×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

أنا البحر .....أنا البحر .....

عندما أزور مدينتي الصغيرة تلك المدينه الهادئه النائمة في أحضان البحر الأحمر ،كان من ضمن جدول زيارتي أن أودع نهار ذلك اليوم على شاطئ البحر حيث أتأمل شمس الأصيل عندما ينعكس شعاعها الذهبي على زرقة الماء ،وهبوب الهواء العليل في هذه اللحظة على محياي كأنها تحفة متصورة في الفضاء.
كنت أتأمل هذا البحر العجيب الذي يحمل جميع متناقضات الكون .
كنت أسأل نفسي لماذا أحب البحر ؟
هل لأتأمل هذة القدرة الربانيه العجيبه التي خلقت البحر ؟
أم أن هذا البحر كبير للغاية بحيث ألقي همومي وألآمي ؟
أم أنظر إلى عظمة هذا المكنون الكبير الذي يحتفظ بكل أسرار الأرض ؟
أم لأني أشبهه بالنفس الإنسانية بما تحمله في جميع جوانبها من هموم والآم وأسرار وأخلاق طيبة وأخلاق سيئة وبكل متناقضات الحياة .
أهي النفس الهادئة الدافئة مثل مياهه،وأمواجه الهادئة وخرير مياهه عندما تضرب أمواجه الشاطئ كهمسات السحر تبعث في نفسي السرور والغبطة.
هل ياترى أنا إنسان عظيم محل ثقة للجميع؟أحتفظ بأسرار الناس ولا أبديها لاأحد ؟ وأخلاقي الداخلية عظيمة كما يحتفظ هذا البحر بالدرر الكامنة في أعماقه .
أم أني غدار مثل هذا البحر ألقي بجيفي وقاذورا تي على الشاطئ ؟
هل قلبي أبيض كما صفاء مائه ؟أم أنه معكر كبقية مياه الأبار؟
هل أنا أبحث عن كل جديد وأحاول وأجتهد لأصل إلى هدفي في هذه الحياة كالغواص الذي يبحث في أعماق البحار حتى يحصل على لؤلؤه أم أنا رجل سطحي يبحث عن القشور وأرضى بالقليل واسير مع الركب وأكون إمعة.
هل أنا هادئ كما عودت نفسي أن أصبح رابط الجأش متماسك بهدوئي عند الغضب ؟
أم أنا عكس ذلك عندما تتحول أمواج البحر إلى الهيجان مع هبوب الرياح .
ثم نظرت إلى أمواجه وراقبتها وتبعت رحلتها ودققت نظري عليها عندما تتلاطم هذه الأمواج وتتكسر على شواطئه .
وتأتي من مسافات بعيدة تبدأ صغيرة ثم تكبر شيئا فشيئا حتى تصبح في قمة نشاطها وعنفوانها وحيويتها حتى تصل إلى الشاطئ وكلما قربت من الشاطئ قل نشاطها وحيويتها ثم تموت إذا وصلت إلى الشاطئ.
فعلمت أن الأمواج مثل رحلة الإنسان يبدأ طفلا وينمو ويكبر ويصبح شاباوفي النهاية يموت .
فأدركت أن الحياة مهما طالت لابد وأن تنتهي وأن لكل شي بداية ونهاية ..فهل نتعلم من هذا البحر ؟؟؟
بواسطة : صدى تبوك
 15  0