"لا يمكن أن نتقبل ذلك لأننا مجتمع محافظ" هي الجملة التي يستخدمها البعض كورقة رابحة في النقاش عن أي تغيير قد يطرأ على المجتمع و قد أراد أحد الأصدقاء إستخدامها علها تنفع بعد أن خسر كل أوراقه في نقاشنا عن الفرق بيننا و بين بقية المجتمعات المسلمة، فسألته سؤالاً بسيطاً نحن محافظون على ماذا؟! كان رده بمثابة الصدمة، قال: محافظون على أعراضنا!! كدت أن أسأله ماذا عن بقية المسلمين أليسوا مثلنا؟! و لكنني خفت أن يقع في أعراض ملايين المسلمات فآثرت السكوت و لكن هل نحن حقيقة مجتمع محافظ؟! و إذا كنا كذلك فهل نحن محافظون على الدين أم العادات أم قوميتنا العربية أم كل هذه الأمور؟! سنجيب عن هذه الأسئلة لاحقاً و لكن قبلها لنتحدث قليلاً عن أيدلوجية المحافظين و الليبراليين.
مصطلح المحافظين ظهر في القرون الأخيرة في أوروبا بعد ظهور التيار الليبرالي لوصف كل من يرفض التغيير و يتمسك بالماضي و عاداته و تقاليده. المشكلة أن هذا المصطلح يعتبر نسبياً لأن الكل قد يطلق على نفسه هذا الوصف فمثلاً قبائل الأمازون التي لا ترتدي إلا ما يستر العورة المغلظة تعتبر نفسها محافظة لأنها مستمرة على عاداتها في اللباس بينما نحن نراه تعرٍ و تخلف و الهندوسي المتدين الذي يعبد بقراً يعتبر نفسه محافظاً على دينه بينما نحن نعتبره معتوهاً و تخيلوا أن شعوب أوروبا الغربية ينظرون إلى شعب أنجلترا على أنه محافظ رغم الإنحلال الموجود هناك!! من هذه الأمثلة نرى أن جميع الشعوب ترى أنها محافظة في عدة جوانب بل و تراهم يصنفون أنفسهم بليبرالي أو محافظ بينما نحن نصنفهم جميعاً بالليبراليين!!
بعد أن أتضح أن مصطلح المحافظين نسبي فإنه من الخطأ وصف مجتمع كامل بالمحافظ لأن ما قد يكون عاراً عند البعض هو أمر بسيط عند الاخرين و ما قد نراه إنحلالاً يراه البعض تقدماً و كل ذلك لأن تقاليد الناس و مبادئهم تختلف خاصة في المجتمعات المتعددة الثقافات. نحن تقريباً لسنا مجتمعاً متعدد الثقافات و لكن المشكلة الكبرى أننا لا نملك تفسيراً واضحاً لفكرة أننا مجتمع محافظ التي يتم ترديدها و لو سألت الناس عن مفهومهم لها لسمعت آراءً غريبة كرأي صاحبنا. المشكلة الأخرى أن الكل يرى أن مقياسه للتحرر و المحافظة هو المعيار و الفيصل و لا يحق للاخرين الإعتراض فقد تجد رجلاً قد وصم أحدهم بالليبرالية و عندما تبحث في الخلفية الفكرية لذلك المسكين تجده فقط لم يتوافق مع معايير صاحبنا و أنه ليس له في الليبرالية لا ناقة و لا جمل!!
كل هذه الأمور ولّدت لدينا صراعاً فكرياً عنيفاً يجعل من العار أن توصف بالليبرالية و يجعل الناس تخاف من كل تغيير قد يحدث في المجتمع لأنه من تخطيط الليبراليين!! لكن هل الليبرالية مخيفة إلى هذه الدرجة؟! هل هي الطريق إلى تقدم المجتمع؟! و ماذا سنكسب و ماذا سنخسر لو أصبح المجتمع داعماً لها؟! و هل الإسلام قادر على مواجهة الليبرالية بعد اكتساحها لكل الأيدلوجيات السابقة و بعد أن أصبحت تَوجُهاً لغالبية الدول الحديثة؟! و هل يلتقي الإسلام مع الليبرالية في بعض الأفكار أم أنها النقيض له؟! كل هذه الإسئلة سنجيب عنها في مقالاتنا القادمة بإذن الله.
مصطلح المحافظين ظهر في القرون الأخيرة في أوروبا بعد ظهور التيار الليبرالي لوصف كل من يرفض التغيير و يتمسك بالماضي و عاداته و تقاليده. المشكلة أن هذا المصطلح يعتبر نسبياً لأن الكل قد يطلق على نفسه هذا الوصف فمثلاً قبائل الأمازون التي لا ترتدي إلا ما يستر العورة المغلظة تعتبر نفسها محافظة لأنها مستمرة على عاداتها في اللباس بينما نحن نراه تعرٍ و تخلف و الهندوسي المتدين الذي يعبد بقراً يعتبر نفسه محافظاً على دينه بينما نحن نعتبره معتوهاً و تخيلوا أن شعوب أوروبا الغربية ينظرون إلى شعب أنجلترا على أنه محافظ رغم الإنحلال الموجود هناك!! من هذه الأمثلة نرى أن جميع الشعوب ترى أنها محافظة في عدة جوانب بل و تراهم يصنفون أنفسهم بليبرالي أو محافظ بينما نحن نصنفهم جميعاً بالليبراليين!!
بعد أن أتضح أن مصطلح المحافظين نسبي فإنه من الخطأ وصف مجتمع كامل بالمحافظ لأن ما قد يكون عاراً عند البعض هو أمر بسيط عند الاخرين و ما قد نراه إنحلالاً يراه البعض تقدماً و كل ذلك لأن تقاليد الناس و مبادئهم تختلف خاصة في المجتمعات المتعددة الثقافات. نحن تقريباً لسنا مجتمعاً متعدد الثقافات و لكن المشكلة الكبرى أننا لا نملك تفسيراً واضحاً لفكرة أننا مجتمع محافظ التي يتم ترديدها و لو سألت الناس عن مفهومهم لها لسمعت آراءً غريبة كرأي صاحبنا. المشكلة الأخرى أن الكل يرى أن مقياسه للتحرر و المحافظة هو المعيار و الفيصل و لا يحق للاخرين الإعتراض فقد تجد رجلاً قد وصم أحدهم بالليبرالية و عندما تبحث في الخلفية الفكرية لذلك المسكين تجده فقط لم يتوافق مع معايير صاحبنا و أنه ليس له في الليبرالية لا ناقة و لا جمل!!
كل هذه الأمور ولّدت لدينا صراعاً فكرياً عنيفاً يجعل من العار أن توصف بالليبرالية و يجعل الناس تخاف من كل تغيير قد يحدث في المجتمع لأنه من تخطيط الليبراليين!! لكن هل الليبرالية مخيفة إلى هذه الدرجة؟! هل هي الطريق إلى تقدم المجتمع؟! و ماذا سنكسب و ماذا سنخسر لو أصبح المجتمع داعماً لها؟! و هل الإسلام قادر على مواجهة الليبرالية بعد اكتساحها لكل الأيدلوجيات السابقة و بعد أن أصبحت تَوجُهاً لغالبية الدول الحديثة؟! و هل يلتقي الإسلام مع الليبرالية في بعض الأفكار أم أنها النقيض له؟! كل هذه الإسئلة سنجيب عنها في مقالاتنا القادمة بإذن الله.