الخلاف الخليجي وتحولاته!
كان الخليج العربي يبدو ساكنا والأزمات تتراكم وقد حفلت السنوات الماضية بحبك مؤامرات كبرى تهدف إلى خلق صراعات شديده في منطقة الخليج. فإيران بعد الثوره أستطاعت أن تثير سلسلة من الصدمات التي لم تنسف التكاتف العربي فحسب بل إنها غيرت في عمق الوضع الإستراتيجي للمنطقة بإستيلائها على (العراق سوريا) والتدخل في اليمن. وعندما هبت العاصفة الترامبية تحت مظلة (محاربة الأرهاب) اذكت الفتنة في الخليج وانطلقت نسائم الأنقسام وبدأت المقاطعة بين الأشقاء الخليجيين وانبرت موجه أعلام هوجاء. وحدث تمزق أصاب مكونات النظام الأعلامي فاهتزت أركانه وانتج لغة جديدة في معالجة الأمور تنكرت للأخوة وروابط القربى والتفكير السليم. وحجبت الحقيقة فلا يبصر الناس الأسباب والدوافع للخلاف واختفى الشعور الطيب وبدأت العداوات تطفو وأصبح يحدث في الخليج مالم يحدث به من قبل والمنطقة تحتضر لقدوم الأجنبي. ولاشك أن تصرف دولة قطر قد جعلها في مأزق على كافة الأصعدة وتدهورت علاقاتها مع محيطها الخليجى وكان لذلك أثره الهائل على تصرفاتها فرفضت مطالب وشروط المملكة والامارات والبحرين مأخوذة بنشوة الظفر بنتيجة انتقالهاالحديث إلى صفوة الدول المنتجة للغاز وادراكها بشكل مفاجئ اطر نفوذهاوأهدافهاالدبلوماسية. وكونهابلد غني شجعهاعلى التعنت لفرض اجندتهاعلى دول الجوار والتأثير في الأحداث الأقليمية. وكان من الاجدر لقطر الحفاظ على روابط الاخوة والموافقه على رغبة اشقائها منذ الوهلة الاولى لفرض المقاطعة وتجنب تصعيد المواقف والجميع يدرك بأن المنطقة مليئة بالمفاجآت . وقد سجل الخلاف القطري مع جواره الخليجي بدء مرحلة من القلق السياسي مما يثبت بأن هذه المنطقة سريعة العطب. والتحولات التي طرأت على مجلس التعاون الخليجي زرعت هوسا عاما وأفسحت المجال أمام تشخيصات تشاؤميه حول مستقبل دوله ويجب على قطرالرجوع الى البيت الخليجي والتراجع عن الارتماء في احضان الدول الاقليمية(ايران وتركيا) حتى لتعطي تلك الدول الذريعة لتكوين محور والتدخل في شئون الخليج. وعلى قادة قطرتجنب الحسابات الخاطئة وتلافي استمرارتصعيد المواقف لأن في هذه المنطقة ثروة الكل يطمع ان يحصل منها على نصيب يرضيه وحيث ان قطر هي الطرف الاضعف في هذا النزاع فعليها عدم التفكير في تدويل الأزمة حتى لا يتم جر المنطقة إلى لعبة قد تكون قاضيه لأن الرياح الخبيثة قد أتجهت إلى الخليج بعد خراب (العراق وسوريا) ومن المؤكد ان ما نراه هو ارهاصات الحرب (المذهبية الكبرى) التي يتم التخطيط لها بين السنة والشيعة ولم يبقى الا تحديد معطياتها متى؟- أين؟ -كيف؟ ستضرب بروقها. والخروج من هذا المأزق مرهون بتراجع قطر عن مواقفها المتصلبة حتى لا تكون المنطقة مسرحا لمواجهات مدمرة. افيقواياقادة قطر الى رشدكم والتراجع في الحق فضيلةلعلنا نرى مجلس التعاون يعود متماسكا رغم ما حدث وتأخذ العلاقات شكل التعاون والتعاضد كما كان ويتم رتق التمزق الذي حدث في المواقف السياسية والنسيج الاجتماعي والانظار تترقب قرار قطر فيما تبقى من ايام المهلة المعطاة لها وهي مدعوة للتفكر مليئا في ضرورة اتخاذ قرارت استثنائية لاننا نسمع من مسافات قريبة طبول الحرب الاوسع تدق والاصم فقط هومن لايسمعها.
عضو مجلس المنطقة
اللواء متقاعد/ عبدالله بن كريم العطيات