مجمعات الطرق البرية

نواف شليويح العنزي

مجمعات الطرق البرية


السفر مفهوم يحمل معاني جميلة ومبهجة لدى أكثرية شرائح المجتمع ، ومهما اختلفت فلسفته عند هواته فهو متنفس لهم للتخلص من أعباء العمل وضغوط الحياة اليومية وواجبات الدراسة لمن هم يواصلون تعليمهم ، وبه يجددون نشاطهم ويلتقون بأحبتهم وأصدقائهم ويشاركونهم مناسباتهم السعيدة ، ويأنسون ببرامجه وأيامه ولياليه الممتعة وأن قصرت مدته ، وتنوعت وجهاته المرتحل إليها بوسائل المواصلات والتي تختلف لدى الأفراد والأسر تبعا للظروف الأقتصادية والأذواق ، ومدى توافر حجوزات الطيران للنقل الجوي للمدن والدول المتجه إليها، و في أوقات كثيرة البعض منا أجبرته ظروفه أو اختار بنفسه قيادة مركبته الخاصة بمعية أسرته والسفر برا للمدينة التي سوف يقضي بها إجازته بعد أن فرغ من تجهيز حقائبه ، وقراءة دعاء السفر ، وقام بتزويد المركبة بكمية كافية من الوقود و شراء مستلزمات الطريق من أغذية ومياه ، ومواد مسموعة ومشاهدة تعينه وأسرته على قطع المئات إن لم تكن الآلاف من الكيلومترات في أراض خالية من التواجد البشري إلا من بعض المجمعات المتناثرة على مسافات متباعدة جدا لا تتناسب مواقعها مع أطوال الطرق ومسافاتها الطويلة جدا، والمزدحمة بوسائل النقل البرية وخاصة حافلات المسافرين للحج والعمرة ، وتضم هذه المجمعات محطات لتزويد المركبات بالوقود ومتاجر متنوعة ومطاعم ، ومساجد ودورات مياه تابعة لها، وهذه المجمعات وإن وفرت خدمات لابأس بها ومحطات للتزود بالوقود إلا أن المطاعم والمقاهي تفتقد لشروط النظافة و دورات المياه تعاني من إهمال شديد جدا في المحافظة على نظافتها من قبل عمالة وإدارة المجمعات ، وغياب الرقابة عليها لدرجة أن المسافر يختار التوقف بعيدا عن الطريق ليتوضأ وما يلزم غير ذلك ، ولا يذهب هو وأسرته لدورات مياه المجمعات على الطرق البرية ، كذلك المساجد والمصليات بعضها يعاني من قلة النظافة والاهتمام بها إذ يلاحظ انتشار روائح غير مرغوب بها وسجادها لم يجدد ولم يتم تنظيفه من فترات طويلة ، إضافة لتكدس كميات كبيرة من النفايات والإطارات التالفة حول المجمعات ووقوف المركبات وخاصة الشاحنات بطرق عشوائية لعدم وجود مواقف محددة بعلامات واضحة لقادتها ، ومع ذلك كله تصنف هذه المجمعات بفئات متقدمة مع إهمال وتقصير واضح في نظافة وتجديد كل ما له صلة بها ، وهذا يعكس عدم اكتراث ملاكها بالنظافة وتعريض المسافرين للأخطار والأمراض ، ويرسم صورة سيئة جدا عن خدماتهم المقدمة على الطرق البرية السريعة .

كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك