آثار التعنيف على مجتمعنا
نواف شليويح العنزي
آثار التعنيف على المجتمع
التعنيف يقصد به محاولة إلحاق الأذى النفسي والجسدي على الآخر بدون وجه حق ، ويصدر من فرد أو مجموعة أفراد تجاه من يعتقدون أنه قد وقع منه ما يخالف ثقافة منظماتهم وتجاوز في سلوكياته الإرث الثقافي الذي نشأ وفق قواعده وتتلمذ عليه في المؤسسات المجتمعية ، وقد يقع الأذى والعنف عندما يرتكب الشخص أخطاء بسيطة في مجتمعه الذي يحيط به لا تستوجب أدنى عقاب ، أو يعنف لمجرد تجاوزات غير مقصودة لا تخل بالعمل والإنتاج ولا تؤثر على المنظمة وأفرادها ، و تقع أحداث التعنيف ويمارس بكافة أطيافه ممن يمتلك سلطة قوية ونفوذ بحكم مسماه في المجتمع أوالأسرة أو مركزه الوظيفي في المؤسسة التي يعمل بها ، وتتعدد أشكاله المنتشرة في المجتمعات ومنه التعنيف اللفظي باستخدام كلمات مؤثرة جدا لها وقع جسيم وغائر يستمر لفترات طويلة على النفس البشرية مسببا الآلام النفسية والقلق والتوتر ، ومن صور التعنيف مايقع على جسد الضحية مباشرة باستخدام القوة البدنية تاركا آثار وكدمات وجروح نازفة قد تؤدي للوفاة أو قد تؤدي للمكوث على الأسرة البيضاء لفترات طويلة يعقبه تأهيل نفسي قد يلملم بعض آثاره المدمرة على المعنف ، والتعنيف في مجتمعنا السعودي يقع غالبه على الأطفال بنسبة كبيرة وكذلك النساء ، فنقرأ ونشاهد أطفال فقدوا حياتهم بسبب التعنيف الجسدي المستمر ، وبسبب قلة حيلتهم لم يستطيعوا الإبلاغ و التصدي للمعنف الأرعن والظالم لنفسه و لهم بأفعاله المنكرة ، وتناسى هذاالوحش البشري السادي القدرة الإلهية وانتقامها منه عاجلا أم آجلا ، وفي تعنيف النساء حدث ولا تقف عند حد ؛ حيث نجد له أشكال متعددة في مجتمعنا ؛ منه التعنيف العاطفي والجسدي بسبب الشك وعدم القدرة على ضبط النفس ، وعدم رضا الزوج عن الزوجة وما تقوم به داخل منزل الأسرة ، ويترتب على التعنيف بكافة أنواعه انهيار الأسرة و تفكك المجتمع وهروب الفتيات والمراهقين ، و إيذاء النفس والانتحار، وعقوق الوالدين وانتشار العدوانية والاكتئاب وارتفاع نسبة الجريمة ، وللحفاظ على مجتمعنا ومنظماته من هذه الآثار الهدامة لا بد من التوعية المؤسسية المؤثرة و المستمرة ، و سن المزيد من القوانين والتشريعات المنبثقة من ثقافتنا السمحة العظيمة وتفعيلها عند وقوع أحداث التعنيف بكافة أنماطه .
كتبه / نواف بن شليويح العنزي المدرسة السعودية بمدينة تبوك