أفغانيُّ الزيتة !!
في إحدى رحلاتي المعتادة بين تبوك و محافظة حقل توقفت لأداء صلاة المغرب في قرية الزيتة و كان الناس قد انتهوا من الصلاة و فُتحت المحلات و بدأ الظلام يغطي المكان و كانت الإضاءة القادمة من المحطة و المحلات التي فيها هي السبيل لترى طريقك، فرغت من الوضوء و خرجت لألمح عند باب المسجد أحد العمال من الجنسية البنغالية و قد خرج حاملاً مكنسته بعد أن انتهى من تنظيف المسجد و عند الباب ينتظره أفغاني و قد مد يده بمبلغ من المال و لكن البنغالي تحرج من قبولها و مع إصرار الأفغاني أخذها و تعابير وجهه كلها خجل.
قد يقول أحدهم حسنا و ما الغريب في القصة؟! في الحقيقة لم أروها لغرابتها و لكن لبساطتها، أن يلتقي رجلان أعجميان من أقصى الدنيا و قد خرجا لطلب الرزق في هذه الصحراء القاحلة فأحدهم ينظف المسجد و الاخر يتصدق عليه في السر في تلك العتمة، لم يره إلا الله و كاتب هذه الأسطر لشيء يدعو إلى التأمل لما وصل إليه حالنا في هذا الزمن!!
ما جعلني أستشعر هذا الموقف هي تغريدة لأحد القائمين على أحد الأعمال الخيرية بأن جمعية خيرية ألغت توزيع سلال غذائية في أحد الأحياء الفقيرة لأن الكاميرا تعطلت!!! .. أي حال وصلت له إنسانيتنا المزيفة و توثيقنا المنافق؟! .. ألم يفكر مسؤلو الجمعية في كرامة المحتاجين التي أهينت و خيبة أملهم الكبيرة بعد أن رجعوا بخفي حنين ليس لسبب وجيه و لكن لأن أحدهم لم يوثق لحظة تفضله عليهم و ينشرها ليتشدق بها أمام الناس بأنه ذو القلب الرحيم الذي يشعر بمأساة غيره !!
ألا يعلم هؤلاء أن المحتاجين و الفقراء بشر لهم قلوب تتحطم كل يوم و أرواح تتعذب كل ساعة مما يعانوه من العوز و الفاقة حتى تأتي أنت و تقضي على ما بقي لهم منها عندما لجأو إليك فقط لأن الكاميرا لم تصور وجهك و هو يبتسم إبتسامة عريضة يراها الناس في الصحف و المجلات !!!!
قد يقول أحدهم أن التوثيق ضروري و أن هذا من حث الناس على الخير و هذا صحيح و لكن هل يصح أن تلغي العمل الصالح لالتغاء أحد الدوافع أو هل يصح أن تصور كل عمل خيري تقوم به و تحتج بنفس الحجة؟! .. لا أدري لماذا كلما رأيت أحدهم و قد نشر على الملأ ما قام به من خير تذكرت أفغاني الزيتة و أنه لم يحتج إلى فلاشات و سنابات حتى يعمل الخير... بساطة، لا؟!
قد يقول أحدهم حسنا و ما الغريب في القصة؟! في الحقيقة لم أروها لغرابتها و لكن لبساطتها، أن يلتقي رجلان أعجميان من أقصى الدنيا و قد خرجا لطلب الرزق في هذه الصحراء القاحلة فأحدهم ينظف المسجد و الاخر يتصدق عليه في السر في تلك العتمة، لم يره إلا الله و كاتب هذه الأسطر لشيء يدعو إلى التأمل لما وصل إليه حالنا في هذا الزمن!!
ما جعلني أستشعر هذا الموقف هي تغريدة لأحد القائمين على أحد الأعمال الخيرية بأن جمعية خيرية ألغت توزيع سلال غذائية في أحد الأحياء الفقيرة لأن الكاميرا تعطلت!!! .. أي حال وصلت له إنسانيتنا المزيفة و توثيقنا المنافق؟! .. ألم يفكر مسؤلو الجمعية في كرامة المحتاجين التي أهينت و خيبة أملهم الكبيرة بعد أن رجعوا بخفي حنين ليس لسبب وجيه و لكن لأن أحدهم لم يوثق لحظة تفضله عليهم و ينشرها ليتشدق بها أمام الناس بأنه ذو القلب الرحيم الذي يشعر بمأساة غيره !!
ألا يعلم هؤلاء أن المحتاجين و الفقراء بشر لهم قلوب تتحطم كل يوم و أرواح تتعذب كل ساعة مما يعانوه من العوز و الفاقة حتى تأتي أنت و تقضي على ما بقي لهم منها عندما لجأو إليك فقط لأن الكاميرا لم تصور وجهك و هو يبتسم إبتسامة عريضة يراها الناس في الصحف و المجلات !!!!
قد يقول أحدهم أن التوثيق ضروري و أن هذا من حث الناس على الخير و هذا صحيح و لكن هل يصح أن تلغي العمل الصالح لالتغاء أحد الدوافع أو هل يصح أن تصور كل عمل خيري تقوم به و تحتج بنفس الحجة؟! .. لا أدري لماذا كلما رأيت أحدهم و قد نشر على الملأ ما قام به من خير تذكرت أفغاني الزيتة و أنه لم يحتج إلى فلاشات و سنابات حتى يعمل الخير... بساطة، لا؟!