تعد ظاهرة الإدمان من أخطر الظواهر الإجتماعية و الصحية الموجودة في وقتنا الحاضر لما لها من تأثير كبير على المجتمع فهى تؤدى إلى زيادة معدلات الجريمة و العنف و التفكك الأسرى و كذلك تؤدى إلى أمراض أخرى كثيرة و أيضاِ زيادة معدلات الوفيات.
إن اضطراب الإدمان يتميز بنموذج خاص من السلوك و الذى ينتج عنه عدم القدرة على مواجهة الإلتزامات و المشاكل مع الزيادة فى مواجهة المخاطر الناتجة عن هذا السلوك.
كذلك فإن الإدمان من الأمراض المتغيرة و ذلك لاتساع مدي المواد التي تسبب الإدمان وزيادة عدد المدمنين وكذلك الدوافع التى قد تؤدى إلى حدوث تلك الظاهرة.
و الإدمان لم يعد قاصرا علي أنه اضطراب يتميز بالحاجة الملحة للحصول علي المواد المخدرة ولكنه قد توجد عوامل أخرى كثيرة تتداخل لخلق هذه المشكلة منها سلوك الفرد نفسه و عوامل بيئية و أخرى إجتماعية.
يعرف الإدمان بأنه اضطراب سلوكي فيه تكرار لفعل من قبل الفرد و انهماك بنشاط معين بغض النظر عن العواقب الضارة بصحته أو حالته العقلية أو حياته الاجتماعية.
إن اضطراب الإدمان يجعل المدمن يفكر بطريقة خاطئة تجعله دائماً يشعر بالنقص و الخوف والقلق والإكتئاب ويحتقر نفسه حيث يشعر أنه أقل ممن حوله مما يجعله قد ينظر للمجتمع حوله نظرة معادية.
لقد أعلنت الأمم المتحدة في عام 1990 أن حجم التعامل في المخدرات بلغ 500 مليار دولار وهو ما يفوق تجارة البترول في العالم أجمع فى ذلك الوقت.
و يقدر عدد مدمني المخدرات في الوطن العربي بحوالي عشرة ملايين مدمن بينما بلغ عدد المتعاطين للمخدرات أضعاف هذا الرقم. هذا و يتوقع زيادة هذه الأعداد بسبب انخفاض أسعار بعض أنواع المخدرات وزيادة معدلات البطالة و وجود الإحباط لدى كثير من الشباب.
و للأسف فإنه يوجد على مستوى العالم تزايد مستمر في إنتشار الجرائم الكبرى مثل القتل و الإغتصاب و السرقة وحوداث الطرق وجرائم العنف الأسري بسبب الإدمان.
عالميا لم يعد الإدمان منتشرا بين الذكور فقط وإنما تزايدت نسبته بين الإناث أيضا، مما يهدد بإنتشار الجرائم الأخلاقية في العالم.
عوامل إنتشار الإدمان تشمل عوامل وراثية و بيولوجية و دوائية و إجتماعية و من ضمنها:
ضعف العقيدة الدينية و الأخلاقيات و ضعف الوازع الديني والبعد عن الله وعدم اللجوء إليه في المحن والشدائد.
وجود الاستعداد الوراثى لإضطراب الإدمان.
وجود بعض الإضطرابات النفسية المرتبطة بالإدمان.
أصدقاء السوء وهم من أخطر الأسباب وأهمها فى حدوث الإدمان فقد وجد أن قى معظم المصابين بالإدمان كان أصدقاء السوء هم السبب الرئيسى للدخول فى الإدمان.
الصدمات النفسية و العاطفية المختلفة.
كثرة سفر الشباب للخارج و التأثر بالبيئات الغربية.
الفراغ الشديد لدى الشباب فهو سلاح خطير إذا أسيئ استخدامه.
اضطرابات التربية خاصة في مرحلة الطفولة.
ضعف الوضع الاجتماعي للفرد أو أيضا الترف الشديد.
التحولات في القيم الإجتماعية والشخصية الناتجة عن التطور الحضاري المتسارع.
التقليد الأعمى لمتعاطي المخدرات وحب الاستطلاع و البحث عن الجديد.
استخدام بعض العلاجات الخاطئة مثل الأدوية المخدرة دون وجود ضرورة طبية لذلك.
أضرار الإدمان:
تظهر أضرار الإدمان في صور متعددة مثل الأضرار الإجتماعية و الأضرار الصحية و الأضرار الإقتصادية و غيرها و التى من أهمها:
المضاعفات الصحية الخطيرة للمصابين بالإدمان والإصابة بالأوبئة الشديدة مثل الإيدز وتلف خلايا المخ و احتمالية الإصابة بسرطان الرئتين و ارتفاع ضغط الدم و السكتات القلبية و الفشل الكلوي و الإلتهاب الكبدى.
المشاكل الإقتصادية الناتجة عن الإدمان متمثلة فى تبديد الموارد بسبب شراء المخدرات الباهظة الثمن و كذلك فإن مكافحة المخدرات تتكلف مبالغ طائلة كما تمثل المخدرات عبئاً اقتصادياً شديدا على الأسرة التى بها مصاب فقد لا تستطيع الأسرة الحصول على الإحتياجات الضرورية للمعيشة بسبب الإدمان.
تبديد قوى الأشخاص في المجتمع فيما يضر وإذابة جهودهم وإمكاناتهم المختلفة في حالات شديدة من الضياع.
تفكك الأسر وتحطيم تكوينها و ذلك بإنفصال الوالدين وانحراف الأولاد عن الطريق السوى.
القتل و الذى قد يكون في أشكال بشعة و قد يطال أقرب الناس للشخص مثل الأب والأم والأبناء كما أنه قد يكون قتلاً جماعياً للأسف الشديد.
هدم أكثر الفئات أهمية فى المجتمع و هى فئة الشباب.
إنتشار الجرائم المختلفة فى المجتمع مثل السرقة بالإكراه و العنف و الرذيلة وقطع الطرق للحصول على المال اللازم لشراء المخدرات.
بعض الظواهر الهامة فى اضطراب الإدمان:
ظاهرة التحمل: هى ظاهرة توقف المخدر عن إعطاء مفعوله بنفس الدرجة السابقة. و تحدث ظاهرة التحمل عند معظم مرضى الإدمان وبسببه يحتاجون إلى زيادة الجرعات باستمرار. و يعد التحمل من الأعراض الرئيسة لمرض الإدمان علما بأن المرضى الذين يتناولون هذه المسكنات المخدرة لأسباب علاجية مثل مرضى السرطان لا يحتاجون لزيادة الجرعات كما هو الحال فى الإدمان و لا يعانون من ظاهرة التحمل.
ظاهرة الوحدة و العزلة: تقل مهارات الشخص الإجتماعية ومن ثم يلجأ للوحدة و العزلة ليهرب من المواجهة والإندماج وسط المجتمع و ذلك لإختلافه التام عنهم في الأفكار وأسلوب الحياة والكلام والإهتمامات المختلفة.
ظاهرة الإنكار:
هو أن ينكر المريض واقع إدمانه وأنه ليس لديه أى مشاكل مع المخدرات و يزعم أنه قادر على الإمتناع عنها و هذا عكس الواقع تماما.
ظاهرة التبرير:
وهو أن يخفى الشخص الدوافع الحقيقية لدخولة فى طريق الإدمان و أن يبرر باستمرار أن ما وصل إليه إنما هو بسبب المشاكل و الظروف المحيطة.
التدهور الأخلاقي:
عادة يصبح المصاب بالإدمان مستعداً لفعل أى شيئ للحصول على المخدرات حتى أنه قد يصبح مستعدا لعمل أشياء غير أخلاقية و مخالفة للقانون لذلك الغرض.
التدهور المستمر:
تتدهور حالة المصاب بالإدمان باستمرار فيتزايد إدمانه وتعاطيه للمواد المخدرة وتسوء حالته بشكل واضح.
ظاهرة الاستبدال:
يحاول المصاب بالإدمان استبدال نوع المخدر الذى يتعاطاه بنوع مخدر آخر أقل منه ضررا فى وجهة نظره هو اعتقادا منه أن ذلك هو الحل للمشكلة ولكنه للأسف بمرور الوقت يتعاطى مخدره الأساسي إضافة إلى ذلك المخدر الثانى.
ظاهرة الإحراج:
يكون المصاب بالإدمان فى حالة إحراج مستمر نتيجة الإدمان والتعرض للمواقف المختلفة فيكون الأسلوب السائد عنده هو إما الهروب أو العنف فى تلك المواقف.
ظاهرة الإحساس بالذنب:
يصاب المدمن بهذا الإحساس بالذنب نتيجة لأفعاله السيئة و للخسائر التي وقع فيها و كذلك خسائر من حوله من أسرته و أصدقائه.
العلامات التى تشكك فى وجود الإدمان بأحد الأشخاص:
هناك عدة علامات تشكك فى وجود إضطراب الإدمان بأحد الأشخاص المحيطين. و هذه العلامات يجب معرفتها جيدا لسرعة إكتشاف المشكلة و من ثم سرعة التدخل. و من هذه العلامات:
احمرار العين المتكرر و وجود دموع باستمرار و تحرك العين في إتجاهات مختلفة .
الرائحة المميزة للمخدرات أو الكحوليات المنبعثة من الشخص.
الزكام المستمر بالأنف والنزيف الأنفى المتكرر.
ضعف التركيز ، و كثرة السرحان و الكلام غير المتزن ، وتدهور المستوى فى المدرسة أو فى العمل.
عدم الاهتمام بالمظهر العام و النظافة الشخصية.
وجود آثار الإبر و الندبات أو الكدمات و التقرحات فى أماكن التعاطى.
وجود أدوات للتعاطي معه مثل الحقن و ورق التبغ و أنابيب التعاطى و الولاعات.
التعرف على أشخاص جدد يشتبه فى أن يكونوا مدمنين و مصاحبتهم المستمرة له.
تغير نظام النوم مثل تغير دورة النوم و الأرق الطويل أو النوم الطويل.
تغيرات واضحة في سلوك الشخص مثل العدوانية أو التلفظ بألفاظ نابية و عدم الشعور بالمسئولية و الإنعزال و عدم الإلتزام بالقواعد و عدم وجود طموح.
السرقة أحيانا للحصول على المواد المخدرة أو الاشتراك في توزيع المواد المخدرة مع الشخص الذي يعطيه المخدر.
و فى مثل هذه الحالات يجب إجراء اختبار المخدرات فى البول للتأكد من وجود اضطراب الإدمان من عدمه و التدخل السريع لعلاج المشكلة.
الإدمان السلوكي
إن مشكلة الإدمان توجد عندما لا يستطيع الشخص الإبتعاد عن فعل شيء معين تعود عليه و لذلك فإن هناك بعض العادات السلوكية تصنف تحت مسمى الإدمان و من أنواع الإدمان السلوكي:
الإدمان على لعب القمار: من أكثر أنواع الإدمان السلوكي قُرباً للمخدرات و الإدمان على الكحول. و تشير الدراسات الحديثة إلى أنه يضيء نفس مناطق الدماغ فى التصوير الطبى مثل الإدمان على المخدرات و العلاج منه يشمل نفس خطوات علاج الإدمان على المخدرات و الكحول.
الإدمان على الإنترنت و وسائل التواصل الإجتماعى: و ذلك عندما يفقد الشخص السيطرة علي نفسه فى إستخدام الإنترنت، بالرغم من الآثار السيئة عليه منه في جوانب حياته المختلفة. و تشير الأبحاث إلى أن الإدمان على الإنترنت يؤثر على تقريبا من 6 : 14 % من الذين يستخدمونه.
الإدمان على التسوق و الشراء: تشير الأبحاث إلى أنه يؤثر على النساء أكثر من الرجال وأنه قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة سواءا من النواحي المالية أو الشخصية.
الإدمان على ألعاب الفيديو: هو أكثر شيوعا بين الذكور عن الإناث و تشير دراسة إلى أن تقريبا 10 % من لاعبي ألعاب الفيديو الذين هم بين 8 و18 عاما يعانون من الإدمان على هذه الألعاب.
الإدمان على الطعام: هو عبارة عن وجود شراهة مفرطة لتناول الطعام و هو يصيب حوالي 3 % من البالغين. و تشمل أعراضه تناول الطعام بإفراط لتخفيف العواطف عادة ولكنه ينتج عنه شعور بالذنب بعد إنتهاء فعله.
الإدمان على الأفعال الخطرة: هناك من يبحثون عن الإثارة بشكل مرضى فنجد عندهم نفس الأعراض مثل المدمنين فهم يتهورون لفعل بعض المخاطر ثم هم لا يكتفون بذلك بل يسعون بعد ذلك إلى ما هو أكثر خطورة. و لقد وجد فى الأبحاث الطبية أن هذه الأفعال تنشط بعض المناطق فى المخ بنفس المواد الكيميائية مثل ما يحدث فى الإدمان التقليدى.
الإدمان على جراحات التجميل: أكثر انتشارا فى السيدات عن الرجال و لا نجد لهذه الجراحات أية دواعى طبية.
الإدمان على الجنس: يكون فيه شغف وهوس لممارسة الجنس و فقدان السيطرة على نفسه وعدم احترام المخاطر والعواقب.
مراحل العلاج من إضطراب الإدمان:
1) مرحلة إزالة السموم من الجسم:
وهى فى الأساس مرحلة طبية يكون الهدف منها هو مساعدة المريض على التخلص من السموم، وأيضاً التخفيف من آلآم الإنسحاب ثم علاج الأعراض الناتجة عن الإنسحاب مثل الاكتئاب، والقلق، وتقلبات المزاج، والمغص و إضطرابات النوم و خلافه.
2) مرحلة العلاج النفسي والإجتماعي: لقد ظهر مؤخرا أن خضوع المصابين بالإدمان للعلاج النفسي السلوكي يقلل من احتمالية عودتهم لتعاطي المخدرات بنسبة حوالى 30%. وتحتوى هذه المرحلةعلى ثلاثة مكونات أساسية :
أ- التأهيل النفسي و الدينى و ذلك عن طريق علاج السبب النفسي الذى أدى إلى التعاطي و التحصين النفسي السليم بالإضافة إلى حضوره جلسات علاج نفسى جمعي و أيضا يتضمن الإرشاد الديني و يكون الهدف منه هو إعادة تربية الشخص وبناء ملامح شخصيته على أساس من الإيمان بالله و الإعتراف بينه وبين نفسه بالخطأ الذى وقع فيه و أن يكفر عنها و أن باب التوبة مفتوح دائما فيبدأ بأداء الشعائر الدينية وعلى رأسها الصلاة والصوم.
ب- التأهيل الاجتماعي: و يكون الهدف منه هو إعادة دمج الشخص فى الأسرة بل وفى المجتمع بصفة عامة ليصبح عضوا صالحا فيه يمارس دوره الطبيعى.
ج- الوقاية من حدوث انتكاسات: و يقصد بها المتابعة العلاجية لمن اجتاز المراحل السابقة لفترات تتراوح بين ستة أشهر و عامين من بداية العلاج ، مع تدريبه هو و أسرته على كيفية الإكتشاف المبكر للعلامات الأولى لحدوث انتكاسات و ذلك لسرعة التدخل لحلها.
بقلم: الدكتور/ أشرف سند
استشارى الطب النفسى و علاج الإدمان بمستشفى الملك سلمان للقوات المسلحة بتبوك
عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة طنطا مصر
عضو الجمعية المصرية للأمراض العصبية و النفسية و جراحة الأعصاب
دكتوراة فى الطب النفسى و الإدمان
ماجستير الطب النفسى و طب المخ و الأعصاب
إن اضطراب الإدمان يتميز بنموذج خاص من السلوك و الذى ينتج عنه عدم القدرة على مواجهة الإلتزامات و المشاكل مع الزيادة فى مواجهة المخاطر الناتجة عن هذا السلوك.
كذلك فإن الإدمان من الأمراض المتغيرة و ذلك لاتساع مدي المواد التي تسبب الإدمان وزيادة عدد المدمنين وكذلك الدوافع التى قد تؤدى إلى حدوث تلك الظاهرة.
و الإدمان لم يعد قاصرا علي أنه اضطراب يتميز بالحاجة الملحة للحصول علي المواد المخدرة ولكنه قد توجد عوامل أخرى كثيرة تتداخل لخلق هذه المشكلة منها سلوك الفرد نفسه و عوامل بيئية و أخرى إجتماعية.
يعرف الإدمان بأنه اضطراب سلوكي فيه تكرار لفعل من قبل الفرد و انهماك بنشاط معين بغض النظر عن العواقب الضارة بصحته أو حالته العقلية أو حياته الاجتماعية.
إن اضطراب الإدمان يجعل المدمن يفكر بطريقة خاطئة تجعله دائماً يشعر بالنقص و الخوف والقلق والإكتئاب ويحتقر نفسه حيث يشعر أنه أقل ممن حوله مما يجعله قد ينظر للمجتمع حوله نظرة معادية.
لقد أعلنت الأمم المتحدة في عام 1990 أن حجم التعامل في المخدرات بلغ 500 مليار دولار وهو ما يفوق تجارة البترول في العالم أجمع فى ذلك الوقت.
و يقدر عدد مدمني المخدرات في الوطن العربي بحوالي عشرة ملايين مدمن بينما بلغ عدد المتعاطين للمخدرات أضعاف هذا الرقم. هذا و يتوقع زيادة هذه الأعداد بسبب انخفاض أسعار بعض أنواع المخدرات وزيادة معدلات البطالة و وجود الإحباط لدى كثير من الشباب.
و للأسف فإنه يوجد على مستوى العالم تزايد مستمر في إنتشار الجرائم الكبرى مثل القتل و الإغتصاب و السرقة وحوداث الطرق وجرائم العنف الأسري بسبب الإدمان.
عالميا لم يعد الإدمان منتشرا بين الذكور فقط وإنما تزايدت نسبته بين الإناث أيضا، مما يهدد بإنتشار الجرائم الأخلاقية في العالم.
عوامل إنتشار الإدمان تشمل عوامل وراثية و بيولوجية و دوائية و إجتماعية و من ضمنها:
ضعف العقيدة الدينية و الأخلاقيات و ضعف الوازع الديني والبعد عن الله وعدم اللجوء إليه في المحن والشدائد.
وجود الاستعداد الوراثى لإضطراب الإدمان.
وجود بعض الإضطرابات النفسية المرتبطة بالإدمان.
أصدقاء السوء وهم من أخطر الأسباب وأهمها فى حدوث الإدمان فقد وجد أن قى معظم المصابين بالإدمان كان أصدقاء السوء هم السبب الرئيسى للدخول فى الإدمان.
الصدمات النفسية و العاطفية المختلفة.
كثرة سفر الشباب للخارج و التأثر بالبيئات الغربية.
الفراغ الشديد لدى الشباب فهو سلاح خطير إذا أسيئ استخدامه.
اضطرابات التربية خاصة في مرحلة الطفولة.
ضعف الوضع الاجتماعي للفرد أو أيضا الترف الشديد.
التحولات في القيم الإجتماعية والشخصية الناتجة عن التطور الحضاري المتسارع.
التقليد الأعمى لمتعاطي المخدرات وحب الاستطلاع و البحث عن الجديد.
استخدام بعض العلاجات الخاطئة مثل الأدوية المخدرة دون وجود ضرورة طبية لذلك.
أضرار الإدمان:
تظهر أضرار الإدمان في صور متعددة مثل الأضرار الإجتماعية و الأضرار الصحية و الأضرار الإقتصادية و غيرها و التى من أهمها:
المضاعفات الصحية الخطيرة للمصابين بالإدمان والإصابة بالأوبئة الشديدة مثل الإيدز وتلف خلايا المخ و احتمالية الإصابة بسرطان الرئتين و ارتفاع ضغط الدم و السكتات القلبية و الفشل الكلوي و الإلتهاب الكبدى.
المشاكل الإقتصادية الناتجة عن الإدمان متمثلة فى تبديد الموارد بسبب شراء المخدرات الباهظة الثمن و كذلك فإن مكافحة المخدرات تتكلف مبالغ طائلة كما تمثل المخدرات عبئاً اقتصادياً شديدا على الأسرة التى بها مصاب فقد لا تستطيع الأسرة الحصول على الإحتياجات الضرورية للمعيشة بسبب الإدمان.
تبديد قوى الأشخاص في المجتمع فيما يضر وإذابة جهودهم وإمكاناتهم المختلفة في حالات شديدة من الضياع.
تفكك الأسر وتحطيم تكوينها و ذلك بإنفصال الوالدين وانحراف الأولاد عن الطريق السوى.
القتل و الذى قد يكون في أشكال بشعة و قد يطال أقرب الناس للشخص مثل الأب والأم والأبناء كما أنه قد يكون قتلاً جماعياً للأسف الشديد.
هدم أكثر الفئات أهمية فى المجتمع و هى فئة الشباب.
إنتشار الجرائم المختلفة فى المجتمع مثل السرقة بالإكراه و العنف و الرذيلة وقطع الطرق للحصول على المال اللازم لشراء المخدرات.
بعض الظواهر الهامة فى اضطراب الإدمان:
ظاهرة التحمل: هى ظاهرة توقف المخدر عن إعطاء مفعوله بنفس الدرجة السابقة. و تحدث ظاهرة التحمل عند معظم مرضى الإدمان وبسببه يحتاجون إلى زيادة الجرعات باستمرار. و يعد التحمل من الأعراض الرئيسة لمرض الإدمان علما بأن المرضى الذين يتناولون هذه المسكنات المخدرة لأسباب علاجية مثل مرضى السرطان لا يحتاجون لزيادة الجرعات كما هو الحال فى الإدمان و لا يعانون من ظاهرة التحمل.
ظاهرة الوحدة و العزلة: تقل مهارات الشخص الإجتماعية ومن ثم يلجأ للوحدة و العزلة ليهرب من المواجهة والإندماج وسط المجتمع و ذلك لإختلافه التام عنهم في الأفكار وأسلوب الحياة والكلام والإهتمامات المختلفة.
ظاهرة الإنكار:
هو أن ينكر المريض واقع إدمانه وأنه ليس لديه أى مشاكل مع المخدرات و يزعم أنه قادر على الإمتناع عنها و هذا عكس الواقع تماما.
ظاهرة التبرير:
وهو أن يخفى الشخص الدوافع الحقيقية لدخولة فى طريق الإدمان و أن يبرر باستمرار أن ما وصل إليه إنما هو بسبب المشاكل و الظروف المحيطة.
التدهور الأخلاقي:
عادة يصبح المصاب بالإدمان مستعداً لفعل أى شيئ للحصول على المخدرات حتى أنه قد يصبح مستعدا لعمل أشياء غير أخلاقية و مخالفة للقانون لذلك الغرض.
التدهور المستمر:
تتدهور حالة المصاب بالإدمان باستمرار فيتزايد إدمانه وتعاطيه للمواد المخدرة وتسوء حالته بشكل واضح.
ظاهرة الاستبدال:
يحاول المصاب بالإدمان استبدال نوع المخدر الذى يتعاطاه بنوع مخدر آخر أقل منه ضررا فى وجهة نظره هو اعتقادا منه أن ذلك هو الحل للمشكلة ولكنه للأسف بمرور الوقت يتعاطى مخدره الأساسي إضافة إلى ذلك المخدر الثانى.
ظاهرة الإحراج:
يكون المصاب بالإدمان فى حالة إحراج مستمر نتيجة الإدمان والتعرض للمواقف المختلفة فيكون الأسلوب السائد عنده هو إما الهروب أو العنف فى تلك المواقف.
ظاهرة الإحساس بالذنب:
يصاب المدمن بهذا الإحساس بالذنب نتيجة لأفعاله السيئة و للخسائر التي وقع فيها و كذلك خسائر من حوله من أسرته و أصدقائه.
العلامات التى تشكك فى وجود الإدمان بأحد الأشخاص:
هناك عدة علامات تشكك فى وجود إضطراب الإدمان بأحد الأشخاص المحيطين. و هذه العلامات يجب معرفتها جيدا لسرعة إكتشاف المشكلة و من ثم سرعة التدخل. و من هذه العلامات:
احمرار العين المتكرر و وجود دموع باستمرار و تحرك العين في إتجاهات مختلفة .
الرائحة المميزة للمخدرات أو الكحوليات المنبعثة من الشخص.
الزكام المستمر بالأنف والنزيف الأنفى المتكرر.
ضعف التركيز ، و كثرة السرحان و الكلام غير المتزن ، وتدهور المستوى فى المدرسة أو فى العمل.
عدم الاهتمام بالمظهر العام و النظافة الشخصية.
وجود آثار الإبر و الندبات أو الكدمات و التقرحات فى أماكن التعاطى.
وجود أدوات للتعاطي معه مثل الحقن و ورق التبغ و أنابيب التعاطى و الولاعات.
التعرف على أشخاص جدد يشتبه فى أن يكونوا مدمنين و مصاحبتهم المستمرة له.
تغير نظام النوم مثل تغير دورة النوم و الأرق الطويل أو النوم الطويل.
تغيرات واضحة في سلوك الشخص مثل العدوانية أو التلفظ بألفاظ نابية و عدم الشعور بالمسئولية و الإنعزال و عدم الإلتزام بالقواعد و عدم وجود طموح.
السرقة أحيانا للحصول على المواد المخدرة أو الاشتراك في توزيع المواد المخدرة مع الشخص الذي يعطيه المخدر.
و فى مثل هذه الحالات يجب إجراء اختبار المخدرات فى البول للتأكد من وجود اضطراب الإدمان من عدمه و التدخل السريع لعلاج المشكلة.
الإدمان السلوكي
إن مشكلة الإدمان توجد عندما لا يستطيع الشخص الإبتعاد عن فعل شيء معين تعود عليه و لذلك فإن هناك بعض العادات السلوكية تصنف تحت مسمى الإدمان و من أنواع الإدمان السلوكي:
الإدمان على لعب القمار: من أكثر أنواع الإدمان السلوكي قُرباً للمخدرات و الإدمان على الكحول. و تشير الدراسات الحديثة إلى أنه يضيء نفس مناطق الدماغ فى التصوير الطبى مثل الإدمان على المخدرات و العلاج منه يشمل نفس خطوات علاج الإدمان على المخدرات و الكحول.
الإدمان على الإنترنت و وسائل التواصل الإجتماعى: و ذلك عندما يفقد الشخص السيطرة علي نفسه فى إستخدام الإنترنت، بالرغم من الآثار السيئة عليه منه في جوانب حياته المختلفة. و تشير الأبحاث إلى أن الإدمان على الإنترنت يؤثر على تقريبا من 6 : 14 % من الذين يستخدمونه.
الإدمان على التسوق و الشراء: تشير الأبحاث إلى أنه يؤثر على النساء أكثر من الرجال وأنه قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة سواءا من النواحي المالية أو الشخصية.
الإدمان على ألعاب الفيديو: هو أكثر شيوعا بين الذكور عن الإناث و تشير دراسة إلى أن تقريبا 10 % من لاعبي ألعاب الفيديو الذين هم بين 8 و18 عاما يعانون من الإدمان على هذه الألعاب.
الإدمان على الطعام: هو عبارة عن وجود شراهة مفرطة لتناول الطعام و هو يصيب حوالي 3 % من البالغين. و تشمل أعراضه تناول الطعام بإفراط لتخفيف العواطف عادة ولكنه ينتج عنه شعور بالذنب بعد إنتهاء فعله.
الإدمان على الأفعال الخطرة: هناك من يبحثون عن الإثارة بشكل مرضى فنجد عندهم نفس الأعراض مثل المدمنين فهم يتهورون لفعل بعض المخاطر ثم هم لا يكتفون بذلك بل يسعون بعد ذلك إلى ما هو أكثر خطورة. و لقد وجد فى الأبحاث الطبية أن هذه الأفعال تنشط بعض المناطق فى المخ بنفس المواد الكيميائية مثل ما يحدث فى الإدمان التقليدى.
الإدمان على جراحات التجميل: أكثر انتشارا فى السيدات عن الرجال و لا نجد لهذه الجراحات أية دواعى طبية.
الإدمان على الجنس: يكون فيه شغف وهوس لممارسة الجنس و فقدان السيطرة على نفسه وعدم احترام المخاطر والعواقب.
مراحل العلاج من إضطراب الإدمان:
1) مرحلة إزالة السموم من الجسم:
وهى فى الأساس مرحلة طبية يكون الهدف منها هو مساعدة المريض على التخلص من السموم، وأيضاً التخفيف من آلآم الإنسحاب ثم علاج الأعراض الناتجة عن الإنسحاب مثل الاكتئاب، والقلق، وتقلبات المزاج، والمغص و إضطرابات النوم و خلافه.
2) مرحلة العلاج النفسي والإجتماعي: لقد ظهر مؤخرا أن خضوع المصابين بالإدمان للعلاج النفسي السلوكي يقلل من احتمالية عودتهم لتعاطي المخدرات بنسبة حوالى 30%. وتحتوى هذه المرحلةعلى ثلاثة مكونات أساسية :
أ- التأهيل النفسي و الدينى و ذلك عن طريق علاج السبب النفسي الذى أدى إلى التعاطي و التحصين النفسي السليم بالإضافة إلى حضوره جلسات علاج نفسى جمعي و أيضا يتضمن الإرشاد الديني و يكون الهدف منه هو إعادة تربية الشخص وبناء ملامح شخصيته على أساس من الإيمان بالله و الإعتراف بينه وبين نفسه بالخطأ الذى وقع فيه و أن يكفر عنها و أن باب التوبة مفتوح دائما فيبدأ بأداء الشعائر الدينية وعلى رأسها الصلاة والصوم.
ب- التأهيل الاجتماعي: و يكون الهدف منه هو إعادة دمج الشخص فى الأسرة بل وفى المجتمع بصفة عامة ليصبح عضوا صالحا فيه يمارس دوره الطبيعى.
ج- الوقاية من حدوث انتكاسات: و يقصد بها المتابعة العلاجية لمن اجتاز المراحل السابقة لفترات تتراوح بين ستة أشهر و عامين من بداية العلاج ، مع تدريبه هو و أسرته على كيفية الإكتشاف المبكر للعلامات الأولى لحدوث انتكاسات و ذلك لسرعة التدخل لحلها.
بقلم: الدكتور/ أشرف سند
استشارى الطب النفسى و علاج الإدمان بمستشفى الملك سلمان للقوات المسلحة بتبوك
عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة طنطا مصر
عضو الجمعية المصرية للأمراض العصبية و النفسية و جراحة الأعصاب
دكتوراة فى الطب النفسى و الإدمان
ماجستير الطب النفسى و طب المخ و الأعصاب