حديث الأكاديميين عن الفقر !!
هناك على الأقل ثلاثة طرق للتحدث عن الفقر، هي حديث البيروقراطيين، وحديث علماء الأخلاق، وحديث الأكاديميين.
إنَّ دلالات لفظ الفقر في حديث البيروقراطيين تتركز في:
1- سكان دخلهم منخفض.
2- فقر مطلق.
3- فقر نسبي.
وهي الدلالات الثلاث الأكثر شيوعًا واستخدامًا، وعادة ما يكون المعيار الموضوعي هو الدخل؛ لتحديد من يدخل في كل فئة من هذه الفئات الثلاث، وتطبق المعايير على الأفراد أو الأُسَر بطرق متعددة.
إن استعمال الدخل كمعيار في منظور البيروقراطيين علاوة على ذلك، قد يؤدي إلى طرح احتمال قدرة الفقراء على الاستهلاك.
وطبقًا للمعنى المعجمي، فكلمة فقر تعني حالة قلة أو ندرة الممتلكات إن وجدت أو انعدامها تمامًا، ومن ثَمَّ نلاحظ أن الاستخدام البيروقراطي لكلمة فقر أكثر دقة؛ لأن مرجع تقويمه هو الدخل وليس الممتلكات أو الثروة.
ويقبل هذا المعنى المناقشة في ضوء نظرية رأس المال البشري، فالفقير يوصم بالفقر على أساس إتاحة وتوافر بعض المزايا الأخرى المهمة، مثل: الصحة والتعليم؛ مما يطرح حلولا بديلة خلاف إعادة توزيع الدخول، مثل: برامج الرعاية الاجتماعية.
ومن جانب آخر ينصب الفقر في حديث علماء الأخلاق على:
1- المتوكل على الله أو الفقير إلى الله.
2- المعدم.
3- المحروم.
4- الكادح.
5- مستحق العون.
6- الفقير باختياره.
إن كثيرًا من هذه المصطلحات، وليست كلها تحمِّل مسؤولية الفقر للفقير ذاته، وتنطوي على أحكام أخلاقية عندما توضع في مكانها الصحيح، قد يكون لها مغزًى سياسي أو عقدي.
وتعد كلمتا معدم ومحتاج وإن افتقرتا إلى الدقة أكثر شمولاً من معنى الفقر عند البيروقراطيين.
فلفظ المعدم يشير إلى الفقر المطلق، بينما الحرمان بشكل عام يشير إلى صفة الحاجة غير المشبعة.
والفقير الكادح غالبًا ما يوصف أيضًا بأنه مستحق للمساعدة؛ حيث إنه يعيش حياة نقية فيها جد وأمانة.
أما معاني الفقر في لغة الأكاديميين فتتمثل في:
1- الفقر الهيكلي.
2- العزل و الإبعاد.
3- التهميش.
4- الاستغلال.
وينطوي كل من هذه المصطلحات والنظريات المرتبطة به على أن الفقراء ضحايا لقوى خارجة عن نطاق سيطرتهم، كما ينطوي كل مصطلح على مجموعة متنوِّعة من الحلول، ولا نستطيع هنا أن نذكر الأدبيات الكثيرة الخاصة بكل من هذه المصطلحات، ولا حتى الدخول في جدلية أكاديمية.
بصفة عامة يمكن القول أن الفقر ينتج عن الأوضاع الهيكلية في النظام الاقتصادي الاجتماعي، التي تساعده مثلاً على وجود تجاوزات واسعة في سوق العمل، أو ينشأ عنها حالة إزاحة واسعة النطاق لصغار المزارعين من أراضيهم، وبمعنى أعم يتأصل عدم المساواة في هيكلة النظام؛ مما يستدعي برامج إعادة تأهيل وتوظيف وتدريب.
للتواصل : zrommany3@gmail.com
هناك على الأقل ثلاثة طرق للتحدث عن الفقر، هي حديث البيروقراطيين، وحديث علماء الأخلاق، وحديث الأكاديميين.
إنَّ دلالات لفظ الفقر في حديث البيروقراطيين تتركز في:
1- سكان دخلهم منخفض.
2- فقر مطلق.
3- فقر نسبي.
وهي الدلالات الثلاث الأكثر شيوعًا واستخدامًا، وعادة ما يكون المعيار الموضوعي هو الدخل؛ لتحديد من يدخل في كل فئة من هذه الفئات الثلاث، وتطبق المعايير على الأفراد أو الأُسَر بطرق متعددة.
إن استعمال الدخل كمعيار في منظور البيروقراطيين علاوة على ذلك، قد يؤدي إلى طرح احتمال قدرة الفقراء على الاستهلاك.
وطبقًا للمعنى المعجمي، فكلمة فقر تعني حالة قلة أو ندرة الممتلكات إن وجدت أو انعدامها تمامًا، ومن ثَمَّ نلاحظ أن الاستخدام البيروقراطي لكلمة فقر أكثر دقة؛ لأن مرجع تقويمه هو الدخل وليس الممتلكات أو الثروة.
ويقبل هذا المعنى المناقشة في ضوء نظرية رأس المال البشري، فالفقير يوصم بالفقر على أساس إتاحة وتوافر بعض المزايا الأخرى المهمة، مثل: الصحة والتعليم؛ مما يطرح حلولا بديلة خلاف إعادة توزيع الدخول، مثل: برامج الرعاية الاجتماعية.
ومن جانب آخر ينصب الفقر في حديث علماء الأخلاق على:
1- المتوكل على الله أو الفقير إلى الله.
2- المعدم.
3- المحروم.
4- الكادح.
5- مستحق العون.
6- الفقير باختياره.
إن كثيرًا من هذه المصطلحات، وليست كلها تحمِّل مسؤولية الفقر للفقير ذاته، وتنطوي على أحكام أخلاقية عندما توضع في مكانها الصحيح، قد يكون لها مغزًى سياسي أو عقدي.
وتعد كلمتا معدم ومحتاج وإن افتقرتا إلى الدقة أكثر شمولاً من معنى الفقر عند البيروقراطيين.
فلفظ المعدم يشير إلى الفقر المطلق، بينما الحرمان بشكل عام يشير إلى صفة الحاجة غير المشبعة.
والفقير الكادح غالبًا ما يوصف أيضًا بأنه مستحق للمساعدة؛ حيث إنه يعيش حياة نقية فيها جد وأمانة.
أما معاني الفقر في لغة الأكاديميين فتتمثل في:
1- الفقر الهيكلي.
2- العزل و الإبعاد.
3- التهميش.
4- الاستغلال.
وينطوي كل من هذه المصطلحات والنظريات المرتبطة به على أن الفقراء ضحايا لقوى خارجة عن نطاق سيطرتهم، كما ينطوي كل مصطلح على مجموعة متنوِّعة من الحلول، ولا نستطيع هنا أن نذكر الأدبيات الكثيرة الخاصة بكل من هذه المصطلحات، ولا حتى الدخول في جدلية أكاديمية.
بصفة عامة يمكن القول أن الفقر ينتج عن الأوضاع الهيكلية في النظام الاقتصادي الاجتماعي، التي تساعده مثلاً على وجود تجاوزات واسعة في سوق العمل، أو ينشأ عنها حالة إزاحة واسعة النطاق لصغار المزارعين من أراضيهم، وبمعنى أعم يتأصل عدم المساواة في هيكلة النظام؛ مما يستدعي برامج إعادة تأهيل وتوظيف وتدريب.
للتواصل : zrommany3@gmail.com