تلقيت خبرا عن مدرسة ابتدائية " أهلية" رسومها المالية في السنة الواحدة يقدر بأربعين ألف ريال على الطالب الواحد!
لكن لن أتحدث عن رسوم المدارس الأهلية وما تجنيه من أرباح، ولا عن سير عجلة التعليم ومهنيتها المقننة، ولا عن مدى تفعيل التعلم النشط في تلك المدارس النموذجية من عدمه، ولا عن وفرة الترفيه وخلق روح التنافس الشريف بين الطلاب، ولا عن سبل الراحة المتوفرة فيها، ولن أتطرق لجمال تصميم المباني وجاهزيتها في الشتاء والصيف لحضانة المتعلمين، ولن أتحدث عن أولياء الأمور وأنهم نخبة المجتمع، ولن أذكر لكم كم هو مقدار الرواتب والحوافز للقائمين على إدارة تلك المدارس!
بيّد أني سأذكر لكم موقفا عابرا، ودرسا خالدا راسخ في ذهني، تكرر مع وفرة من الطلاب في تلك المرحلة الابتدائية، يعد من أهم المواقف التي شدتني وزادتني حيرة على حيرة في شأن التربية والتعليم ، هي أمانة الطلاب وأخلاقهم الرفيعة، وإرجاعهم لكل المفقودات من مبالغ مالية أو أشياء شخصية لوكيل المدرسة تحديدا، في زمن قلت فيه الأمانة، وكثر فيه الغش والسرقة.
اللافت في الأمر أن وكيل المدرسة معتاد على هذا الشأن ، فلا يعيره الأمر أدنى اهتمام بل كل مرة يحضر فيها الطلاب الذين لم تتجاوز أعمارهم تسعة أعوام غير أنه يقدم لهم هدية عبارة عن حلوة تقديرا على أمانتهم وحرصهم على إرجاع ممتلكات الآخرين .
أما فِي إحدى المدارس التي تضاهي غيرها فالمسمى فقط ، لن أتحدث عن هيكلها المعماري الهش، ولن أتحدث عن عزوف طلابها عن التعلم، ولا أتطرق عن كمية الطاقة السلبية التي تدك صدور معلميها، لذلك أَجِد من خلال مخالطتي لهم أن نسبة كبيرة من الطلاب يقومون بسرقة بعضهم البعض من خلال أوقات الفسح، وأثناء خروجهم من الفصول الدراسية، بعبارة أخرى كل ساقط في الأرض يعتبره مفقودا لا يمكن أن يعيدوه ! إلا من رحم ربي وهم قله !
من خلال استبانة وزعت على 200 طالب في إحدى المدارس، وكان السؤال الأول على النحو التالي: في حال وجدت مبلغ من المال ساقط في إحدى الفصول الخالية من الطلاب! هل تأخذها ومن ثم تغادر المكان! أو تتركها في مكانها! كانت نسبة الإجابات على النحو التالي 160 طالب اتفقوا على أخذها ما يعادل 70% تقريبا و30% اتفقوا على تركها وعدم أخذها.
أظن في حال أن الطالب أصبح مقتدرًا ماليًا، مع جرعة تربوية من أولياء الأمور، تحث على حفظ الأمانة، واحترام ممتلكات الآخرين، مع مراقبة جل تصرفاتهم وسكناتهم، ومكافأتهم عند إرجاع المفقودات؛ سوف نطلع جيلا مثاليا نباهي بهم في المستقبل، ولكن على النقيض تماما ، في حال كان متعسرًا ماليا لا يجد ما يرشده ويعزز دخله اليومي بتلبية رغباته الضرورية ، لما استساغ سرقة من هم حوله وأخذ كل ساقط في الأرض ونسبه لنفسه! دونما ضميرا يؤنبه أو خوفا يردعه!
لكن لن أتحدث عن رسوم المدارس الأهلية وما تجنيه من أرباح، ولا عن سير عجلة التعليم ومهنيتها المقننة، ولا عن مدى تفعيل التعلم النشط في تلك المدارس النموذجية من عدمه، ولا عن وفرة الترفيه وخلق روح التنافس الشريف بين الطلاب، ولا عن سبل الراحة المتوفرة فيها، ولن أتطرق لجمال تصميم المباني وجاهزيتها في الشتاء والصيف لحضانة المتعلمين، ولن أتحدث عن أولياء الأمور وأنهم نخبة المجتمع، ولن أذكر لكم كم هو مقدار الرواتب والحوافز للقائمين على إدارة تلك المدارس!
بيّد أني سأذكر لكم موقفا عابرا، ودرسا خالدا راسخ في ذهني، تكرر مع وفرة من الطلاب في تلك المرحلة الابتدائية، يعد من أهم المواقف التي شدتني وزادتني حيرة على حيرة في شأن التربية والتعليم ، هي أمانة الطلاب وأخلاقهم الرفيعة، وإرجاعهم لكل المفقودات من مبالغ مالية أو أشياء شخصية لوكيل المدرسة تحديدا، في زمن قلت فيه الأمانة، وكثر فيه الغش والسرقة.
اللافت في الأمر أن وكيل المدرسة معتاد على هذا الشأن ، فلا يعيره الأمر أدنى اهتمام بل كل مرة يحضر فيها الطلاب الذين لم تتجاوز أعمارهم تسعة أعوام غير أنه يقدم لهم هدية عبارة عن حلوة تقديرا على أمانتهم وحرصهم على إرجاع ممتلكات الآخرين .
أما فِي إحدى المدارس التي تضاهي غيرها فالمسمى فقط ، لن أتحدث عن هيكلها المعماري الهش، ولن أتحدث عن عزوف طلابها عن التعلم، ولا أتطرق عن كمية الطاقة السلبية التي تدك صدور معلميها، لذلك أَجِد من خلال مخالطتي لهم أن نسبة كبيرة من الطلاب يقومون بسرقة بعضهم البعض من خلال أوقات الفسح، وأثناء خروجهم من الفصول الدراسية، بعبارة أخرى كل ساقط في الأرض يعتبره مفقودا لا يمكن أن يعيدوه ! إلا من رحم ربي وهم قله !
من خلال استبانة وزعت على 200 طالب في إحدى المدارس، وكان السؤال الأول على النحو التالي: في حال وجدت مبلغ من المال ساقط في إحدى الفصول الخالية من الطلاب! هل تأخذها ومن ثم تغادر المكان! أو تتركها في مكانها! كانت نسبة الإجابات على النحو التالي 160 طالب اتفقوا على أخذها ما يعادل 70% تقريبا و30% اتفقوا على تركها وعدم أخذها.
أظن في حال أن الطالب أصبح مقتدرًا ماليًا، مع جرعة تربوية من أولياء الأمور، تحث على حفظ الأمانة، واحترام ممتلكات الآخرين، مع مراقبة جل تصرفاتهم وسكناتهم، ومكافأتهم عند إرجاع المفقودات؛ سوف نطلع جيلا مثاليا نباهي بهم في المستقبل، ولكن على النقيض تماما ، في حال كان متعسرًا ماليا لا يجد ما يرشده ويعزز دخله اليومي بتلبية رغباته الضرورية ، لما استساغ سرقة من هم حوله وأخذ كل ساقط في الأرض ونسبه لنفسه! دونما ضميرا يؤنبه أو خوفا يردعه!