المَحرَشِة !
أينما يمَّمت وجهك تجد من يصطاد في الماء العكر(المُطَبِّل)، همُّه وشغله الشاغل إشعال الفتنة بين الناس، فلا يهدأ له بال، ولا يرتاح له ضمير يملكه حتى يرى الشحناء قد عمَّت وطمَّت، عندها يتنفس الصعداء دونما فائدة تعود عليه في دينه ودنياه سوى ما انطوت عليه نفسه الأمَّارة بالسوء، وإلا فما له وما للخلق، قد كفاهم الرزق خالقهم، وقدر مقادير أعمالهم وأعمارهم، فكأني به وقد قام عليهم كأنَّه عبدالله المختار وصفيه المجتبى، نصَّبَ نفسه قاضياً على العباد، وجعل مسعاه بين الناس لتسويق الشر؛ فمثل هذا قد استوى مع إبليس اللعين والشيطان الرجيم الذي أَيِس أن يُعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم، هؤلاء حق عليهم قول الله تعالى" وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا (83) النساء.
فالراضي بالتحريش تابع لكل ناعق، فليس من يتلقف تلك البضاعة المزجاة بأقل ممن يُسَوِّقها لغرض في نفسه، فربما استغل ذلك المُسَوِّق سذاجة المتلقي، وضعف بصره وبصيرته، وضحالة فكرة، وقصر نظره، وارتضى لنفسه أن يكون منصوبا عليه لا ناصباً، فاتسم بصفة "المحرشة" فنال حشفاً وسوء كيلة.
السعي بين الناس بالنميمة، والتنقص من قيمتهم، وعدم احترام آدميتهم، والإساءة لهم في معاملتهم.. هو نوع من الظلم والبغي الذي يُعَجَّل لصاحبه العقوبة، وهو سلوك عدواني بغيض ناشيء عن خلل في التربية (نمام) وسوء في الخلق (محرِّش) وانعدام في الإنسانية ( فتان).
فيا لله كم من بيوت تهدمت، وأسر ضاعت وتشردت، وصداقات تصدعت وتصرمت، وأرحام تباعدت وتقطعت، وبلاد تخربت وتعطلت، فيا خسارة الجاني (النمام) وما قدمت يداه من سوء صنيعه وقبيح فعله.
التحريش والنميمة هي السعي بين الناس على جهة إفساد ذات البين وهي الحالقة للدين كما في الحديث النبوي الشريف، هذه الخصال يمارسها الجار مع جاره، والقريب مع قريبه، والرئيس مع موظفيه، والحاسد الحاقد الذي امتلأت نفسه بالشر حتى من الأباعد من البشر، فلا أكثر الله من أمثال من هذا طبعه وسجيته.
فمن هذه صفاته وقديم أفعاله! فليستحل من غيره، وليكن مستقبله خير من ماضيه وحاضره، فالرب يبسط يده للعبد بالليل والنهار ليتوب المسيء من مقامه ومقاله، فما خاب عبد رجاه، وما رجع خائباً من دعاه، والله الموفق.
أينما يمَّمت وجهك تجد من يصطاد في الماء العكر(المُطَبِّل)، همُّه وشغله الشاغل إشعال الفتنة بين الناس، فلا يهدأ له بال، ولا يرتاح له ضمير يملكه حتى يرى الشحناء قد عمَّت وطمَّت، عندها يتنفس الصعداء دونما فائدة تعود عليه في دينه ودنياه سوى ما انطوت عليه نفسه الأمَّارة بالسوء، وإلا فما له وما للخلق، قد كفاهم الرزق خالقهم، وقدر مقادير أعمالهم وأعمارهم، فكأني به وقد قام عليهم كأنَّه عبدالله المختار وصفيه المجتبى، نصَّبَ نفسه قاضياً على العباد، وجعل مسعاه بين الناس لتسويق الشر؛ فمثل هذا قد استوى مع إبليس اللعين والشيطان الرجيم الذي أَيِس أن يُعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم، هؤلاء حق عليهم قول الله تعالى" وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا (83) النساء.
فالراضي بالتحريش تابع لكل ناعق، فليس من يتلقف تلك البضاعة المزجاة بأقل ممن يُسَوِّقها لغرض في نفسه، فربما استغل ذلك المُسَوِّق سذاجة المتلقي، وضعف بصره وبصيرته، وضحالة فكرة، وقصر نظره، وارتضى لنفسه أن يكون منصوبا عليه لا ناصباً، فاتسم بصفة "المحرشة" فنال حشفاً وسوء كيلة.
السعي بين الناس بالنميمة، والتنقص من قيمتهم، وعدم احترام آدميتهم، والإساءة لهم في معاملتهم.. هو نوع من الظلم والبغي الذي يُعَجَّل لصاحبه العقوبة، وهو سلوك عدواني بغيض ناشيء عن خلل في التربية (نمام) وسوء في الخلق (محرِّش) وانعدام في الإنسانية ( فتان).
فيا لله كم من بيوت تهدمت، وأسر ضاعت وتشردت، وصداقات تصدعت وتصرمت، وأرحام تباعدت وتقطعت، وبلاد تخربت وتعطلت، فيا خسارة الجاني (النمام) وما قدمت يداه من سوء صنيعه وقبيح فعله.
التحريش والنميمة هي السعي بين الناس على جهة إفساد ذات البين وهي الحالقة للدين كما في الحديث النبوي الشريف، هذه الخصال يمارسها الجار مع جاره، والقريب مع قريبه، والرئيس مع موظفيه، والحاسد الحاقد الذي امتلأت نفسه بالشر حتى من الأباعد من البشر، فلا أكثر الله من أمثال من هذا طبعه وسجيته.
فمن هذه صفاته وقديم أفعاله! فليستحل من غيره، وليكن مستقبله خير من ماضيه وحاضره، فالرب يبسط يده للعبد بالليل والنهار ليتوب المسيء من مقامه ومقاله، فما خاب عبد رجاه، وما رجع خائباً من دعاه، والله الموفق.