صناعة الوعي وتزييفه
لا أحد يختلف أن صناعة الوعي لدى الشباب هو السلاح والقاعدة الأساسيه للتمسك بالهوية وصناعة أجيال قادرة على الإرتقاء ببلدانهم ومجتمعاتهم ، وهذا الوعي المنشود لابد له من مسارات تمر عبرها هذه الصناعة من أهمها المسار التعليمي والمسار الإعلامي والمسار المجتمعي ، وهذه المسارات يمكن توظيفها سلبا أو إيجابا ، فبهذه الأدوات والمسارات يصنع الوعي والفكر أو يزيف ويحرف عن الطريق السليم ، فالمناهج الدراسيه هي الخطوة الأولى لبناء الوعي والهوية الإسلامية في نفوس أجيالنا رغم الهجمات على مناهجنا من تيارات تدعي الحداثة والتنوير وتحارب الشريعه وتطالب بإلغاء المواد الدينيه وترى فيها تفريخ للمجرمين والتكفيريين ترديدا وتقليدا لسيدهم الغربي ولا حول ولا قوة الا بالله ، وهؤلاء يجب ابعادهم عن صناعة المستقبل وحصرهم في مربع الانحلال الذي يسعون لتكريسه في المجتمع فبوجودهم سيظل الدين مائعا في وجدان المجتمع الذي يعتبر التمسك بالهوية الإسلاميه أحد المرتكزات الأساسيه لوجوده .
أما المسار المسار الإعلامي فقد أبتليت الأمه الإسلامية بسيطرة نفس التيار المتحرر من الفضيله على مفاصل الإعلام وتبوئ المناصب القيادية بفضل هوان الأمه والضغوط الغربية على الدول الإسلامية بعدم تمكين الشرفاء والغيورين والمصلحين من إدارة دفة الإعلام إلا بما يسمح ويضمن عدم تأثيرهم على كامل المنظومة الإعلامية كي تتاح الفرصه لأصحاب الأهواء ورافضي إقامة الحدود من والمتثيقفين نشر أفكار الشذوذ والعلاقات المحرمه ومهاجمة الدعاة والعلماء وإتهام الجمعيات الخيرية ودور تحفيظ القرآن بتخريج القتله والإرهابيين ومحاولة إقناع المجتمع أنه لا سبيل إلى التقدم والتطور إلا بإتباع منهج الغرب والحذو حذوه بإبعاد الحلال والحرام عن حياة الناس بإعتبار الدين طقوس وشعائر تمارس في الأماكن المخصصه لها وترك المجتمع وشأنه في إختيار ما يريد فمن أراد ممارسة الجنس والشذوذ أو العلاقات غير الشرعيه أو شرب الخمر أو إحتكار السلع الأساسية أو التعامل بالربا أو التعري في المنتجعات والأماكن السياحية فيجب أن لا يؤخذ على أيديهم لإنها تعتبر وصاية على المجتمع و منافية للحرية والعدالة الاجتماعية وهؤلاء يجب محاربتهم والتصدي لهم من المجتمع قبل أن تتصدى لهم الدوله باعتبارهم مفسدين وناشرين للرذيله خاصة وأنهم يجيدون معركة حرب المصطلحات التى تمرر على كثير من السذج بسبب إختفاء كثير من الطوام الأخلاقية تحت مصطلحاتهم وشعاراتهم البراقة مثل الحريه والعدالة والمساواة التي في ظاهرها مبهجه ويطالب بها الجميع وفي باطنها السم الزعاف كما قالت العرب حق يراد به باطل ، وما مواثيق حقوق المرأة في الأمم المتحدة عنا ببعيد التي يراد فرضها على المسلمين وعلى السعودية خاصه تحت تلك الشعارات المزيفه .
أما المسار المجتمعي فهوه بالاهمية بما كان بإقامة الخطط والبرامج التوعوية بإهمية الحفاظ على الهوية الإسلامية ورفض التغريب والانحلال الأخلاقي وتفعيل خطب الجمعة ودور المعلم والإعلامي الناصح لمجتمعه واستغلال شهرة المشاهير من الدعاة والإعلاميين والأكاديميين في بث الوعي والثقافة والتأثير الإيجابي على ملايين المتابعين لهم ، بدل إشغالهم بالتافهين والتافهات والبرامج والمسابقات الهابطه التي للأسف يقف ورائها جهات وقنوات محسوبه على مجتمعنا حتى أصبحت رائده في تزييف الوعي وصناعة جيل خاوي من الداخل لا يعى من ثقافته وهويته سوى بعض الشعائر التعبدية وبعيد كل البعد عن موروثه الثقافي وحضارته التى حكمت العالم ثمانية قرون وأسست لمعظم العلوم التي نعيشها اليوم في أكثر من مجال .
فبناء الوعي والفكر يجب أن يقوم به المخلصين من الأمه المعتزين بثقافتهم وهوية الأمه الحضارية والذي مع الأسف يتم اقصائهم وتشويه صورتهم في المجتمع ..
Talal-mj@Hotmail.com