الدوافع القهرية !!
سعود العمراني
الدوافع القهرية !!
كان صاحبنا غفر الله له لا يمر أسبوع إلا و علق مع أحدهم و تطاول عليه بلسانه ساباً و شاتماً على مواضيع تافهة لا تحمل كل ما حصل و بالطبع هذه النوعية من البشر تجد في مجموعات الواتساب مرتعاً مناسباً لها لتفريغ ما بداخلها و عندما بدأ الناس بتجاهله لسلاطة و قذارة لسانه أصبح يغادر المجموعات بلا سبب إلا لأنه باعتقادي لم يجد من يفرغ به هذا الشر!! .. أما صاحبنا الاخر فكان لا يؤلي جهداً في الوقيعة بين البشر فتراه يحرض الناس على بعضهم و تلمحه من بعيد و هو يحاول أن يشعل الفتنة دون أن يشعر به أحد و لكن لأنه أذكى من صاحبنا الأول فهو يوقع بين الجميع و يصاحب الجميع و بذلك لا يُنبذ من مجتمعه. قد تتعجب كيف لهؤلاء مع ما بلغوه من العمر أن يفعلوا مثل ذلك و كأن الناس لن تلحظهم؟! و لماذا يفعلون ذلك و ما الذي يستفيدونه من هذه الأذية؟!
هناك ما يعرف بالدوافع القهرية و هي أشياء في اللاشعور تدفع الإنسان إلى التصرف بغرابة و ليس بمقدوره السيطرة عليها و قد تصنف من الأمراض النفسية و أشهرها الوسوسة التي تدفع الشخص إلى فعل الشيء مرة بعد أخرى لاعتقاده أنه لم يصل لمرحلة الكمال و هناك دوافع أخرى مثل دافع الحسد و الخصام و السرقة و غيره أما في حالة صاحبينا فالدافع هو الإيذاء. إن أبرز أعراض دافع الإيذاء هو الإيذاء اللفظي و الجسدي و محاولة الإيقاع بين البشر و النميمة بينهم و هم يفعلون ذلك بلا وعي و لو سألتهم عن السبب لما عرفوا فهم كالغني المصاب بدافع السرقة فهو يسرق مع أنه يملك المال ليشتري الغرض و لكنه لا يدري ما الذي يدفعه لسرقته!!
المشكلة الكبرى أن عقل الإنسان بطبعه يجد المبررات لكل ما يفعله و تختلف المبررات باختلاف الموقف فتجدها أحياناً دينية أو قبلية أو إجتماعية أو تربوية و هو مقتنع أنه لم يفعل فعلته إلا بعد تفكير و أن هذا هو ما يستحقه الاخرون!! إن أوضح مثال على هذا الدافع هو المعلم الذي يحمل معه العصا أينما حل و ارتحل فتجده يعاقب الطلاب على كل صغيرة و كبيرة و لو سألته لقال لك أنه يربيهم و لكنه في الحقيقة يتحرك من دافع الإيذاء لأنه لو عاقب الطالب مرة واحدة أو على موقف معين لقلنا أن ذلك تربية له أما أن يجعل عقاب نسيان الكتاب كعقاب الحركات النابية فهذا ما يدعونا إلى التوقف و التساؤل عن الدافع!!
في الحقيقة كلما زاد وعي الإنسان زادت معرفته بالدوافع التي تحركه و حاول السيطرة عليها فكلنا نحمل دافع الإيذاء و الحسد و السرقة و غيرها لكننا نحاول محاربتها و كبتها و منا من ينجح في ذلك و منا من يفشل فتتملكه تلك الدوافع، خذ مثالاً على ذلك الحسد فهو موجود في الجميع و لكن الكريم يخفيه و اللئيم يظهره و مع الوقت يختفي عند الأول و يتملك الثاني. لا أبالغ إن قلت أن حياة الإنسان سوف تتغير كليةً متى توقف و تأمل حياته و الدوافع التي تُسيرُه لأنه حينها يفكر في طريقة تفكيره و هذه مرحلة متقدمة من التفكير إذا وصلها الإنسان فلن تعود حياته كما كانت. عزيزي القارىء فكر في تصرفاتك و ابحث عن الدوافع خلفها فإذا وجدت تصرفاتك طبيعية و نقية فأنت لا زلت في مرحلة التبريرات، لا؟!!!
كان صاحبنا غفر الله له لا يمر أسبوع إلا و علق مع أحدهم و تطاول عليه بلسانه ساباً و شاتماً على مواضيع تافهة لا تحمل كل ما حصل و بالطبع هذه النوعية من البشر تجد في مجموعات الواتساب مرتعاً مناسباً لها لتفريغ ما بداخلها و عندما بدأ الناس بتجاهله لسلاطة و قذارة لسانه أصبح يغادر المجموعات بلا سبب إلا لأنه باعتقادي لم يجد من يفرغ به هذا الشر!! .. أما صاحبنا الاخر فكان لا يؤلي جهداً في الوقيعة بين البشر فتراه يحرض الناس على بعضهم و تلمحه من بعيد و هو يحاول أن يشعل الفتنة دون أن يشعر به أحد و لكن لأنه أذكى من صاحبنا الأول فهو يوقع بين الجميع و يصاحب الجميع و بذلك لا يُنبذ من مجتمعه. قد تتعجب كيف لهؤلاء مع ما بلغوه من العمر أن يفعلوا مثل ذلك و كأن الناس لن تلحظهم؟! و لماذا يفعلون ذلك و ما الذي يستفيدونه من هذه الأذية؟!
هناك ما يعرف بالدوافع القهرية و هي أشياء في اللاشعور تدفع الإنسان إلى التصرف بغرابة و ليس بمقدوره السيطرة عليها و قد تصنف من الأمراض النفسية و أشهرها الوسوسة التي تدفع الشخص إلى فعل الشيء مرة بعد أخرى لاعتقاده أنه لم يصل لمرحلة الكمال و هناك دوافع أخرى مثل دافع الحسد و الخصام و السرقة و غيره أما في حالة صاحبينا فالدافع هو الإيذاء. إن أبرز أعراض دافع الإيذاء هو الإيذاء اللفظي و الجسدي و محاولة الإيقاع بين البشر و النميمة بينهم و هم يفعلون ذلك بلا وعي و لو سألتهم عن السبب لما عرفوا فهم كالغني المصاب بدافع السرقة فهو يسرق مع أنه يملك المال ليشتري الغرض و لكنه لا يدري ما الذي يدفعه لسرقته!!
المشكلة الكبرى أن عقل الإنسان بطبعه يجد المبررات لكل ما يفعله و تختلف المبررات باختلاف الموقف فتجدها أحياناً دينية أو قبلية أو إجتماعية أو تربوية و هو مقتنع أنه لم يفعل فعلته إلا بعد تفكير و أن هذا هو ما يستحقه الاخرون!! إن أوضح مثال على هذا الدافع هو المعلم الذي يحمل معه العصا أينما حل و ارتحل فتجده يعاقب الطلاب على كل صغيرة و كبيرة و لو سألته لقال لك أنه يربيهم و لكنه في الحقيقة يتحرك من دافع الإيذاء لأنه لو عاقب الطالب مرة واحدة أو على موقف معين لقلنا أن ذلك تربية له أما أن يجعل عقاب نسيان الكتاب كعقاب الحركات النابية فهذا ما يدعونا إلى التوقف و التساؤل عن الدافع!!
في الحقيقة كلما زاد وعي الإنسان زادت معرفته بالدوافع التي تحركه و حاول السيطرة عليها فكلنا نحمل دافع الإيذاء و الحسد و السرقة و غيرها لكننا نحاول محاربتها و كبتها و منا من ينجح في ذلك و منا من يفشل فتتملكه تلك الدوافع، خذ مثالاً على ذلك الحسد فهو موجود في الجميع و لكن الكريم يخفيه و اللئيم يظهره و مع الوقت يختفي عند الأول و يتملك الثاني. لا أبالغ إن قلت أن حياة الإنسان سوف تتغير كليةً متى توقف و تأمل حياته و الدوافع التي تُسيرُه لأنه حينها يفكر في طريقة تفكيره و هذه مرحلة متقدمة من التفكير إذا وصلها الإنسان فلن تعود حياته كما كانت. عزيزي القارىء فكر في تصرفاتك و ابحث عن الدوافع خلفها فإذا وجدت تصرفاتك طبيعية و نقية فأنت لا زلت في مرحلة التبريرات، لا؟!!!