من السارق ؟
في ليلة ولادته فرحت به فلونه وجسمه وقوامه جميل من أجل ذلك أهتميت به وبتربيته على الغالي فحرصت على ان يسكن لوحده مع أمه الجميلة أيضا حتى يستمتع بالرضاعة الطبيعية بعيدا عن أزعاج الآخرين ، وفِي. كل يوم أراقبه وأحتضنه وأراقب نموه يوما بعد يوم فهو من أب أصيل مشهود له بالجمال والطول الفارع وأمه كذلك فاتنة القوام حتى أن عيونها واسعة عسلية ،من أجل ذلك أقدم له ولأمه الأكل بنفسي رغم مشاغلي الكثيرة وذلك لكي يكبر على الاهتمام والدلال ، فكان سريع النمو فكل يوم يزداد نموا وجمالا ، وأستمر الحال وشهر بعد شهر حتى كبر وأشتد جسمه وصار في ريعان شبابه وأصبح ذَا صوت جهوري لايسكت فكان عند حسن الظن به ،وأصبح الونيس بلعلعة صوته وخاصة عندما أذهب الي الاستراحة ليلا ، وفِي يوم من الأيام. الفضيلة يوم الجمعة المباركة بليلها ونهارها أتى الحرامى مستغلا الانشغال بالعبادة فلما شاهده أعجب به فهو جميل ومن جماله قفز الحرامي من مكان عالي من أجل ان يظفر به وفعلا ولانه ونيس وعشري ومتربي على الغالي والاهتمام أستسلم للحرامي وخرج معه مكتفا مربوطا من المكان العالي بدون مقاومة منه ، ولخفته نقله الحرامي الي المكان البعيد حيث يوقف سيارته وهناك أركبه في صندوق الوانيت وذهب به الي مكان مجهول ، ولما أتيت الي المكان في عصر يوم الجمعة وقلبي كلن حاس لكن أقول لعله خير ، أتيت الي الموقع وإذا الكل خايف يترقب فأحسست أن أصواتهم غير طبيعية ويبدوا عليها الحزن ، ففكرت وشاهدت وإذا الموقع غير طبيعي وبحثت عن كبيرهم الجميل فلم تقع عيني عليه ، فعرفت انه ذهب الي غير رجعة في هذه الدنيا الفانية ، فتتبعت الأثر وإذا به محمول من الموقع الي مكان بعيد حيث تقف سيارة الحرامي ،فتأثرت جدا لدرجة القهر ليس حزنا على ( التيس ) بل قهرا على السرقة ليس على القيمة المادية فَلَو طلب الحرامي قيمته لوهبتها له مجانا لكن لقهر السرقة وزمانها يوم الجمعة الفضيل ، ومع هذا الزعل تأملت عقوبة السرقة في الاسلام ولماذا شدد الاسلام على عقوبتها بقطع يد السارق حتى لو سرق السارق بيضة مثلا ، فليس الأثر المادي لوحده بل للأثر النفسي والمكاني للمسروق بتعدي السارق ففي تطبيق العقوبة حياة وأمن وامان وحفاظا على الحقوق مهما كانت قيمتها ،
وبعد ذلك قالوا أشتكي للامن والشرطة فتأتي بالسارق وتأخذ منه حقك المسروق وتعاقبه فقلت أعرف ذلك وأثق في الأمن وقدراتهم لكنني أحسست أنني قد أكون مفرطا نوعا ما فقلت أنني أشتكي وأرفع الامر لله الواحد الأحد فمنه وإليه العوض ، فهو الرزاق الحافظ ذو القوة المتين ،
وبعدها قررت أن أستعين بالتقنية الحديثة في الموقع. وأقوم بتركيب كاميرات مراقبة ، وذلك للحفظ والتصوير فالوقاية خير من العلاج ، وأعقلها وتوكل وأستودع الله رزقه وأمانته ،