عقول معطلة!

نورة الرواضين

عندما يتناقل الجميع ذات الإشاعات دون أدنى شعور بالخزي أو التردد، عندما يجترون كل جديد ذما وتحريما ثم استهلاكا مجنونا مخجلا ،عندما تكون أحكامهم ما بين خطأ محض و صواب محض اعتماد على معلومات تبدو منطقية لمن لم يقرأ سوى الكم اللازم للحصول على شهادته وممارسة عمله.

عندما لا يكون هناك فرق في ذلك بين ذوي الشهادات العليا وغيرهم لا نستغرب ما ذكر في دراسة حديثة من أن خريجي الهندسة والطب والتخصصات العلمية هم الأكثر انضماما للجماعات الإرهابية.

لذلك علينا أن نسأل أنفسنا لم لا يحب هؤلاء الحياة ؟ يكفرون آبائهم
وأمهاتهم ، يفاجئون أقاربهم ويردونهم قتلى رغم التوسلات ، يرتدون أحزمة ناسفة ويقتلون الناس في لحظات تعبد،يحرمون على الآخرين تفاصيلهم الجميلة، ينساقون لذلك عوضا عن ما قضوا نصف أعمارهم في تعلمه لإعمار الأرض.

الجهل يفقد الحياة توازنها ويعطلها ، ذلك الجهل الذي يختبأ خلف تحصيل عال و شهادة عليا ، الجهل الذي لا يمحوه سوى الخروج من النظرة للحياة كمعادلة رياضية ذات حل صحيح وحيد،النجاة من ذلك التعطل بقراءة حقيقية تسمح بتقبل اختلاف الآخرين ، من خلال النظرة العميقة للإنسان بعيدا عن نظريات المؤامرة ، من الإيمان بأحقية الآخر بالاختلاف الذي لا يهدد ك إلا بمقدار جهله، والذي تكون أنت طرف فيه بجهلك المستتر عن كون الحياة تتسع للجميع.

لننقذنا جميعا بكسر القوالب الجاهزة ،لنفسح المجال للتنفس ، لرؤية الجمال من حولنا ،لنسمح بالاختلاف لنعيش ، لننشر المحبة لنبقى.