاً عن التخصصات المختلفة إلى منطقة يقصدها طالبو العلم، فلقد كانت منطقة تبوك الممتدة من أملج جنوباً حتى حالة عمار شمالا ً لا تخدمها سوى كلية واحدة للمعلمين وكلية للتقنية، فكان بعض أبناء المنطقة يضطر للدراسة في تلك الكليتين لضيق الحال أو عدم الرغبة بالتغرب عن الأهل أو لأسباب أخرى.
قبل عشرة اعوام كانت هناك نقلة نوعية أدت لانفجار معرفي في المنطقة، نقلة غيرت في خارطة منطقة تبوك التعليمية، تمثلت في إنشاء جامعة تبوك بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- ودعم من أمير منطقة تبوك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان.
نعم جامعة متكاملة الأركان تخدم أهل المنطقة وتحقق رغباتهم، جامعة تحتضن أجيالا من أبناء المنطقة، ولكن كان التحدي الأكبر هو كيف لهذه الجامعة أن تكون جامعة متكاملة؟
كان التحدي والمراهنة على مديرها القادم لها من مجلس الشورى الرجل المخضرم الذي خدم في عدة مناصب منها: عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك سعود إنه الفقيد الدكتور عبدالعزيز بن سعود العنزي -رحمه الله ﷻ- وغفر له واسكنه فسيح جناته.
كان الدكتور عبدالعزيز هو القائد الذي تم اختياره من ولاة الأمر لقيادة هذه المرحلة، وكان رجل الموقف وأنجز مهمته بكل اقتدار حتى وافته المنية رحمه الله، تصدى للمهمة بكل قوة وحنكة اخرج بها الجامعة الناشئة من عنق الزجاجة لتكون من الجامعات التي تنافس الجامعات الكبرى في المملكة العربية السعودية، و خير مثال على ذلك : حصول خريجي قسم التمريض على المستوى الثاني في اجتياز اختبار الهيئة الصحية على مستوى المملكة العربية السعودية بين الجامعات العريقة، وهذا دليل على الجهد المبذول، وما ذكرته ليس إلا غيض من فيض.
فلقد حقق حلم الكثير من أبناء المنطقة بافتتاح كليات علمية وصحية، كان حريصاً على الكليات الصحية وعلى تأهيل أبناء المنطقة ، كما حرص على تطوير مهارات الطلاب من خلال الشراكات المتنوعة والبرامج التدريبية الصيفية لهم في أرقى الجهات العلمية داخل المملكة وخارجها.
حرص على إتاحة الفرصة لأبناء المنطقة من خلال منحهم الأفضلية للانضمام للكليات الصحية، إيماناً منه بأن تأهيل أبناء المنطقة سيسهم في نقلها لمصاف المناطق الكبرى، وإيماناً منه بأن المنطقة سترتفع بأيادي أبنائها، فالكل راحل وهم الباقون.
وكما حرص على تلبية متطلبات المنطقة متلمساً لاحتياجاتهم، فعندما وجد أن ابناء المنطقة يعانون السفر الأسبوعي لإكمال دراساتهم العليا وجه رحمه الله ﷻ بتذليل العقبات التي تواجه فتح برامج الماجستير في الجامعة والآن تم افتتاح ثمان برامج ماجستير أهلت الكثير من أبناء وقيادات المنطقة، وكان يتابع ويحث رحمه الله ﷻ افتتاح برامج اخرى للماجستير والدكتوراه.
كان له توجه واضح ورؤية مميزة لدعم الجامعة بالكادر التعليمي من أبناء الوطن إيماناً منه بأن أبناء الوطن هم الباقون، وهم من ستبنى على أكتافهم الجامعة، سعى ووجه باستقطاب المميزين في برنامج الملك عبدالله رحمه الله ﷻ للابتعاث لتوطين ودعم الكليات، استقطب من البرنامج وكذلك من المميزين الذين انهوا برنامج الماجستير الدكتوراه في شتى التخصصات.
حرص رحمه الله ﷻ على تشبيب القيادات وتوطين الوظائف الأكاديمية عبر تسهيل كافة إجراءات الابتعاث وحث المعيدين والمحاضرين على الابتعاث الخارجي لإيمانه أن المبتعث سيعود بعلم وفكر سيسهم في البناء من خلال نشاطه وعنفوانه مما يؤدي لتطوير الجامعة كان أخاً أكبر للجميع.
كان رحمه الله ﷻ أباً لكل طالب يتيم، مساند لكل ذي حاجة، يوجه بتذليل كل العقبات أمامهم ويدعو الجميع لمراعاة أحوالهم وأحوال المواطنين وأبنائهم، كان يوجه دائماً بتسهيل إجراءات ذوي الاحتياجات الخاصة والمقيدين في الضمان الاجتماعي، كان يأمر بإعفاءهم من رسوم الدراسة للمنتسبين وطلاب الدبلومات إيماناً منه بأن تلك الرسوم تثقل كاهلهم، كما كان يوجه بعدم رد طلبات المعونات التي تصرف لهم من الجامعة، كان رحوماً كبير القلب أحاط الجميع بطيبته ودماثة خُلقه، كان يأخذ في حسبانه ويراعي رحمه الله ﷻ الأيتام وذوي الأمراض المزمنة في القبول في الجامعة وأبناء الشهداء.
رغم مرضه رحمه الله ﷻ في الفترة الآخيرة إلا أنه كان يتابع كل شيء ويحث الجميع على الانتاج وخدمة هذه الجامعة كان مثالاً للتفاني والعطاء. رحمه الله لم تفقده جامعة تبوك، ولا منطقة تبوك، بل كان فقيد التعليم ، فقيد ترك جرحا في قلوب الجميع.
هو القائد المحنك الذي يحتوي الجميع، هو الأب العطوف على طلابه، هو من صنع مجداً لجامعة تبوك ومنطقتها، رحل رحمه الله ﷻ وترك خلفه صرحاً شامخاً ينافس على كل الأصعدة، وسيبقى ذكره في منطقة تبوك عالقاً في أذهان أبنائها فلم يأتيه طالب يرغب في منفعة إلا كان له عونا ومرشدا.
رحمك الله يادكتور عبدالعزيز العنزي فلقد كنت معالي لجامعة تبوك ومعالي في خلقك وتعاملك، ختاماً لا أقول : إلا عزاؤنا الوحيد يتجلى في رحيله لمن هو أرحم به منا، قال رسول الله ﷺ (الراحمون يرحمهم الله) وأشهد أنه كان رحيماً بكل ضعيف ومحتاج، وأنه فرج الكثير من الكربات عن العديد من الطلاب.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، واغفر له واجبر كسر أهله وارزقهم الصبر والسلوان.