مصانع أعلاف الثروة الحيوانية
أفاء الله على بلادنا المترامية الأطراف بثروة حيوانية ذات سلالات جيدة و متنوعة تجاوز عددها أحد عشر مليونا ، و تشمل الإبل والأغنام والأبقار وغيرها ، وتحتاج هذه الثروة يوميا لكميات كبيرة جدا من الأعلاف المناسبة للاستهلاك الحيواني ، ويواجه مربو وتجار الماشية مشكلة ارتفاع أسعارالأعلاف وندرتها وخاصة في ظل غياب الأمطار هذه السنة وفي غيرها من السنوات عن بعض المناطق الرعوية المتردد عليها من أصحاب الأعداد الكبيرة من الحيوانات ، وفي هذه الظروف يتوجه مربو وتجار الماشية إلى سوق الأعلاف الخضراء والجافة وأعلاف الحبوب لتوفير كميات كافية منها لمواشيهم ، وإن ارتفعت قيمة الفواتير المدفوعة لهذه الأعلاف وبشكل تصاعدي في السنوات القليلة الماضية بسبب احتكار السوق وخاصة من الأجانب ، وتأثير الشتاء البارد جدا على كمية المحصول أثناء زراعته ، وزيادة تكلفة النقل البري بين مناطق المملكة ، وعدم كفاية إنتاج مصانع الأعلاف المحلية ، واستيراد الحبوب من الخارج و الانخفاض الملموس في عدد مصانع أعلاف الماشية في بعض المناطق وخاصة المنطقتين الشمالية والشمالية الغربية ،ومما لا يخفى على الجميع أن لطبيعة المناخ في المملكة تأثير على كميات الأمطار و سيادة الطبيعة الصحراوية والجفاف للمناطق الرعوية في المملكة ، الأمر الذي يؤكد أهمية التوسع في إنشاء مصانع كافية لإنتاج الأعلاف وفي الوقت ذاته تمنع إهدار كميات كبيرة من المياه الجوفية والتي يستخدمها المزارعين في زراعة الأعلاف ، ويتطلب إنشاء هذه المصانع تشجيع من وزارة الصناعة والتجارة و توفر رؤوس أموال من مستثمرين سعوديين لتقوم بإنتاج أعلاف تقبل عليها الماشية ، وبكميات تكفي للأعداد الكبيرة منها في جميع فصول السنة والمناسبات ، وبأسعار منخفضة ، وتحت رقابة الطب البيطري للحفاظ على الثروة الحيوانية وإنمائها ، وبما يشجع الكثير من تجار الماشية على تربيتها وتسويقها بأسعار مناسبة للمستهلك داخل المملكة وخارجها ، ويمكن الاستعانة بالمواد الخام منخفضة الثمن لهذه المصانع من خارج المملكة وخاصة من الدول الزراعية والدول التي تتمتع بغطاء نباتي وشجري كثيف ليتم تصنيع أعلاف مركبة تغطي احتياج المواشي في جميع مناطق المملكة .