هل حقا .. لا شكر على واجب ؟؟
يحضر الناس لتلك المناسبة العامة فيقدمون جميع ألفاظ الشكر ومشتقاته ومعانيه لصاحب تلك المناسبة .. وفِي مشهد اخر قريب من ذلك .. يحال أحد زملاء العمل للتقاعد أو يغادرهم لمدينة أخرى فلا تكفي كلمات الشكر والعرفان .. بل لا بد أيضا أن يقام له حفل بهيج .. يليق بمقامه وقدره .. بل حتى أهل السوق والتجارة يجعلون من الشكر وسيلة رابحة لكسب عملائهم وتسويق بضائعهم .. وهل من أحد لا يلتفت للشكر ولا يطرب لسماعه ..
فلو كان يستغني عن الشكر ماجد
لعزة ملك أو علو مكان
لما أمـر الله العبــاد بشـكره
فقال اشكروني أيها الثقلان
في الوقت الذي تكثر فيه كلمات الشكر والإمتنان عند هؤلاء .. لسبب أو لآخر .. وهم يحمدون كثيرا على ذلك .. إلا أن هدير ذلك الشكر يضعف .. وصوته يخبو .. وجماله يتوارى .. أمام من هم أولى بذلك من ءاباء وأبناء .. ومن زوج وزوجة .. وأخ وأخت .. وعامل وخادمة .. فتغيب عنهم سحابة الشكر التي أمطرت من هم أقل معروفا منهم .. لكن يبدوا أن اعتياد ذلك المعروف واستمراره طوال تلك السنين طمس معالم الشكر عند هؤلاء شيئا فشيئا ... اعتمادا على تلك المقولة الشائعة : " لا شكر على واجب "
فتجد ذلك الإبن الذي أمضى عمره كله وهو يهمز قدم والديه لم تحن الفرصة بعد لوالديه أن يقولا له : شكرا ..
مع أن ذلك الإبن لم يرجوا من وراء ذلك الصنيع جزاء ولا شكورا .. لكنها بالتأكيد ستعطيه شحنة هائلة لمضاعفة البر والإحسان .. بل حين نسمع كثيرا من المشاكل الزوجية نجد أن من أسبابها غياب ألفاظ الشكر من قاموس حياتهم .. كأنهم ينتظرون لحظات الموت حتى يخرجوا كلمات الشكر والوفاء .. والتي ستخرج حينها ميتة باردة لا قيمة لها ولا شأن .. يقول أحد الأزواج وقد تعب كثيرا في تأثيث منزله الجديد .. يقول : ذهب ذلك التعب كله في لحظة واحدة .. حين سمعت مديح زوجتي لي .. " الله يعطيك العافية .. ما قصرت معي .. الله لا يخليني منك " كانت تلك الكلمات الخفيفة بلسما شافيا لي .. في حين أن الشرع الحنيف شدد على حق الزوج ومعروفه فقال صلى الله عليه وسلم " لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه " رواه النسائي و صححه الألباني .. بل حتى ذلك العامل وتلك الخادمة الذين يحصلون على رواتب شهرية هم ليسوا مكائن تنشط بالوقود حتى تعمل وتنتج .. بل عندهم روح ومشاعر .. إذا انكسرت لن تجبرها أبدا تلك الرواتب والأموال ..
أحيانا .. قد لا نملك مالا لمكافأة هؤلاء على جميل صنعهم لكننا نملك أعظم من المال .. نملك كلمة " شكرا " .. نملك لمسة اليد .. نملك المزاح اللطيف .. نملك الثناء العاطر .. نملك الكلمة الطيبة التي لن تستهلك منا إلا حركات يسيرة باللسان .. ومن جميل ما قيل : إذا عجزت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر .. وصدق القائل :
لا خَيل عندك تهديها ولا مال ..
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
أشكركم جميعا على أن منحتم لي شرف الإطلاع على هذا المقال .. وأرجوا أن تكون هذه الكلمات خفيفة الظل عليكم ..
محمد بن علي الشهري
يحضر الناس لتلك المناسبة العامة فيقدمون جميع ألفاظ الشكر ومشتقاته ومعانيه لصاحب تلك المناسبة .. وفِي مشهد اخر قريب من ذلك .. يحال أحد زملاء العمل للتقاعد أو يغادرهم لمدينة أخرى فلا تكفي كلمات الشكر والعرفان .. بل لا بد أيضا أن يقام له حفل بهيج .. يليق بمقامه وقدره .. بل حتى أهل السوق والتجارة يجعلون من الشكر وسيلة رابحة لكسب عملائهم وتسويق بضائعهم .. وهل من أحد لا يلتفت للشكر ولا يطرب لسماعه ..
فلو كان يستغني عن الشكر ماجد
لعزة ملك أو علو مكان
لما أمـر الله العبــاد بشـكره
فقال اشكروني أيها الثقلان
في الوقت الذي تكثر فيه كلمات الشكر والإمتنان عند هؤلاء .. لسبب أو لآخر .. وهم يحمدون كثيرا على ذلك .. إلا أن هدير ذلك الشكر يضعف .. وصوته يخبو .. وجماله يتوارى .. أمام من هم أولى بذلك من ءاباء وأبناء .. ومن زوج وزوجة .. وأخ وأخت .. وعامل وخادمة .. فتغيب عنهم سحابة الشكر التي أمطرت من هم أقل معروفا منهم .. لكن يبدوا أن اعتياد ذلك المعروف واستمراره طوال تلك السنين طمس معالم الشكر عند هؤلاء شيئا فشيئا ... اعتمادا على تلك المقولة الشائعة : " لا شكر على واجب "
فتجد ذلك الإبن الذي أمضى عمره كله وهو يهمز قدم والديه لم تحن الفرصة بعد لوالديه أن يقولا له : شكرا ..
مع أن ذلك الإبن لم يرجوا من وراء ذلك الصنيع جزاء ولا شكورا .. لكنها بالتأكيد ستعطيه شحنة هائلة لمضاعفة البر والإحسان .. بل حين نسمع كثيرا من المشاكل الزوجية نجد أن من أسبابها غياب ألفاظ الشكر من قاموس حياتهم .. كأنهم ينتظرون لحظات الموت حتى يخرجوا كلمات الشكر والوفاء .. والتي ستخرج حينها ميتة باردة لا قيمة لها ولا شأن .. يقول أحد الأزواج وقد تعب كثيرا في تأثيث منزله الجديد .. يقول : ذهب ذلك التعب كله في لحظة واحدة .. حين سمعت مديح زوجتي لي .. " الله يعطيك العافية .. ما قصرت معي .. الله لا يخليني منك " كانت تلك الكلمات الخفيفة بلسما شافيا لي .. في حين أن الشرع الحنيف شدد على حق الزوج ومعروفه فقال صلى الله عليه وسلم " لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه " رواه النسائي و صححه الألباني .. بل حتى ذلك العامل وتلك الخادمة الذين يحصلون على رواتب شهرية هم ليسوا مكائن تنشط بالوقود حتى تعمل وتنتج .. بل عندهم روح ومشاعر .. إذا انكسرت لن تجبرها أبدا تلك الرواتب والأموال ..
أحيانا .. قد لا نملك مالا لمكافأة هؤلاء على جميل صنعهم لكننا نملك أعظم من المال .. نملك كلمة " شكرا " .. نملك لمسة اليد .. نملك المزاح اللطيف .. نملك الثناء العاطر .. نملك الكلمة الطيبة التي لن تستهلك منا إلا حركات يسيرة باللسان .. ومن جميل ما قيل : إذا عجزت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر .. وصدق القائل :
لا خَيل عندك تهديها ولا مال ..
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
أشكركم جميعا على أن منحتم لي شرف الإطلاع على هذا المقال .. وأرجوا أن تكون هذه الكلمات خفيفة الظل عليكم ..
محمد بن علي الشهري