اعتزال الفتن "محمدبن مسلمة أنموذجا"
ونحن في هذا الزمن التي تعج به الفتن ليلا ونهارا، يثيرها مابين حاقدا أوشريرا أومأجورا لايهمه الامايقبض يستمتعون بأعمالهم الإجرامية ،التي لا تقل عن الجرائم الداعشية أوالإرهابيون ومن شاكلهم.ساعدتهم التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي المفلوت ،فلاضوابط صارمة من انظمة والوازع الديني ضعيف جدا ،ولوتدبروا قوله تعالى[ياأيهاالذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحواعلى مافعلتم نادمين] لما أقدمواعلى صنيعهم ومما يؤسف له أنه قبل أعدت أسابيع أعتذرت صحيفتين سعوديتين من إساءات التقدير لجهاز من أجهزة الدولة قبل ست سنوات وعالم من علماء المملكة قبل عشر سنوات وسنرى الكثيرمن الحقائق التي غيبت بسبب موت الضمير أوتنفيذ اجندة تملى على بعض المغفلين قدتكون بثمن أوبدون ثمن
أنني عندما أرى ما يحدث في عالمنا العربي
دائما اتمثل بهذا البيت الجاهلي:
وأحيانا على بكر أخينا اذا ما لم نجد الاأخانا
إن هناك فئة من بني يعرب يدينون ديننا ويتكلمون لغتنا قد تفرغوا الى احداث القلاقل بين الشعوب العربية وكأن المسلمين قدحرروا فلسطين واعادواالاندلس وحجموا المجوس(خلاياهم الفاعلة وليست نائمة) واوقفواالروم (اورباوامريكا)عن مطامعهم في ديارالمسلمين وكذا(خلاياهم الفاعلة وليست النائمة )ومابقي ما يشغلهم، فصفا لهم الجو فقالوا الان نقوم المعوج في وطننا العربي فأعدواالعدة من سيناريوا وممثلين ومخرجين كلا قدعلم دوره وآمن به واذا لم يفعل لن تأتيه الدولارات والدراهم والشرهات عندما يأتي للسلام (أسف لأخذ الشرهة من العملاق المدبر) فيعطي الجوقة بقضها وقضيضهامن الأموال مايجعلهم عبيدا يساقون كقطيع من الغنم وقد تعطلت حواسهم لايسمع لايتكلم لايرى، لايعرف الا صاحب نعمته أما دينه وضميره وعقله فهم في غيبوبة او(إجازة )مدفوع مقابلها مقدما
الحقيقة أن المسلم ليتألم عندما يرى مايحدث في الوطن العربي بل وفي المحيط الذي يعيش فيه ذلك أن الفتن تدمر الأوطان ولها عوامل متعددة من خيانة وتجسس وشائعات ومصالح وأجندات تنفذ لحاجة في نفس (عميل اوخائن اوحاقدا)ولاطماع اقليمية وتجد السفهاء والمأجورين يهرولون ويطبلون ويزمرون دونما تفحص اوتدبروهذه الفتن تنخر في المجتمع .والساسة والاعلاميون هم ادوات تنفذ بدون تروي اوتدبر ولو التزمنا بالمثل اعط القوس باريها وتركنا القضايا لاهلها فالسياسة لاهل السياسة والدين لعلماء الدين... وهكذا
ان رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم حذر من الفتن ومايترتب عليها في عدة احاديث منها:
ماروى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهماقال.أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من أطام المدينة فقال هل ترون ماأرى قالوا لا قال فأني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع المطر
وروى ابوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان وينقص العلم ويبقى الشح وتظهرالفتن ويكثرالهرج قالوا يارسول الله إيماهو قال(القتل القتل )
وروى البخاري ومسلم عن ابي هريرة (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خيرمن الماشي والماشي فيها خير من الساعي من يشرف لها تستشرفه فمن وجد فيها ملجأأومعاذا فليعدبه )
ان هناك احاديث اخر
ولكنني اخترت نموذجا من صحابته صلى الله عليه وسلم وهومحمد بن مسلمة الانصاري الشجاع المقدام الذي عهد له الرسول على المدينة في غزوة تبوك وكلفه بقيادة المجموعة الفدائية التي قتلت اليهودي كعب بن الاشرف انه الجندي المخلص لدينه الذي ينفذ المهام الموكلة اليه بكل اقتدار لم يحتاج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحلفه قسم الايخون دينه ووطنه
لقدروى محمد بن مسلمة الانصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطاه سيفا وقال له{قاتل به المشركين ماقوتلوا فاذارايت امتي يضرب بعضها رقاب بعض فائت به أحدا فاضربه حتى ينكسر.ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة اومنية قاضية}
ولذاعندما قتل عثمان رضي الله عنه أعتزل محمدبن مسلمة رضي الله عنه الفتن وذهب لصخرة في فنائه فضرب الصخرة بسيفه حتى كسره.ثم اتخذسيفا من الخشب قدنحته وصيره في الجفن معلقا بالبيت وقال إنما علقته اهيب به ذاعرا.
ويروي ضبيعة بن حصين الثعلبي كنا جلوسا مع حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما فقال اني لأعلم رجلا لاتنقصه الفتنة شئيا فقلنا من هو فقال محمدبن مسلمة الانصاري فلما مات حذيفة وكانت الفتنة ،خرجت فيمن خرج من الناس فاتيت اهل ماء فاذ انا بفسطاط مضروب منتحي تضربه الرياح، فقلت لمن هذاالفسطاط .قالوالمحمدبن مسلمة فاتيته فاذاهوشيخ فقلت له يرحمك الله اراك رجلا من خيار المسلمين تركت بلدك ودراك واهلك وجيرتك .قال تركته كراهية الشرما في نفسي ان يشتمل على مصرمن امصارهم حتى تنجلي عماانجلت.
وقد وافقه مجموعة من الصحابة فعندما قتل عثمان رضي الله عنه سارعوا لاعتزال الناس خشية من الفتنة ومن اشهرهم سعدبن ابي وقاص رضي الله عنه وعبدالله بن عمررضي الله عنهما واسامة بن زيد رضي الله عنهما
ولاشك انهم يعلمون احاديث الرسول عن التحذيرمن الفتن فكان الامتثال الفوري
فهل من يعتزل فتن هذاالزمان التي تأتينا من كل حدبا وصوب ليلا ونهارا
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن واحفظ لنا ديننا وطننا من كل عابث اوحاسد عدوا كان اوصديقا
هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد ،وهوالهادي الى سواء السبيل