لا يوجد ما يسمى بالغداء المجاني !!
يتناول كتاب دعوة غداء ــ وجبة سهلة الهضم من علم الاقتصاد لمؤلفه ديفيد سميث علم الاقتصاد بأسلوب يختلف عن غيره، فهو لا يحتوي على رسوم بيانية خادعة تحيرك إلى حد قد يلتبس عليك فيه اتجاه الصفحة. فهو يخلو من المعالات الرياضية المعقدة، فلا مجال هنا لما ليس له تفسير وشرح مبسط وسهل.
والأهم من ذلك، أنه في وقتنا هذا الذي يتطلب منا جميعاً معرفة ماهية علم الاقتصاد، سنجد أن هذا الكتاب عملي للغاية. إن قراءته لن تجعل منك مليونيراً، ولكن هذا الكتاب سوف يحدثنا عن الطريقة التي تمكننا من أن يصبح وضعنا أفضل، وإضافة إلى ذلك، فهو أيضاً شيِّق. إن الهدف منه هو تحقيق إشباع ما، مثله مثل تناول وجبة طعام شهية.
يقول سميث: أما لماذا اخترت عنوان دعوة غداء لهذا الكتاب؟ فليس لأي من الأسباب التي قد تخطر لك ببال، فهو ليس محاولة ملتوية لزيادة المبيعات بعنونة كتاب عن علم الاقتصاد وكأنه إضافة جديدة للمجموعة المتزايدة والأكثر شهرة من كتب الطهي، مع أن الفكرة ليست سيئة. ولكن، على العكس، فالسبب في اختيار هذا العنوان هو العبارة الشهيرة في علم الاقتصاد التي ربما سمع عنها الكثيرون وهي: (لا يوجد ما يسمّى بالغداء المجاني). بمعنى آخر لا يمكنك الحصول على شيء معين بدون مقابل. وهكذا سيصبح علم الاقتصاد فن الطبخ الجديد.
كتاب سميث من جهة هو أداة مساعدة في قراءة الصحف، وبخاصة صفحات الاقتصاد، ومن ثم القدرة على إدراك حقيقة الادعاءات الاقتصادية والادعاءات المضادة من قبل السياسيين.
يقول ديفيد: في كتاب دعوة غداء هناك أكثر مما ذكرناه سابقاً. فعندما أطلب من جمهور القراء من طلاب المدارس أو الجامعات تعلم الاقتصاد، فهذا ليس فقط من منطلق أهمية وضرورة هذا النوع من المعلومات في الحياة المعاصرة، ولكن بسبب أن الطريقة التي يفكر بها خبراء الاقتصاد في المشكلات والطريقة المنطقية لتحليلهم لها، تفيد في كثير من المجالات.
ويقول كذلك: لعدة سنوات طُلب مني أن أوصي بكتاب سهل الاستيعاب عن علم الاقتصاد، وقد صعب الأمر عليَّ، فهناك بعض الكتب المنهجية الممتازة عن علم الاقتصاد. لكن هذا الكتاب يعد مختلفاً. وأملي أن يقرأه كثير من الطلبة ويستفيدوا منه كأداة مكملة لدراستهم وليس بديلاً لها.
إن ملاحظة خبراء الاقتصاد أثناء العمل لا يعتبر دائماً من المناظر الجميلة. كما أن الفكاهات التي تتداول عن طبيعتهم المترددة كثيرة. ومن هنا يمكنك ضم وتجميع خبراء الاقتصاد في العالم لمناقشة موضوع واحد، ولن تصل لنتيجة نهائية. ولن تصبح بعد قراءة هذا الكتاب خبيراً من خبراء الاقتصاد بين ليلة وضحاها، ولكنه سيشجعك على اتخاذ منهج مختلف عند التفكير في أي شيء.
إن دعوة غداء شأنه في ذلك شأن جميع الوجبات الغذائية الجيدة يتكون من عدة أصناف يمكن هضمها في جلسة واحدة، وأيّا كان أتمنى لك الاستمتاع بها.
أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي
وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية