الإبداع في الممارسات الإشرافية
الإبداع مرحلة هامة يشرق فيها العقل البشري بكل ما هو جديد و عظيم النفع على المجتمع ومنظماته ، وله السبق والأهمية العظمى في تطور الحضارة البشرية ، ويمر الإبداع بعدد من العمليات العقلية تبدأ بجمع المعلومات بمصادرها المختلفة وتنتهي بمرحلة التنفيذ والتطبيق الفعلي لما تم التوصل له ، وعندما نتحدث عن الممارسات الإشرافية في مؤسسات التعليم نجدها متعددة ، ولكن يتميز الإشراف الإبداعي عن غيره من الأنواع بإنتاجه أجود وأحدث الوسائل والطرق والاقتراحات للرقي بطبيعة المواقف التعليمية وبما يؤثر عليها ، وبقاء أثر التعليم لأطول فترة زمنية من عمر الطالب والطالبة واستفادتهم من الرسائل التعليمية للمعلم والمعلمة وجميع مفردات المناهج والأنشطة في حياتهم كسلوك مفضل و ممارس وعن كل قناعة تامة ورضا من الطلاب والطالبات ، والرغبة الصادقة في البحث وحب الاستكشاف والاستزادة من عالم المعرفة ،ويتحقق بالإشراف الإبداعي الإنتاج التعليمي غير المسبوق من المعلمين والمعلمات مما يؤدي لإثراء المدرسة كمنظمة متعلمة ، ومواجهة المشكلات التعليمية والتربوية وحلها بطرق تربوية إبداعية تجد القبول والإشادة من جميع المهتمين بمصلحة العلم وأهله ، و يسعى المشرف المبدع على النهل من خبرات الفريق المنتمي له والبعد عن العصبية القبلية والطائفية وإن كانت مقنّٓعة فهي معول هدام للمؤسسات التعليمية ومصدر أساسي لبث الشحناء والفرقة ، وتفشي الصراعات في المنظمات التعليمية ، ولا يفرض آراءه وأفكاره على زملائه و لا يرى أنه أفضل منهم وأعلمهم ، ولكن يسعى للإستفادة من طاقاتهم للوصول لإبداعات مستمرة في البيئة التعليمية ويتقبل مقترحاتهم ويناقشها بصدر رحب مع الإشادة والتحفيز ، ويدفع كل معلم لممارسة الإبداع بما يتفق مع أخلاقيات مهنة التعليم ، وتزويده بما يحتاجه لتحقيق نموه المهني وتوجيهه لأحدث المراجع ومراكز التدريب ومكتبات التثقيف للاستفادة منها ليصل إلى الاعتماد الكلي على ما يملكه من ثقافة تربوية وخبرات متراكمة ، ومتنوعة والوصول إلى مرحلة التوجيه والنقد الذاتي البناء ، مع ثقة مستمرة بعطائه التعليمي وقدرته على نقل الخبرات التربوية لزملاء المهنة في منظمته المتعلمة ، و زيادة حصيلة من حوله بكل ما له صلة بمجال التربية والتعليم .