منازل خلف الأسوار
عفوا عزيزي الزائر لا تندهش ولا تطيل النظر يمينا ويسارا فأنت في حي الشرق في مدينة تيماء حيث الأسوار الحديدية الممتدة لمسافات من الكيلومترات محيطة بمنازل الكرماء ، وساكني هذا الحي الموغل بزمن النهضة العمرانية الأولى ، أقاموا منازلهم بدعم من صندق التنمية العقاري في بداية إنشائه ، وهذه المنازل وإن كانت بسيطة من حيث التصميم والمساحة إلا أنها تعادل عند أصحابها وأسرهم قصور الجرانيت و الرخام ، عاشوا بها وحافظوا على مايحيط بمنازلهم من آثار متنوعة تشهد بتاريخ أمم سابقة تعاقبت على مدينة تيماء ، وتركوا آثارهم مصادر تاريخية تؤرخ لهم وتؤكد تعاقب الأمم على هذه المدينة الأثرية ، ومع محافظة أهل هذا الحي على مايحيط بهم من آثار طيلة السنوات الماضية إلا أنهم تفاجأوا بإقامة أسوار طويلة حول منازلهم شوهت حيهم بحجة المحافظة على الآثار وبدا الحي كأنه منشأة يحظر الاقتراب منها ، وتعدى أثر هذه الأسوارإلى منع السكان من حرية مشاهدة مايحيط بحيهم والذي جاء مختلفا عن بقية الأحياء الخالية من السياج الحديدي ، ولم تترك هذه الأسوار إلا منافذ بسيطة لأهل الحي ليعبروا منه لقضاء حوائجهم ، وعند سؤال أحدهم عن اسم الحي الذي يقطنه أصبح يكتفي باسم الحي المحاط بالأسوار ، لقد ضايقت هذه الأسوار الحديدية الصغار والكبار وتسببت في إصابات للأطفال نظرا لعبث الصغار بها ومحاولة تسلقها ، وشكلت منظر لا حضاري ولا يتماشى مع جماليات مدننا الحديثة ولا يتفق مع توجهات أمانات وبلديات المدن والتي تؤكد وتحافظ على سلامة وجمال الأحياء ، واليوم يقف جيل الطيبين الكرام وقد انحنت الظهور وقصرت الخطى وشابت الرؤوس واللحى أمام كل مسؤول بالمحافظة والمنطقة مطالبين بالحل السريع والجذري لمشكلة الأسوار الحديدية ليتمتع الحي بالسلامة والواجهة الحضارية المناسبة لأن الاهتمام بالإنسان يأتي أولا في تدوين وتنفيذ الأولويات ، وإن كان لابد من الأسوار فمن المنطقي إخلاء الحي من سكانه بعد اتخاذ مايلزم، ووضع جميع مساحته ومنشآته تحت تصرف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
عفوا عزيزي الزائر لا تندهش ولا تطيل النظر يمينا ويسارا فأنت في حي الشرق في مدينة تيماء حيث الأسوار الحديدية الممتدة لمسافات من الكيلومترات محيطة بمنازل الكرماء ، وساكني هذا الحي الموغل بزمن النهضة العمرانية الأولى ، أقاموا منازلهم بدعم من صندق التنمية العقاري في بداية إنشائه ، وهذه المنازل وإن كانت بسيطة من حيث التصميم والمساحة إلا أنها تعادل عند أصحابها وأسرهم قصور الجرانيت و الرخام ، عاشوا بها وحافظوا على مايحيط بمنازلهم من آثار متنوعة تشهد بتاريخ أمم سابقة تعاقبت على مدينة تيماء ، وتركوا آثارهم مصادر تاريخية تؤرخ لهم وتؤكد تعاقب الأمم على هذه المدينة الأثرية ، ومع محافظة أهل هذا الحي على مايحيط بهم من آثار طيلة السنوات الماضية إلا أنهم تفاجأوا بإقامة أسوار طويلة حول منازلهم شوهت حيهم بحجة المحافظة على الآثار وبدا الحي كأنه منشأة يحظر الاقتراب منها ، وتعدى أثر هذه الأسوارإلى منع السكان من حرية مشاهدة مايحيط بحيهم والذي جاء مختلفا عن بقية الأحياء الخالية من السياج الحديدي ، ولم تترك هذه الأسوار إلا منافذ بسيطة لأهل الحي ليعبروا منه لقضاء حوائجهم ، وعند سؤال أحدهم عن اسم الحي الذي يقطنه أصبح يكتفي باسم الحي المحاط بالأسوار ، لقد ضايقت هذه الأسوار الحديدية الصغار والكبار وتسببت في إصابات للأطفال نظرا لعبث الصغار بها ومحاولة تسلقها ، وشكلت منظر لا حضاري ولا يتماشى مع جماليات مدننا الحديثة ولا يتفق مع توجهات أمانات وبلديات المدن والتي تؤكد وتحافظ على سلامة وجمال الأحياء ، واليوم يقف جيل الطيبين الكرام وقد انحنت الظهور وقصرت الخطى وشابت الرؤوس واللحى أمام كل مسؤول بالمحافظة والمنطقة مطالبين بالحل السريع والجذري لمشكلة الأسوار الحديدية ليتمتع الحي بالسلامة والواجهة الحضارية المناسبة لأن الاهتمام بالإنسان يأتي أولا في تدوين وتنفيذ الأولويات ، وإن كان لابد من الأسوار فمن المنطقي إخلاء الحي من سكانه بعد اتخاذ مايلزم، ووضع جميع مساحته ومنشآته تحت تصرف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك