هروب الطلاب من المدارس؟!
تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فديو يوثق فيه واقعة هروب طلاب من احدى المدارس من نافذة من الدور الثالث ومن خلال مواسير الصرف الصحي ! لا اعرف لو ان احدا من المعلمين او الاداريين قد دخل الى الفصل وشاهد هذا المنظر واذا باحد الطلاب يرتبك ويختل توازنه من الخوف فيسقط على الأرض صريعا ما الذي سوف يحصل ؟! طبعا سوف تقوم الدنيا ولن تقعد فالجميع سوف يحمل المدرسة وادارة التعليم مسئولية ذلك ! ومن ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة البحث عن كبش فداء (المزايدات) ! حيث تبدأ وسائل الاعلام بنشر العناوين المثيرة وتنادي بالويل والثبور ويبدأ تشكيل اللجان للبحث عن الجاني (الأسباب) . ويبدأ العزف على الجانب الانساني وأن الطالب وقع ضحية للمناهج والمعلم وطرق التدريس وبيئة العمل ؟! لا اعرف اذا كانت المدارس هي دور لتلقي العلم أم انه لا يعدو عن كونها دور للملاهي (الترفيه) ؟! وهل المناهج وطرق التدريس هي من وحي المعلم أم انها مقررة عليه في التعليم العالي (نظريا) وفي التعليم (عمليا) ومن نظريات تم استيرادها من الشرق والغرب ؟! في المقابل لا تجد أحد يحمل ألأسرة مسئولية ذلك ابدا . التدليل الزائد والاهمال المفرط أو رفقاء السوء . وتجد ولي الأمر وقد قام بدور الضحية وتجده يطالب بايقاع اشد العقوبات بحق كل من تسبب في الحاق الأذى بولده . وتناسى انه لم يفكر في يوم من الأيام بزيارة المدرسة للسؤال عن ابنه أو حتى معرفة في أي صف يدرس . تتجول في الشوارع فتجد البعض من الأطفال يلهو حتى ساعة متأخرة من الليل يعبثون في المرافق والخدمات او قد يتعرضون الى المارة أو يلقون بالحجارة على المنازل المجاورة ولا تجد أحد يسأل عنهم بل تجد أولياء الأمور آخر طناش . فالشارع أصبح يتولى التربية والرعاية والعناية ! ان مشكلة هروب الطلاب من المدارس من خلال القفز من المباني او عن الأسوار تعد مشكلة مجتمع قبل ان تكون مشكلة تعليم . التربية من المربي وهي من مسئولية المجتمع (الأسرة) وليس وزارة التعليم . لا يمكن أن تحل وزارة التعليم مكان الاسرة في التربية او تصلح ما افسدته . الهروب من المدرسة لا يعدو عن كونها مجرد حالات فردية مما يؤكد ان الخلل يكمن في التربية (الأسرة) وليس في المدرسة . يعني من غير المعقول ان يجند مدير المدرسة جميع اعضاء هيئة التدريس والجهاز الاداري كي يراقب كل مكان داخل المدرسة أو خارجها . المجتمع يجب ان يقوم بواجبه على أكمل وجه في التربية والا فان المدرسة لا يمكن لها ان تحقق الهدف الرئيسي الذي وجدت من أجله (التعليم) مهما بذلت من جهود.