إلتحق نواف أثناء دراسته في الكلية التقنية بدورة خارجية لأسبوعين ضمت دارسي الرسم المعماري من عدة دول حول العالم .. و خلال الدورة تعرف نواف على كومار وهو من الهند و الذي كان اهتمامه منصباً على توطيد علاقته مع الطلاب من الدول الغنية لأنه ينوي الهجرة خاصةً بعد أن أخبره الدارسون الألمان و اليابانيون بالرواتب التي تعرضها الشركات في دولهم على الرسامين و تملّكه الذهول من ارتفاعها فحرص على تقوية علاقته بهم.
عاد الدارسون لدولهم و أكملوا دراستهم في معاهدهم و كلياتهم، و بعد التخرج تواصل كومار مع زملائه الألمان و اليابانيون بغية الحصول على وظيفة إلا أنه فشل لأن كفاية الرواتب لأبناء تلك البلاد و مناسبتها لدخلهم جعل المنافسة معهم شبه مستحيلة ، فراسل الشركات عارضاً راتب أقل بكثير لكن هيهات له ذلك فهناك عواقب وخيمة لأي شركة توظف أحداً بأقل من الحد الأدنى للرواتب و الذي يناسب المستوى المعيشي للمواطن لا الوافد.
و بعد سنة من المعاناة تذكّر كومار زميله السعودي الذي كان التواصل معه مقتصراً على الفيسبوك و كل معلوماته عنه أنه تخرج منذ أكثر من سنة و لم يجد وظيفة، ورَدَ اتصاله لنواف بينما كان يوصّل ركابا من المطار حيث أصبح كداداً غير نظامي في المطار مثل كثير من الشباب السعودي، شرح كومار لزميله معاناته فبشّره نواف أنه لا يوجد حد أدنى للأجور في المملكة و زوّده بأسماء و مواقع شركات تعرض عليه راتب 1500 ريال سعودي، طبعاً هذا الراتب لا يكفي لغسيل ملابس نواف و بنزين سيارته لكن كومار أخرج آلة حاسبة و أخذ يحسبها فوجد أن هذا الراتب مجدي معه.
بعد أسابيع استقبل نواف في المطار زميله الهندي و الذي حضر لمباشرة عمله الجديد في السعودية ، و في الطريق إلى مقر شركته سأل نواف كومار عن باقي زملاءه بالدورة كونه متواصل معهم فأخرج له قائمة بأسمائهم ومقابل كل واحد منهم إسم الشركة التي توظّف فيها ما عدا نواف الذي كُتِب في خانته ( عاطل). نظر الشاب السعودي إلى القائمة و ضحك بألم، و بعد أن ودّع كومار عند شركته مضى نواف في حال سبيله باحثاُ عن ركاب آخرين.
جسّدت هذه الكوميديا الواقعية معاناة الشباب السعودي الذي تُرِك مكشوفاً بينما يتمتّع نظراؤه في بقية الدول المتحضرة بحماية السلطات الرقابية و التنظيمية المنظمة لسوق العمل.
ينظر السياح الخليجيون في أوربا بدهشة و ذهول لعامل النظافة الأشقر الأوروبي و هو يعمل بكل جد و سعادة ، فهم تعودوا أن يروا العامل الوافد في مثل هذه المهن . تكمن سعادة ذلك العامل في كفاية الأجر الذي يحصل عليه ليعيش حياة كريمة هو و عائلته .. و لو لم تحمه سلطات العمل في بلده تشريعياً و رقابياً لما حلم بهذه الوظيفة في ظل رضا العمالة الوافدة بربع راتبه.. هذا فيما يخص عمال النظافة ( على جلالة قدرهم ) فما بالك بالرسامين المعماريين و مراقبي الإنشاءات أمثال نواف .. ولو لم تحمِ الدول المتقدمة أبناءها لاكتسحتها أفواج العمالة الوافدة التي تجاوزت في المملكة حتى الآن 10 ملايين.
و طالما استمرّت وزارة العمل لدينا على هذا النهج فستستمر معاناة نواف و أمثاله السعوديين و سينعم بالوظائف كومار و إخوانه الوافدون.
عاد الدارسون لدولهم و أكملوا دراستهم في معاهدهم و كلياتهم، و بعد التخرج تواصل كومار مع زملائه الألمان و اليابانيون بغية الحصول على وظيفة إلا أنه فشل لأن كفاية الرواتب لأبناء تلك البلاد و مناسبتها لدخلهم جعل المنافسة معهم شبه مستحيلة ، فراسل الشركات عارضاً راتب أقل بكثير لكن هيهات له ذلك فهناك عواقب وخيمة لأي شركة توظف أحداً بأقل من الحد الأدنى للرواتب و الذي يناسب المستوى المعيشي للمواطن لا الوافد.
و بعد سنة من المعاناة تذكّر كومار زميله السعودي الذي كان التواصل معه مقتصراً على الفيسبوك و كل معلوماته عنه أنه تخرج منذ أكثر من سنة و لم يجد وظيفة، ورَدَ اتصاله لنواف بينما كان يوصّل ركابا من المطار حيث أصبح كداداً غير نظامي في المطار مثل كثير من الشباب السعودي، شرح كومار لزميله معاناته فبشّره نواف أنه لا يوجد حد أدنى للأجور في المملكة و زوّده بأسماء و مواقع شركات تعرض عليه راتب 1500 ريال سعودي، طبعاً هذا الراتب لا يكفي لغسيل ملابس نواف و بنزين سيارته لكن كومار أخرج آلة حاسبة و أخذ يحسبها فوجد أن هذا الراتب مجدي معه.
بعد أسابيع استقبل نواف في المطار زميله الهندي و الذي حضر لمباشرة عمله الجديد في السعودية ، و في الطريق إلى مقر شركته سأل نواف كومار عن باقي زملاءه بالدورة كونه متواصل معهم فأخرج له قائمة بأسمائهم ومقابل كل واحد منهم إسم الشركة التي توظّف فيها ما عدا نواف الذي كُتِب في خانته ( عاطل). نظر الشاب السعودي إلى القائمة و ضحك بألم، و بعد أن ودّع كومار عند شركته مضى نواف في حال سبيله باحثاُ عن ركاب آخرين.
جسّدت هذه الكوميديا الواقعية معاناة الشباب السعودي الذي تُرِك مكشوفاً بينما يتمتّع نظراؤه في بقية الدول المتحضرة بحماية السلطات الرقابية و التنظيمية المنظمة لسوق العمل.
ينظر السياح الخليجيون في أوربا بدهشة و ذهول لعامل النظافة الأشقر الأوروبي و هو يعمل بكل جد و سعادة ، فهم تعودوا أن يروا العامل الوافد في مثل هذه المهن . تكمن سعادة ذلك العامل في كفاية الأجر الذي يحصل عليه ليعيش حياة كريمة هو و عائلته .. و لو لم تحمه سلطات العمل في بلده تشريعياً و رقابياً لما حلم بهذه الوظيفة في ظل رضا العمالة الوافدة بربع راتبه.. هذا فيما يخص عمال النظافة ( على جلالة قدرهم ) فما بالك بالرسامين المعماريين و مراقبي الإنشاءات أمثال نواف .. ولو لم تحمِ الدول المتقدمة أبناءها لاكتسحتها أفواج العمالة الوافدة التي تجاوزت في المملكة حتى الآن 10 ملايين.
و طالما استمرّت وزارة العمل لدينا على هذا النهج فستستمر معاناة نواف و أمثاله السعوديين و سينعم بالوظائف كومار و إخوانه الوافدون.