لقد جُبل الناس على السامة والملل مما يتكرر عليهم ويعاد أمامهم ، مادام هذا المكرر لا يلامس أرواحهم ولا يغذي نفوسهم .
قيل ... في الإعادة إفادة
ولكن في كثير من الأحيان إنما تكون الإعادة ؛ بلادة ، فهذه الإعادة المقصودة ، هي ما يقتل الإبداع ، ويشل حركة التجديد والاختراع ، فأصحاب هذه النظرة الجامدة ليس لهم بين الأنام قبول ولا ترحاب ، ولا شوق للجلوس معهم ، ولا حرص على السماع لهم ، إذ اعتاد الناس على حديثهم الذي لم يتغير منذ سنين ، وأسلوبهم الذي لم يتطور منذ دهور ، وبلادتهم في التعامل مع واقعهم ، وأسرهم ، و وظائفهم ، وفي جميع شؤون حياتهم .
من أجل هذا فصاحب الإعادات لا يكون في صفوف الناجحين ، ولا يرتقي لمقامات المبدعين ، وليس له قيمة بين العالمين .
إن من يدير ، ومن يخطط ، ومن يتحدث ، ومن يكتب ؛ إن لم يكن مبدعاً ، مجدداً ؛ فسيجثم الملل على نفس من يتعامل معه ؛ أو يقرأ له أو ويستمع إليه ، مما يترتب عليه النُفرة من شخصيته الجامدة المملة .
لكن تلك الشخصيات القليلة التي نفضت عنها غبار التقليد ، وتوشحت بالتميز وتلفعت بالإرادة الحرة ، هي التي تشق طريقها للنجاح ، وتتلقاها النفوس بالارتياح ، وعلى مثل هؤلاء يعول في الفلاح ، فالمبدع ليس إمعة ، والإمعة ليس مبدعاً ، والمبدع متميزا والمتميز لا يقلد ، والذي لا يقلد يخترع ، والذي يخترع مبدع ، والإبداع طريق النجاح .
تساؤل : نكرر سورة الفاتحة ونعيدها كل يوم سبعة عشر مرة لمن يصلي الفرض دون الرواتب ومن سنين نفعل ذلك ، ومع هذا لم نسأم منها ، لماذا ؟
الجواب في السطر الأول من المقال .
للتواصل
s.e.a.s.a@hotmail.com