تناقشت مع أحد الزملاء عن خططنا في المستقبل و أنني أرغب في التقاعد المبكر لأن الوظيفة الحكومية متعبة و تسبب الملل القاتل مع مرور الوقت فسألني عن خططي بعد ذلك و أخبرته بأنني سأفتتح مشروعاً تجارياً و لكنه فاجأني بأني لن أنجح لأن من لم يغتني و هو شاب فلن يغتني إذا تجاوز الأربعين و هنا لم أستطع إلا السكوت لأني لم أصل الأربعين بعد و لم أبدأ مشروعاً في حياتي فليس لي حجة و كان سينقلب الحوار إلى جدل عقيم فآثرت السكوت. بعد فترة من هذا النقاش قرأت كتاباً بعنوان (داغستان بلدي) للروائي رسول حمزتوف و ذكر فيه أن أهل داغستان يقولون بما معناه أنك إذا لم تصبح حكيماً قبل الثلاثين و غنياً قبل الأربعين فلن تنال ذلك، هنا حقيقة شعرت بقليل من اليأس و بأني أعاكس سنة كونية أو حكمة عالمية وصل لها الناس قبلي و مع ذلك ضللت غير مقتنع بهذه الفكرة و بقي شيء في نفسي منها.
بعد فترة ليست باليسيرة قرأت كتاباً بعنوان (جسد لا يشيخ و عقل لا يحده زمن) للكاتب ديباك شوبرا و الذي فتح لي أفاقاً جديدة لما فيه من أفكار تجعلك تتأمل في طريقة تعاملنا مع الحياة و ما هي نظرتنا لتقدمنا بالعمر. يذكر الكتاب كيف أن الشعوب التي يكثر فيها المعمرون تسمي سن الخمسين الولادة الثانية، أي أنك تولد من جديد بأفكار و حكمة و نشاط !! أعتقد أن هذا ما يدفعنا نحن العرب مثلاً و بدون أن نشعر إلى الزواج مجدداً و يدفع الأوروبي إلى اقتناء سيارة رياضية و مثل ذلك من التصرفات التي تجعلنا نقول عن فلان أنه يتشبب أو يجدد عمره و لكن فكرة المجتمع عن التقدم في العمر هي ما تطفىء هذا الوهج و تقتله في بدايته فبدلاً أن يعيش الانسان مائة عام بصحة و سعادة يموت و هو لم يتجاوز السبعين و هو يعاني من أمراض لا حصر لها. الفكرة السائدة أننا بعد الخمسين تنهار قوانا ليست خاصة بمجتمعنا و لكنها عالمية و يذكر مؤلف الكتاب الكثير من القصص عن أناس عاشوا بعد التقاعد تماماً كما عاش اباؤهم و كيف أنهم أصابتهم نفس الأمراض!! .. قد يسأل البعض كيف تريد أن نُعمِّر حتى المائة و أعمار الأمة بين الستين و السبعين كما ورد في الحديث؟! الإجابة المفاجئة أن أشهر مدينة بعدد المعمرين في العالم هي Abkhasia في روسيا و عدد كبير منهم من المسلمين. نعم لقد أعطانا الحديث فكرة عن متوسط الأعمار و لكنه لم ينفي فكرة طول العمر بل دعونا لا ننسى أن النبي ﷺ دعا لأنس بن مالك رضي الله عنه بطول العمر حتى أنه تجاوز التسعين.
الكتاب قيم جداً و يحمل أفكاراً رائعة يصعب إختزالها في مقال بسيط و لكني أنصح بقرائته خصوصاً أن أجسادنا تتأثر بأفكارنا بشكل كبير. الهم يقصر العمر كما يقال و من عاش خال البال معتقداً أن الحيوية في القلب فإن صحته أفضل ممن ظن أن وصوله للأربيعن هي بداية هرمه و عجزه و الأمثلة في حياتنا كثيرة لهذين المثالين و لا داعي لذكرهما. نحتاج أحياناً أن نطلع على ثقافات أخرى و أن لا نعيش كما يريدنا المجتمع مقيدين بأفكار لم نستنتجها نحن و لكنها زرعت فينا منذ الصغر. تخيلوا ماذا سيحصل لو أني لم أخوض ذاك النقاش مع زميلي و لم أقرأ تلك الكتب؟! أعتقد أنني كنت سأبقى في وظيفتي و سأهرم إذا أحيانا الله بالطريقة التقليدية، لا؟!!
بعد فترة ليست باليسيرة قرأت كتاباً بعنوان (جسد لا يشيخ و عقل لا يحده زمن) للكاتب ديباك شوبرا و الذي فتح لي أفاقاً جديدة لما فيه من أفكار تجعلك تتأمل في طريقة تعاملنا مع الحياة و ما هي نظرتنا لتقدمنا بالعمر. يذكر الكتاب كيف أن الشعوب التي يكثر فيها المعمرون تسمي سن الخمسين الولادة الثانية، أي أنك تولد من جديد بأفكار و حكمة و نشاط !! أعتقد أن هذا ما يدفعنا نحن العرب مثلاً و بدون أن نشعر إلى الزواج مجدداً و يدفع الأوروبي إلى اقتناء سيارة رياضية و مثل ذلك من التصرفات التي تجعلنا نقول عن فلان أنه يتشبب أو يجدد عمره و لكن فكرة المجتمع عن التقدم في العمر هي ما تطفىء هذا الوهج و تقتله في بدايته فبدلاً أن يعيش الانسان مائة عام بصحة و سعادة يموت و هو لم يتجاوز السبعين و هو يعاني من أمراض لا حصر لها. الفكرة السائدة أننا بعد الخمسين تنهار قوانا ليست خاصة بمجتمعنا و لكنها عالمية و يذكر مؤلف الكتاب الكثير من القصص عن أناس عاشوا بعد التقاعد تماماً كما عاش اباؤهم و كيف أنهم أصابتهم نفس الأمراض!! .. قد يسأل البعض كيف تريد أن نُعمِّر حتى المائة و أعمار الأمة بين الستين و السبعين كما ورد في الحديث؟! الإجابة المفاجئة أن أشهر مدينة بعدد المعمرين في العالم هي Abkhasia في روسيا و عدد كبير منهم من المسلمين. نعم لقد أعطانا الحديث فكرة عن متوسط الأعمار و لكنه لم ينفي فكرة طول العمر بل دعونا لا ننسى أن النبي ﷺ دعا لأنس بن مالك رضي الله عنه بطول العمر حتى أنه تجاوز التسعين.
الكتاب قيم جداً و يحمل أفكاراً رائعة يصعب إختزالها في مقال بسيط و لكني أنصح بقرائته خصوصاً أن أجسادنا تتأثر بأفكارنا بشكل كبير. الهم يقصر العمر كما يقال و من عاش خال البال معتقداً أن الحيوية في القلب فإن صحته أفضل ممن ظن أن وصوله للأربيعن هي بداية هرمه و عجزه و الأمثلة في حياتنا كثيرة لهذين المثالين و لا داعي لذكرهما. نحتاج أحياناً أن نطلع على ثقافات أخرى و أن لا نعيش كما يريدنا المجتمع مقيدين بأفكار لم نستنتجها نحن و لكنها زرعت فينا منذ الصغر. تخيلوا ماذا سيحصل لو أني لم أخوض ذاك النقاش مع زميلي و لم أقرأ تلك الكتب؟! أعتقد أنني كنت سأبقى في وظيفتي و سأهرم إذا أحيانا الله بالطريقة التقليدية، لا؟!!