×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ماجد ساعد ابوذراع

"شعبان" الخطر القادم.. ومليار صحيفة.. فهل أنتم مستعدون؟
ماجد ساعد ابوذراع


"شعبان" الخطر القادم.. ومليار صحيفة.. فهل أنتم مستعدون؟

اليوم سأحدثكم بعجالة ،فالوقت يمضي سريعا والساعات تجري جري السحاب
والخطر قادم ، فكن على حذر


"مشاهد حية "

في كل آخر سنة ، يجد كل محاسب في تحصيل مجموع السنة المالية وينظر للإرادات ويقارنها بالمصروفات ويتم حصر كلا منهما لينظروا للميزانية العامة للإدارة أو المؤسسة ، أو الشركة ، ثم يحددون بعد ذلك الميزانية الجديدة ويمضون بالتخطيط لأهداف الخطة تنفيذية للعام القادم


"حقيقة "

ويكون عادة في آخر السنة المالية ثمة ضغوطات متتالية ، وكم هائل من المعاملات التي تحتاج لتفتيش ونظر قبل عرضها على المشرف المباشر ، فلا تسأل عن التفكير والتخطيط والتغيير والتعديل والإستشارة لأن آخر السنة يحدد مستوى الإنتاج والميزانية إضافة
لتحدد مهارات الأيدي العاملة فيتم إدراج حوافز جديدة مشجعة وكذلك عقوبات رادعة لمواكبة سير العمل ،
فلا تستغرب من صديقك أوجارك إن كان مسؤولا أو موظفا أن يكون مشغولا ومهموما في آخر السنة المالية فهي أيام تحديد مصير ،وسمعة، إيراد مالي وكذلك معنوي


"قياس"

وقل في مثل هذا ما يحدث في هذا الشهر ، شهر شعبان المبارك هذا الشهر الذي فرض فيه الجهاد والصيام والزكاة ،
هذا الشهر الذي ترفع فيه أعمال السنة التكليفية للعبيد كلهم على الله ،
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم جله وكان يقول حينما يسأل هو شهر يغفل الناس عنه

"وقفة"
ولنا مع هذا الشهر المبارك وقفات ننظر فيها حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال سلف الأمة، الذين أمرنا بالاقتداء بهم، مع ذكر بعض فضائله وأحكامه.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : ((ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم))

والحقيقة أنه شهر بالفعل يغفل الناس عنه لأنه يقع بين شهرين معظمين عند المسلمين فقبله شهر رجب المحرم وبعده وشهر رمضان المبارك وكلا هذين معظم عند المسلمين والشيء إن كان بين عظيمين زهد فيه ، وقلة مدركة فضله ،
ومن جهة أخرى ففي وقتنا المعاصر فهو مهنة غفلة فمن الناس من يشغل عنه بالتجارة والبيع والشراء يتهيؤون
لشهر رمضان بضائعهم ، ومن الناس مشغول بتحضير أعمال الزيجات والأفراح ، ومن الناس مشغول بحجز التذاكر والسفر والسياحة، ومن الناس مشغول بتحضير موائد رمضان وملابس العيد وغيرها، فهو بالجملة شهر يغفل الناس عنه بأكثر من وجه ، انتهى كلامه رحمه الله .


"الخطر الأعظم "

ولو علم الناس بأهميته ومكانته ما غُفِل عنه أبدا ولنا بالنبي صلى الله عليه وسلم أسوة لذلك قال ابن القيم رحمه الله فيما يتعلق برفع الأعمال على الله

, فإن عمل العام يرفع في شعبان, كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال، قال: "فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"، ويعرض عمل الأُسبوع يوم الاثنين والخميس, كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويعرض عمل اليوم في آخره والليلة في آخرها, كما في حديث أبي موسى الذي رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل"، فهذا الرفع والعرض اليومي أخص من العرض يوم الاثنين والخميس، والعرض فيها أخص من العرض في شعبان، ثم إذا انقضى الأجل رفع العمل كله وعرض على الله وطويت الصحف، وهذا عرض آخر. اهـ.



"العمل بالخواتيم "
قد تكون مقصرا ، ولكن اختم هذه الأيام بتوبة صالحة وبعودة إليه منيبة، واعترف
فالعمل بالخواتيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
ففي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار. الأعمال بالخواتيم. وفي رواية للإمام أحمد في المسند صححها الأرناؤوط : وإنما الأعمال بالخواتيم.
والمراد بالأعمال: ما يعمله العبد من عمل صالح أو سيئ. والمراد بالخواتيم: ما يعمله في ختام عمره وآخر حياته.
وقد حمله الزرقاني في شرح الموطأ على أن آخر عمل الإنسان أحق به، وعليه يجازى، ووجه ذلك: أن من انتقل من العمل السيئ إلى العمل الأحسن يعتبر تائبًا، ومن انتقل من الإيمان إلى الكفر يعتبر مرتدًّا.


"مليار صحيفة "

بعد أيام ترفع أكثر من مليار صحيفة على الله وستكون حتما منها صحيفتك فماذا تريد أن يرفع فيها ؟ ، ما هي الأعمال التي تريد أن يطلع عليها ربك وهو عالم بها قبل عرضها ، ماهي الأمنية التي تود أن تضيفها ، وما هي الرهبة التي تريد أن تنفك منها ؟
، للآن الإختيار بين يديك وصحيفتك أمامك فشكلها كيف تشاء

وتذكر أن الله لا يقبل عمل المشرك والمشاحن

(( معنى المشاحن ، الذي لا يُغفر له فــي
لَيْلــَةُ الــنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ))

▪ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ :

(( يطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ ، فيَغفِرُ لجميع خلْقِه إلا لمشركٍ ، أو مُشاحِنٍ ))

حسنه الألباني في
صحيح الترغيب - رقم : (2767)

▪ قَالَ رَسُولِ اللّٰهِ ﷺ:

(( إنَّ اللهَ تعالى لَيطَّلِعُ في ليلةِ النصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلْقِه ، إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ ))

حسنه الألباني في
صحيح ابن ماجه - رقم: (1148)

▪ قَالَ رَسُولِ اللّٰهِ ﷺ:

(( إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلْقِه ، فيغفرُ للمؤمنينَ ، و يُملي للكافرينَ ، ويدعُ أهلَ الحِقْدِ بحقدِهم حتى يدَعوه ))

حسنه الألباني في
صحيح الجامع - رقم : (771)

▪ أقوال أهل العلم في معنى (المشاحن):

▪قال الأصبهاني قَوَّامِ السُّنَّةِ رحمه اللّٓه :
عن عُمير بن هانئ قال: "سألت ابن ثوبان
عن المشاحن، فقال : هو التارك لسنة نبيه ﷺ الطاعن على أمته، السافك لدمائهم .
الترغيب والترهيب : (٢) (٣٩٧)
▪ قال الطبراني رحمه الله :
سَمِعْتُ عَبْدَ اللّٰهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ فِي مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ : ((إِنَّ اللّٰهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ عَلَى عِبَادِهِ فَيَغْفِرُ لأَهْلِ الأَرْضِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ)) قَالَ : الْمُشَاحِنُ؛ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ الَّذِينَ يُشَاحِنُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ وَيُعَادُونَهُمْ .
الدعاء : (1/195)
▪قال ابن الأثير رحمه الله :
المشاحن هو المعادي؛ والشحناء : العداوة ، والتشاحن : تفاعل منه.
النهاية في غريب الأثر : (2/1111)
▪وقال الأوزاعي: أراد بالمشاحن ها هنا صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمة.
ونقله بنصه الشيخ الألباني في
السلسلة الصحيحة الحديث رقم١٥٦٣)


فأود أن يقف أحد بينك وبين الله سبحانه بادر بالعفو عمن أساء إليك أوظلمك أو هضم حقك ، نريد أن تعرض أعمالنا في السنة الماضية كلها على الله ، فكم نحن مشتاقين أن ترفع أعمالنا في رمضان الماضي ، وأن ترفع أعمال حجنا ، وعمرتنا ، المصير قبول ، أو رفض ، نجاح أو رسوب وبعد عرض الصحيفة السنوية على الله فلن تراها إلا يوم الحساب


اللهم في هذا اليوم أشهد الله وملائكته والناس أجمعين أني عفوت عمن ظلمني أو سبني أو اغتابني ، أو أذاني ، فهو في حل إلى أن يلقاك ، كله طمعا بأن يغفر الله لنا وأن يقبل أعمالنا

فشمروا ، وجدوا ، فهناك طاعات لم نطرق بابها ، فصيام ، وصلاة ، وتسبيح، واستغفار ، وتلاوة قرآن

مضى رجب وما أحسنت فيه * وهـــــــذا شهر شعبان المبارك
يا مضيع الأوقات جــــهلا بحر * مـــــــــتها أفق واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قــــــسرا * ويخلي الموت كرها منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطــــايا * بتوبة مخلص واجعل مدارك
على طلب السلامة من جحـــــيم * فخير ذوي الجرائم من تدارك
بواسطة : ماجد ساعد ابوذراع
 0  0