التطور الذي اقترن بوجود مُعطَيات عدة، الذي حَظِيتْ به تبوكُ ومحافظاتُها؛ ولا سيما وجود بنية تحتية سليمة، وخُطَط اقتصادية وتطبيقية كان لها الأثر الواضح في تنامي المنطقة من الناحية العمرانية، والخدمات التي برهنت على مسارعة المنطقة مقارنةً بالمناطق الأخرى.
فالمشاريع الصحية والتعليمية كان لها النصيب الأكبر؛ كونها أهمَّ وأيسرَ حقوق المواطن، فكانت المشاريع التعليمية المتعددة؛ من تشييد جامعة تبوك، وكُلِّيَّات المحافظات، التي استوعبت دارسين من القرى، بالإضافة إلى سُكَّان المحافَظات؛ وهو ما يعكس حرص ولاة الأمر على تحقيق مُخرَجات تعليمية تناسب هذا التطور الحداثي في الفكر التعليمي المتطور، وتخفيف عِبْءِ بُعْدِ المسافات؛ مما سيؤدي بلا شكٍّ إلى غدٍ مُشرِق لمنطقة تبوك وأبنائها، وإكمال المسيرة التعليمية.
تستقبل الجامعة بكُلِّيَّاتها آلافَ الطلبة سنويًّا، في شتى التخصصات؛ فهذا الحراك التعليمي الذي اقترن بفكرِ ورؤيةِ سُمُوِّ الأمير فهد بن سلطان -حفظه الله- في رفع مستوى الحركة التعليمة، ومتابَعتها، وإثرائها بكلِّ ما مِن شأنه الارتقاءُ بها كمًّا ونوعًا.
وما يُقدِّم لأبناء هذا المنطقة من توفير الخدمات والبرامج والخُطَط، التي يتم بواسطتها تحقيقُ العائد في ممارسة خِرِّيجِيها لتخصُّصاتِهم على أرض الواقع، وبناء قاعدة راسية لأجيالهم؛ مما يساهم في نضوج المسيرة المعرفية والثقافية، واعتماد تخصُّصات جديدة لتعزيز الحراك الثقافي والتعليمي الذي تشهده المنطقة.
أمَّا في الجانب الصحي؛ فإن إنشاء (مستشفى الملك فهد التخصصي) يُعَدُّ إنجازًا كبيرًا في مجالات تخصصية متنوعة، تُقدِّم مع مثيلاتها من المستشفيات والمراكز الأخرى عنايةً كاملةً، تتناسب مع التنمية المتطورة، وتساهم في تكوين صورة نموذجية عن النهضة السريعة، التي تُمثِّل نموذجًا خدميًّا صحيًّا تستحقه المنطقة.
كما حَظِيتْ منطقة تبوك في السنوات العشر الأخيرة بمشاريع سياحية فريدة، وخاصَّةً في محافظاتها الساحلية، وقدَّمت تحدِّيًا حقيقيًّا في استقطاب السُّيَّاح؛ ولا سيما في محافظة (حقل)، وما حَوَتْهُ من مهرجانات سياحية لفَتتْ أنظار الجميع.
وفي محافظة (شرما) الساحلية، لا تزال المشاريع العملاقة قائمةً على قَدَمٍ وساقٍ؛ فكانت المحافظة محلَّ استقطاب لكافة شرائح المجتمع؛ كونها المحافظة التي تستهوي السُّكَّان، وكونها أيضًا وجهةً سياحية.
لقد ساهمت هذه المشاريع في خلق صورة مغايرة لما كانت عليه سابقًا؛ حيث ستكون المحافظة الأكثر تطوُّرًا بتحالف القطاعينِ: الحكوميِّ، والخاصِّ، ولتميُّزِها بالموقع الجغرافي الفريد.
المحافظات الساحلية كان لها النصيب الأكبر من الدعم الحكومي؛ حيث قامت -مشكورةً- بإعداد وتأهيل أماكن عديدة؛ بتنفيذ المشاريع الرائدة من قِبَلِ أمانة المنطقة، بمشاركة هيئة التنمية السياحية؛ فأصبحت (الخريبة) و (قيال) وجهةَ الـمُصْطافين والسُّيَّاح في الإجازات الأسبوعية.
إن منطقة تبوك اليومَ تُعَدُّ -بقيادة أميرها- أحدَ أهمِّ مناطق المملكة في تنفيذ مشاريع كبرى؛ مما يُخوِّلها أن تكون في المستقبل القريب واجهةً لكل الزُّوَّار والقادمين.
يَحِقُّ لنا أن نفخر بك اليومَ يا أمير منطقتنا الغالي: فهد بن سلطان.
للكاتب / فارس الغنامي