×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

دور الإشراف التربوي في منظومة التعليم
نواف شليويح العنزي

لا تعليم يتسم بروح المعاصرة المتقدمة إلا بدور إشرافي متمكن ومخلص لمهنة التعليم ولطلابه ؛ هذه حقيقة أدركها كل تربوي وتربوية لهم إسهامات بارزة في التعليم و يشاهدون أعداد الطلاب والطالبات تتزايد كل عام في مؤسسات التعليم الرسمية ، ونظرا لأهمية الإشراف التربوي في تطوير منظومة التعليم سعى المهتمون بالتربية والتعليم إلى بلورة تعريفات شاملة للإشراف الفني التربوي جميعها تمحورت حول الاهتمام بالمعلم والمتلقي للرسالة التعليمية من أجل النمو المهني المستمر للمعلم والرقي بالمخرجات التعليمية لخدمة الأوطان والشعوب باستثمار أفضل القدرات والموارد المتاحة ، وحقيقة مدركة مرّ الإشراف التربوي خلال التاريخ التعليمي المشرق بمراحل تطورية كغيره من بقية العلوم حيث كانت البداية في صورة الإشراف التفتيشي والذي ساد في كثير من الدول العربية خلال حقبة خلت ، ولكن عليه الكثير من جوانب القصور خاصة في البحث وتتبع الأخطاء فقط لممارسة العقاب على المعلم في المؤسسة التعليمية ، بعد المرحلة السابقة تطور الإشراف إلى مفهوم ديمقراطي تعاوني قائم على العلاقة الحسنة والواعية من أجل تحقيق أهداف تعليمية لأبناء المجتمع ، ثم انتقل الإشراف إلى كونه عملية إبداعية لتنمية المهارات والقدرات بشكل شامل ، و هذه المرحلة لم تستمر طويلا وذلك لظهور مفهوم جديد وحديث وهو الإشراف التربوي كعملية قيادية فعالة في التأثير على المعلمين والمعلمات بهدف الوصول لأفضل المواقف التعليمية ، وجعل التعليم أمانة عظيمة يجب أن تؤدى بكل نزاهة وبكل إخلاص .
وداخل المدارس والمعاهد يمارس المشرف التربوي أساليب إشرافية يفضل استخدامها ويقتنع بنجاحها في تحقيق الأهداف التي تم التخطيط لها مكتبيا وميدانيا ، ومن أشهر الأساليب المستخدمة في الإشراف زيارات الفصول في مؤسسات التعليم للوقوف على طبيعة المواقف التعليمية وما يؤثر بها ، وأسلوب المداولات الإشرافية لمناقشة الأمور التعليمية بين المشرف والمعلم ، وأسلوب تبادل الزيارات بين المعلمين والهدف منه هو تبادل الخبرات التعليمية ، و نمط الاجتماعات بين المعلمين ، ونمط البحوث التربوية الهادف إلى اكتشاف طرق تدريسية أكثر جودة ، ومهما مارس المشرف التربوي من أسلوب إشرافي فلن ينجح في عمله ، ولن يؤثر في من حوله ؛ إلا أن يتصف بالقيادة الحكيمة لإنجاح العمل والتعاون مع الزملاء في الميدان ، و أن يكون حريصا على ترغيب المعلم الجديد بمهنة التعليم ، والقدرة على التطوير المستمر ، و أن يكون مقبولا ومحبوبا من جميع زملائه ، ومحفزا لهم لا محبطا ، ومتواضعا في تعاملاته أثناء العمل ، وحاصلا على مؤهلات علمية يقتنع بها كل معلم وزميل يعمل معه ، ومبتعدا عن سفاسف الأمور والبحث المستمر عن الهفوات ، ويكون هدفه دائما إعلاء شأن المعلم والمتعلم في إطار من الإخلاص والاهتمام بالعمل والمعلمين .

كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0