الخواء الفكري هو خلو العقل والفكر من الثقافة المفيدة حيث هي الكل المعقد الذي يتضمن المعرفة ، والدين ، والعقائد، والعادات ، والقوانين ، والأخلاق مما يجعل الإنسان عرضة للتأثر بأي فكر وأي منهج بغض النظر عن مضمونه وصحته ، والبناء الفكري بناء مكتملا حيث إنه يشبه عملا جماعيا لتشييد بناء ضخم دون الإتفاق بين البنائين الجميع يشارك في تصدير الأفكار إليه بشكل أو بآخر ، وقد قال الإمام علي رضي الله عنه ( لاتعلموا أبنائكم عاداتكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ) . إنها حكمة بالغة حيث أن المفاهيم الجديدة للفكر التي يؤمن بها المنطق الحديث هي مفهوم الحركة والتطور فكل شيء في هذا الكون يتطور من حال إلى حال ولا راد لتطوره ، والمجتمعات البشريه تمر اليوم بمرحلة إنتقالية قاسية ويعانون منها آلاماكثيرة ، والإنسان لاينمو عقله وفكره إلا في حدود القالب الذي يصنعه المجتمع له ، ومن مزايا العصر الذي نعيشه هو أن الحقيقة المطلقة مغيبة وحل محلها سلطان النسبية ، وتعد حالة الخواء الفكري الذي يعيشه قطاع كبير من المجتمع ظاهرة خطيرة جدا لأنه قاتل وهنا تكمن الخطورة حيث يواجه الشباب خواء فكريا بسبب عدة عوامل تفترق وتجتمع في الحالة الواحدة وتتنوع أسبابه بين عوامل عامة وخاصة مثل انتشار البطالة ، والانصراف عن العلم ، وتفشي ظاهرة الجهل وهنا يسود المجتمع خليط من الأفكار الضالة والخرافات ، والتصورات والعادات الوافدة ، ومن شأن أي مجتمع يعاني من الخواء الفكري أن يغدو هدفا لمطامع أولي الدعوات الهدامة ، والشباب هم عدة الأمة وصورتها المستقبلية ويشكلون شريحة عريضة في المجتمع ، ومرحلة الشباب مرحلة انصياع ، وطاعه ، وتلغى صياغة القيم والآفكار نقلا عن الآخرين ، إ نها مرحلة تشبه الصفحة البيضاء التي يتنافس الجميع على الكتابةفيها ، وحيث أن الشباب هم عصب المجتمع وحركته الديناميكية ومن يكسبهم ويؤثر فيهم يؤثر على المجتمع برمته فهم أسرع تأثرا بالأفكاروالقيم والممارسات الوافدة والإتجاهات السلوكية وأساليب الاستهلاك ، ومن المؤكد أن الفراغ الذي يعيشه الشباب نتيجة الفشل الدراسي أو عدم إتمام الدراسة وعدم توفر فرص العمل ، والظروف الاقتصادية سبب مباشر لحدوث الخواء الفكري لديهم وهنا تكمن الخطورة على الشبيبة وحياتهم إذا لم تكن البنى العلمية والمنهجة الاسلامية قويه في المجتمع .
والإنسان الذي يعاني من الخواء الفكري يكون سريع التأثر بأفكار الآخرين عندما يكون عرض الفكر قويا وجذابا حتى لو كان الفكر ضالا ، وخير مثال مواقع الإنترنت التي تحمل آلاف الآراء والأفكار التي ربما ينتج عنها خواء فكري يغري الإنسان على إتباع منهج يخالف سلوكه وتطلعاته النبيلة ومثله العليا ، والإنسان الخاوي فكريا يعاني من عدم وجود مرجعية علمية يمكن الرجوع لها عند الحاجة ، لأن التعليم الجاف محراث سئ يؤدي الى نزف العقول ملكاتها واهدار الالباب لطاقاتها وعلى المدى البعيد يصبح العقل كالأرض الجرز ، ويمكن الاستدلال على حالة الخواء الفكري لديه من خلال سطحية النقاش ، وطريقة عرض الأفكار ، وعدم الموضوعية في تناول الأحداث المهمة ، وفقدان الرؤية العلمية ، وضبابية المنهج في الحياة ، وعدم التمييز بين النافع والضار ، وكثرة التنقل من عقيدة الى آخرى دون تمحيص.
وفي ظل تنامي وازدهار وسائل الإتصال الخارجية من وسائط مرئية ومسموعة فقد اصبحت مربي له أثره في سلوك الشباب وممارساتهم اليومية من عدم الاستقامة ، وتقليد كل ماهو غربي ، والتحلي بالصفات الضارة والهدامة ، حيث سائر المشاكل تعود للفكر بالنسبة للفرد والامه وقد حذر مالك ابن نبي من خطورة الفكر وبالذات الافكار الميته الموروثة عن السلف والافكار القاتلة المميته المستورده من الغرب والافكار المخذولة وحيث ان صرف الانسان عمره في غمار المشاعر السلبية والسيئة عذاب لايطاق من جهة ودناءة من جهة اخرى.
فلابد من مواجهة هذا المد التقني الجارف بدور مجتمعي فاعل وقوي في توجيه الشباب ومراقبتهم من خلال مؤسسات المجتمع التي تتميز في سعة دائرتها وأهمية موقعها في حياة كل فرد ومستقبله كالأسرة ، المدرسة ، الجامعة ، والمسجد والاصدقاء والجيران وهذه المؤسسات تعتبر قاعدة تحصين للوقاية من الخواء الفكري ، ناهيك عن الدور المهم للاعلام الذي قد يساوي أو يفوق ماسبق ذكره ، ولقد كان أول اسم لوزارة الإعلام هو ( وزارة الإرشاد ) وهذا اعتراف صريح بالرسالة الأساسية لوزارة الإعلام .
إن الخواء والفوضى الفكرية هي التي تجعل الفكر البشري يتمردعلى التقاليد ، والإنسان إذا كسر تقليد واحد فلابد أن يأتيه يوم يكسر فيه جميع التقاليد مستفيدا من جهة ومتضررا من جهات آخرى ،والفكر سلاح ذو حدين فيمكن ان ان يكون اداة للبنا ويمكن ان يكون وسيلة للدمار وحريا بنا فحص مصادر المعرفة التي توجهنا وان نتدبر فعلها في مشاعرنا وافكارنا والانسان اليوم حيثيته بأفكاره وسيكون غده حيث تأخذه افكاره واستئصال الانسان لما بين جوانحه من آفات وتنقية الفكر من الشوائب تمنحه الاجنحة التي يجوب بها الافاق ويحلق بها في سماء المعالي ويقطف المكارم ويعانق المفاخر بعيدا عن التخندق الاعمى والمسلمات المسبقة.
عضو مجلس المنطقة اللواء المتقاعد
عبدالله بن كريم بن عطية
والإنسان الذي يعاني من الخواء الفكري يكون سريع التأثر بأفكار الآخرين عندما يكون عرض الفكر قويا وجذابا حتى لو كان الفكر ضالا ، وخير مثال مواقع الإنترنت التي تحمل آلاف الآراء والأفكار التي ربما ينتج عنها خواء فكري يغري الإنسان على إتباع منهج يخالف سلوكه وتطلعاته النبيلة ومثله العليا ، والإنسان الخاوي فكريا يعاني من عدم وجود مرجعية علمية يمكن الرجوع لها عند الحاجة ، لأن التعليم الجاف محراث سئ يؤدي الى نزف العقول ملكاتها واهدار الالباب لطاقاتها وعلى المدى البعيد يصبح العقل كالأرض الجرز ، ويمكن الاستدلال على حالة الخواء الفكري لديه من خلال سطحية النقاش ، وطريقة عرض الأفكار ، وعدم الموضوعية في تناول الأحداث المهمة ، وفقدان الرؤية العلمية ، وضبابية المنهج في الحياة ، وعدم التمييز بين النافع والضار ، وكثرة التنقل من عقيدة الى آخرى دون تمحيص.
وفي ظل تنامي وازدهار وسائل الإتصال الخارجية من وسائط مرئية ومسموعة فقد اصبحت مربي له أثره في سلوك الشباب وممارساتهم اليومية من عدم الاستقامة ، وتقليد كل ماهو غربي ، والتحلي بالصفات الضارة والهدامة ، حيث سائر المشاكل تعود للفكر بالنسبة للفرد والامه وقد حذر مالك ابن نبي من خطورة الفكر وبالذات الافكار الميته الموروثة عن السلف والافكار القاتلة المميته المستورده من الغرب والافكار المخذولة وحيث ان صرف الانسان عمره في غمار المشاعر السلبية والسيئة عذاب لايطاق من جهة ودناءة من جهة اخرى.
فلابد من مواجهة هذا المد التقني الجارف بدور مجتمعي فاعل وقوي في توجيه الشباب ومراقبتهم من خلال مؤسسات المجتمع التي تتميز في سعة دائرتها وأهمية موقعها في حياة كل فرد ومستقبله كالأسرة ، المدرسة ، الجامعة ، والمسجد والاصدقاء والجيران وهذه المؤسسات تعتبر قاعدة تحصين للوقاية من الخواء الفكري ، ناهيك عن الدور المهم للاعلام الذي قد يساوي أو يفوق ماسبق ذكره ، ولقد كان أول اسم لوزارة الإعلام هو ( وزارة الإرشاد ) وهذا اعتراف صريح بالرسالة الأساسية لوزارة الإعلام .
إن الخواء والفوضى الفكرية هي التي تجعل الفكر البشري يتمردعلى التقاليد ، والإنسان إذا كسر تقليد واحد فلابد أن يأتيه يوم يكسر فيه جميع التقاليد مستفيدا من جهة ومتضررا من جهات آخرى ،والفكر سلاح ذو حدين فيمكن ان ان يكون اداة للبنا ويمكن ان يكون وسيلة للدمار وحريا بنا فحص مصادر المعرفة التي توجهنا وان نتدبر فعلها في مشاعرنا وافكارنا والانسان اليوم حيثيته بأفكاره وسيكون غده حيث تأخذه افكاره واستئصال الانسان لما بين جوانحه من آفات وتنقية الفكر من الشوائب تمنحه الاجنحة التي يجوب بها الافاق ويحلق بها في سماء المعالي ويقطف المكارم ويعانق المفاخر بعيدا عن التخندق الاعمى والمسلمات المسبقة.
عضو مجلس المنطقة اللواء المتقاعد
عبدالله بن كريم بن عطية