أسباب إختلاف نسب مشاركة الجنسين فى الشبكات الاجتماعية
عثمان العتيبي
تظهر الإحصائيات أن هنالك اختلاف فى نسبة مشاركة الإناث و الذكور فى موقع (الفيس بوك) بين مجتمعاتنا العربية عما هى عليه هذه النسب فى المجتمعات الغربية إلى أن اتجاه اشتراك الإناث فى موقع (الفيس بوك) يفوق اتجاهات الذكور للاشتراك، إذ بلغت نسبة المشاركات من الإناث فى الولايات المتحدة الأمريكية (56%) من إجمالى المشاركين ، و بلغت هذه النسبة فى المملكة المتحدة (52%) ، فى حين بلغت نسبة الإناث المشتركات بموقع (الفيس بوك) فى الشرق الأوسط (37%) فقط.
وقد يعتبر هذا التفاوت من أكثر الدلائل على خصوصيات مجتمعاتنا العربية، وصعوبة الاعتماد بشكل كامل على نتائج الدراسات الغربية، فليس كل ما يحدث عندهم يحدث عندنا و العكس صحيح؛ أى ليس كل ما لا يحدث عندهم لا يحدث عندنا، و حتى لو تم الإتفاق فى بعض المجالات، إلا أنه غابا ما تتفاوت درجات الحدوث فى مجتمعاتهم، فعلى الرغم من ثورة الاتصال و المعلومات، والتواصل الحادث مع تلك المجتمعات فى ظل زمن العولمة الذى نعيشه، فما زالت للمجتمعات العربية خصوصياتها.
وبالعودة إلى تفاوت نسبة الإناث المشاركات بموقع (الفيس بوك) عن الذكور فى الدول العربية عن الدول الغربية، فإنه يمكن تعليل ذلك بعدة أسباب،أهمها :
1 . أسباب عاطفية :
بناء على طبيعة المجتمعات الغربية المتقدمة، التى يطغى عليها الجانب العملى و المنطفى، و بالنظر إلى طبيعة المرأة التى تكون فى العادة أكثر ميلا للعاطفة و الرومانسية، فإن هذا النمط من الحياة العلمية يبدو أنه لا يشبع بالكامل حاجاتها العاطفية، فتسعى لسد حاجاتها من الإشباع العاطفى بالاتجاه لموقع (الفيس بوك).
فى حين أن الوضع فى مجتمعاتنا الشرقية يكون معكوسا، فعلى الرغم من أن النظرة السطحية لهذه المجتمعات الأكثر محافظة تظهر أن مساحة الحرية الممنوحة للأنثى تكون أقل عادة من المساحة لدى الذكر، إلا أن هذا أدى إلى أن تشعر الأنثى الشرقية أنها مرغوبة، و مجرد شعور الأنثى بذلك -حتى ولو لم يكن من حقها الاستجابة- فإنه يشبع مساحة كبيرة من حاجاتها العاطفية، أما الذكر الشرقى، فهو المطلوب منه فى العادة البحث و السعى عن الأنثى التى غالبا ما يفشل فى الوصول إليها، بالتالى فإنه و على الرغم من طبيعة الذكر الأكثر عقلانية و الأقل عاطفية، إلا أن حاجاته العاطفية غالبا ما تبقى بدرجة إشباع متدنية، وبالتالى يكون أكثر إقبالا على المشاركة فى (الفيس بوك)، الذى قد يقدم له المزيد من الإشباعات (نظرية الاستخدامات و الإشباعات).
2 .أسباب اجتماعية :
نظرا لطبيعة مجتمعاتنا العربية التى تتسم بالمحافظة، فإن فرص خروج الذكر من بيته و تقضيته أوقاتا طويلة اوقاتا طويلة نسبيا خارج المنزل، أمر مقبول إلي حد ما- الأمر الذى يسهل عليه إمكانية الإشتراك بوقع كموقع (الفيس بوك) و يتيح له الدخول عليه كل يوم ولأوقات معقولة حتى وإن لم يتوفر إشتراك فى الإنترنت فى البيت، فالذكر يستطيع بكل سهولة ويسر أن يذهب لمقاهي الإنترنت المنتشرة فى البلاد العربية وأن يدخل بالتالى إلى الموقع، وبديهى أن هذا الأمر ليس متاحا للفتاة بنفس السهولة، أوحتى بصعوبة قليلة، وبالتالي فإن عدم توفر خدمة الإنترنت فى المنزل - وهذا أمر شائع فى معظم الدول العربية يشكل عائقا أمام مشاركة الفتاة بفعاليات الإنترنت التى يقع على رأسها موقع (الفيس بوك)، فى حين أن هذا الأمر لا يشكل عائقا أمام الذكر، وإن شكل أى نوع من التعويق، فإنه يبقى عائقا أقل تأثيرا مما هو على الإناث بنفس الظروف.
ومن جانب آخر فإنه لا يمكن تجاوز حقيقة أنه لازالت لحد الآن العديد من الأسر العربية التى لاتؤمن بأن تشارك بناتها بموقع كموقع (الفيس بوك)، فهى ترى أن اهتمامات الأنثى لا يجب أن تتعدى الإهتمامات المنزلية، فإما أن تساعد والدتها فى أعمال المنزل و العناية بإخواتها، أو الإهتمام بزوجها والقيام بالمتطلبات المنزلية لبيتها وتربية الأبناء، فى ظل هذه الأجواء يصعب تصور أن تكون الفرص المتاحة أمام الأنثى للمشاركة فى موقع كموقع الفيس بوك مساوية للذكر.
أيضا هنالك نظرة ريبة من انفتاحية موقع (الفيس بوك) عند البعض فى مجتمعاتنا، الأمر الذى يصل ببعض الأسر إلى منع الإناث فيها من المشاركة فى هذا الموقع، كنوع من المحافظة على الأخلاق و العادات و القيم، فى الوقت الذى لا يتم فيه منع الذكور.
3 . وقت الفراغ :
على الرغم من أن مجتمعاتنا تطلب من الذكر بالدرجة الأولى الخروج من المنزل و العمل بهدف تأمين المتطلبات المادية المختلفة للأسرة، و حتى لو لم تم التجاوز و إسقاط مشاركة عدد كبير من النساء فى هذه المهمة فإنه يبقى وفى أغلب الأحيان وقت الفراغ الأكبر فى مجتمعاتنا متوفر للذكر أكثر من الأنثى، إذ أن الوظيفة و العمل خارج المنزل يكون له فى أغلب الأحيان وقت محدود ينتهى بانتهاء ساعات الدوام، أما الأنثى و نتيجة لأنه مطلوب منها مجتمعيا القيام بكل الواجبات المنزلية من طهو و تنظيف و تلبية لمتطلبات باقى أفراد الأسرة، فإنها لا تجد أمامها وقت الفراغ المتاح للذكر، كون طبيعة المهام و الواجبات المطلوبة منها غير محكومة بزمن لإنهائها، و بالتالى فإن فرصة وجود وقت الفراغ الكافى لها للمشاركة فى موقع (الفيس بوك) تكون أقل بالتأكيد من الذكور.
@O_Alota1bi
وقد يعتبر هذا التفاوت من أكثر الدلائل على خصوصيات مجتمعاتنا العربية، وصعوبة الاعتماد بشكل كامل على نتائج الدراسات الغربية، فليس كل ما يحدث عندهم يحدث عندنا و العكس صحيح؛ أى ليس كل ما لا يحدث عندهم لا يحدث عندنا، و حتى لو تم الإتفاق فى بعض المجالات، إلا أنه غابا ما تتفاوت درجات الحدوث فى مجتمعاتهم، فعلى الرغم من ثورة الاتصال و المعلومات، والتواصل الحادث مع تلك المجتمعات فى ظل زمن العولمة الذى نعيشه، فما زالت للمجتمعات العربية خصوصياتها.
وبالعودة إلى تفاوت نسبة الإناث المشاركات بموقع (الفيس بوك) عن الذكور فى الدول العربية عن الدول الغربية، فإنه يمكن تعليل ذلك بعدة أسباب،أهمها :
1 . أسباب عاطفية :
بناء على طبيعة المجتمعات الغربية المتقدمة، التى يطغى عليها الجانب العملى و المنطفى، و بالنظر إلى طبيعة المرأة التى تكون فى العادة أكثر ميلا للعاطفة و الرومانسية، فإن هذا النمط من الحياة العلمية يبدو أنه لا يشبع بالكامل حاجاتها العاطفية، فتسعى لسد حاجاتها من الإشباع العاطفى بالاتجاه لموقع (الفيس بوك).
فى حين أن الوضع فى مجتمعاتنا الشرقية يكون معكوسا، فعلى الرغم من أن النظرة السطحية لهذه المجتمعات الأكثر محافظة تظهر أن مساحة الحرية الممنوحة للأنثى تكون أقل عادة من المساحة لدى الذكر، إلا أن هذا أدى إلى أن تشعر الأنثى الشرقية أنها مرغوبة، و مجرد شعور الأنثى بذلك -حتى ولو لم يكن من حقها الاستجابة- فإنه يشبع مساحة كبيرة من حاجاتها العاطفية، أما الذكر الشرقى، فهو المطلوب منه فى العادة البحث و السعى عن الأنثى التى غالبا ما يفشل فى الوصول إليها، بالتالى فإنه و على الرغم من طبيعة الذكر الأكثر عقلانية و الأقل عاطفية، إلا أن حاجاته العاطفية غالبا ما تبقى بدرجة إشباع متدنية، وبالتالى يكون أكثر إقبالا على المشاركة فى (الفيس بوك)، الذى قد يقدم له المزيد من الإشباعات (نظرية الاستخدامات و الإشباعات).
2 .أسباب اجتماعية :
نظرا لطبيعة مجتمعاتنا العربية التى تتسم بالمحافظة، فإن فرص خروج الذكر من بيته و تقضيته أوقاتا طويلة اوقاتا طويلة نسبيا خارج المنزل، أمر مقبول إلي حد ما- الأمر الذى يسهل عليه إمكانية الإشتراك بوقع كموقع (الفيس بوك) و يتيح له الدخول عليه كل يوم ولأوقات معقولة حتى وإن لم يتوفر إشتراك فى الإنترنت فى البيت، فالذكر يستطيع بكل سهولة ويسر أن يذهب لمقاهي الإنترنت المنتشرة فى البلاد العربية وأن يدخل بالتالى إلى الموقع، وبديهى أن هذا الأمر ليس متاحا للفتاة بنفس السهولة، أوحتى بصعوبة قليلة، وبالتالي فإن عدم توفر خدمة الإنترنت فى المنزل - وهذا أمر شائع فى معظم الدول العربية يشكل عائقا أمام مشاركة الفتاة بفعاليات الإنترنت التى يقع على رأسها موقع (الفيس بوك)، فى حين أن هذا الأمر لا يشكل عائقا أمام الذكر، وإن شكل أى نوع من التعويق، فإنه يبقى عائقا أقل تأثيرا مما هو على الإناث بنفس الظروف.
ومن جانب آخر فإنه لا يمكن تجاوز حقيقة أنه لازالت لحد الآن العديد من الأسر العربية التى لاتؤمن بأن تشارك بناتها بموقع كموقع (الفيس بوك)، فهى ترى أن اهتمامات الأنثى لا يجب أن تتعدى الإهتمامات المنزلية، فإما أن تساعد والدتها فى أعمال المنزل و العناية بإخواتها، أو الإهتمام بزوجها والقيام بالمتطلبات المنزلية لبيتها وتربية الأبناء، فى ظل هذه الأجواء يصعب تصور أن تكون الفرص المتاحة أمام الأنثى للمشاركة فى موقع كموقع الفيس بوك مساوية للذكر.
أيضا هنالك نظرة ريبة من انفتاحية موقع (الفيس بوك) عند البعض فى مجتمعاتنا، الأمر الذى يصل ببعض الأسر إلى منع الإناث فيها من المشاركة فى هذا الموقع، كنوع من المحافظة على الأخلاق و العادات و القيم، فى الوقت الذى لا يتم فيه منع الذكور.
3 . وقت الفراغ :
على الرغم من أن مجتمعاتنا تطلب من الذكر بالدرجة الأولى الخروج من المنزل و العمل بهدف تأمين المتطلبات المادية المختلفة للأسرة، و حتى لو لم تم التجاوز و إسقاط مشاركة عدد كبير من النساء فى هذه المهمة فإنه يبقى وفى أغلب الأحيان وقت الفراغ الأكبر فى مجتمعاتنا متوفر للذكر أكثر من الأنثى، إذ أن الوظيفة و العمل خارج المنزل يكون له فى أغلب الأحيان وقت محدود ينتهى بانتهاء ساعات الدوام، أما الأنثى و نتيجة لأنه مطلوب منها مجتمعيا القيام بكل الواجبات المنزلية من طهو و تنظيف و تلبية لمتطلبات باقى أفراد الأسرة، فإنها لا تجد أمامها وقت الفراغ المتاح للذكر، كون طبيعة المهام و الواجبات المطلوبة منها غير محكومة بزمن لإنهائها، و بالتالى فإن فرصة وجود وقت الفراغ الكافى لها للمشاركة فى موقع (الفيس بوك) تكون أقل بالتأكيد من الذكور.
@O_Alota1bi