النشاط البشري يعبث بالمناخ العالمي
نواف شليويح العنزي
النشاط البشري يعبث بالمناخ العالمي
لم يتوقف الإنسان عن التجارب المستمرة والأبحاث المتنوعة بهدف الحصول على مصادر طاقة فعالة تمكنه من تحقيق قفزة صناعية توفر له رفاهية دائمة وتقدم تقني شامل في جميع مجالات الحياة ، وبعد عمليات من البحث والتنقيب المستمرة اكتشف النفط من قبل العالم الأمريكي إدوين دريك لينطلق العالم ومصانعه لسباق صناعي مثير ، وغير مسبوق معتمدا على وقود النفط والغاز لتملأ المصانع الأسواق العالمية بمنتجات أبهرت سكان المعمورة ، وإن اعتمد كثير منها على الوقود الأحفوري وخاصة النفط والغاز الطبيعي ، والذي ينتج عن استخدامهما غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان الضار جدا بمناخ الأرض ، واللذان بدورهما يسببان مع غازات أخرى ارتفاع درجة حرارة كوكب الوجود البشري ؛ لأن هذه الغازات الدفيئة تمنع نفاذ حرارة الأرض من الغلاف الجوي ، كما نتج عن زيادة نسبة تواجد الغازات الدفيئة في غلافنا الجوي تغير مناخي اتضح في حدوث العواصف المدمرة والكوارث والفيضانات المفاجئة في مناطق كانت تعاني من جفاف وتصحر شاسع ، وزيادة درجة حرارة بعض مناطق العالم حتى أصبحت غير صالحة لبقاء الإنسان بها ، وانصهار بعض جبال الجليد في مناطق القطبين الشمالي والجنوبي ، واختفاء الثلوج في قمم الجبال وارتفاع مستوى المياه في البحار والمحيطات مما يؤدي إلى اندثار بعض الجزر البحرية ، وتدمير البيئة البحرية وارتفاع معدل نسبة غاز الميثان المتصاعد من مياه البحار الدافئة وزيادة الأنشطة البركانية المهددة لحياة البشر والحياة الفطرية وتغير في مساحات الغابات والنباتات الطبيعية وانقراض بعض المخلوقات الحية ، وأمام هذه الأخطار المحيطة بكوكب الأرض ومن يسكنه تحركت المنظمات العالمية والعلماء و من يهمه المصلحة البشرية من أجل خفض نسبة الغازات الدفيئة والمسببة بشكل رئيسي للتغير المناخي الضار ، فتم وضع ضرائب على الكربون في أربعين دولة عالمية ووقف دعم الوقود المقدم من الحكومات لشعوبها وذلك للحد من انبعاث الغازات الدفيئة والترشيد في استخدام الوقود ، و إنشاء مدن ذات بنية تحتية تقلل من تلوث الهواء والاعتماد على الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية ، وزيادة مساحة الأراضي الزراعية في الدول التي لا تعاني من ندرة المياه الجوفية .
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك