×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد على الشهري

شكرًا.. متطوعي ومتطوعات تبوك
محمد على الشهري


شكرًا.. متطوعي ومتطوعات تبوك

في خضم الماديات اليوم ، ومع انشغال الكثير من الناس بأعمالهم وحياتهم ، لازال هناك شباب وفتيات سخروا جزءا من أوقاتهم في خدمة مجتمعهم ... مسحوا على رأس يتيم .. أطعموا ذلك الجائع .. سقوا ذلك الظمآن .. زرعوا البسمة لذلك العامل المنهك ، فلم يتركوه لوحده يقاسي وجع الشتاء ، زاروا الكثير من المرضى وخففوا من آلامهم وأوجاعهم .. سخر الله على أيديهم مساعدة المحتاجين ، وإعانة المنكوبين ، وإرشاد التائهين ، لم يقفوا مكتوفي الأيدي دون أن يقدموا بصمات مخلصة وصادقة لمن حولهم ..

هؤلاء المتطوعون لم يقفوا عند حاجز الكلمة ، لم يتستروا خلف قضبانها ، ولم يصمتوا أمام صيحاتها ، ولم يستسلموا لسطوتها ، بل انطلقوا نحو بصمة العمل ، ووسيمفونية العطاء .. ضربوا في كل غنيمة بسهم .. لم يمنعوا أنفسهم من نفحات المعروف وبركاته حتى لو كان ذلك المعروف قليلا ، ولذا يقولون : " لا تستحقر العطاء القليل فالحرمان اقل منه " .. وفي سنن الترمذي : " يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة "

هؤلاء المتطوعون لم يدرسوا مادة اسمها : تطوّع ، لم يقرؤوها بين دفات الكتب ، ولم يطالعوها بين جنبات الأوراق ، وإنما علموا أن هذه المادة لن تدرس إلا في مصانع الحب والإيثار .. ولن يصقل طلابها إلا في ميادين البذل والعطاء ..
ولم أَرَ كالمعروف أَمَّا مَذَاقه
فَحُلْوٌ* وَأَمَّا*لونه*فَجَمِيلُ

هؤلاء المتطوعون لم يكن أكبر همهم مشاهدة ديربي كرة قدم .. ولا ترقب ءاخر موضه وصيحه في عالم الأزياء .. ولا الجلوس لساعات في متابعة أبطال السوشيل ميديا .. وإنما ترقبوا أوقات الفراغ ليصنعوا مبادرة تطوعية ، تلمسوا لحظات الإنتظار ليخططوا لمساهمات خيرية .. حالهم كما قال الرافعي : " ان لم تقدم شيئا زائدا على الحياة *كنت زائدا فيها "

هذا موسى عليه السلام قدم هذا العمل التطوعي الفريد من نوعه ، حينما سقى للمرأتين " فسقى لهما ثم تولى الى الظل " *مع غربته ومع فقره ومع حاجته ، إلا أنه لم يطلب منهما مالا " تولى إلى الظل " لإنه يعلم أن هذه الفرصة السانحة قد لا تأتيه مرة أخرى .. يعلم أنه لا بد له أن يصنع المعروف الآن وليس غدا أو بعد غد .. ثم انظروا بعد ذلك كيف جاءته البركات والخيرات بل كيف اصطفاه الله لنبوته ورسالته ..

هؤلاء المتطوعون يأخذون اكثر مما يعطون .. لا كما يظن البعض أن المتطوع يعطي اكثر مما يأخذ .. فهو المستفيد الاول من تطوعه .. لإنه سيأخذ الطمأنينة والراحة ، سيكسب التوفيق والسعادة ، سيتلذذ بالأجر من ربه ، سيعوضه الله بركة في رزقه ، وصحة في جسده ، وصلاحا في اولاده .. لانه في متاجرة مع ربه ..
من يصنع المعروف لا يعدم جوازيه
لايذهب العرف بين الله والناس*

يحدث عبد الرحمن السميط رحمه الله زوجتَه ذات ليلة، وهما في قاع الأدغال الإفريقية ، وهي مسكونةٌ بالظلام، وقد نقص عليهم الزاد والمؤونة ، يقول : قد جرى حديث بيني وبينها : هل الجنة في الآخرة تسكنها السعادة كما نتمتع بها الآن؟؟
يستنشقـون نعيمـهم بعذابهم
طـوبى لنعـمى شمت الأتعابا ..*
هم كالسحابة حين تعطي زادها
من غير أخذ هل رأيت سحابًا

ختاما .. هذه الجمعيات الخيرية في منطقة تبوك التي أمر بها سمو أمير منطقة تبوك مشكورا .. تزخر بمثل هذه الأعمال التطوعية المباركة ، وهذه جمعية تبوك للعمل التطوعي تبدأ باكورة أعمالها في تبوك الورد .. وهذه الفرق التطوعية تساهم في نهضة العمل التطوعي فيها .. فلنشد أيدينا مع بعضنا ، ولنعمل يدا واحدة لصناعة هذا النجاح والتميز ..

أخيرا .. خذوا هذه الوصفة العلاجية من هذا الطبيب البارع ، وهذا المتطوع اللامع : عبدالرحمن السميط رحمه الله حين سطر مقولته المشهورة :
" لقد تعلمت أن السعاده الحقيقيه هي أن أدخل*السعاده إلى قلوب الاخرين"


دمتم في سعادة وسرور ..



بواسطة : محمد على الشهري
 1  0