يُحكى أن أهل قرية نائية كانوا يعانون الأمرّين في توفير ملابس لهم و لأطفالهم لعدم وجود حائك في قريتهم البعيدة المنعزلة.. و فجأة تحسّن حالهم بعد أن حل عليهم حائك فتح محلاً بالقرية و وفَّر لهم كل ما يحتاجونه من ملابس و عاشوا معه ردحاُ من الزمن في بحبوحة و ( كشخة ) في اللبس و المظهر.. لكن الحائك الوحيد تعرض بعد زمن لضائقة مالية شديدة أجبرته على خفض جودة الملابس فأدى ذلك لسخط أهالي القرية و صياحهم المتكرر عليه.. فذهب شاكيا إلى مختار القرية الحكيم الذي نصحه بردّ أراحه و أسكت عنه كل متبرّم... و هو ( لو مش عاجبك إقلع ).. و هذا ما حصل فبمجرّد أن يسمعها أي معترض ساخط من الأهالي ( يبلع العافية ) و يسكت.
تذكرت تلك القصة عندما كنت في أحد المجالس و حديث الساعة وقتها تخفيض البدلات و الرواتب و صاح أحد الجالسين معترضاُ على حسم ألفي ريال من راتبه البالغ 12 ألفاً و إنه يفكر في ترك العمل فسألته أن يجيبني بكل صراحة و صدق على سؤال و طلبت منه أن يفكر جيداً قبل الإجابة.. ماذا لو خفضت الحكومة راتبك من عشرة آلاف حاليأ إلى أربعة و أعطتك الخيار بين ترك العمل أو الإستمرار؟!!.. فكَّر صاحبي قليلاً ثم أطرق برأسه قائلا بامتعاض إنه سيستمر بالعمل لأنه ببساطة لا خيار أمامه.. أعدت السؤال لكل الحاضرين الساخطين و كانوا من وظائف مختلفة فأجابوا جميعا بألم و حرقة نفس إجابته.. فأدركت حينها كم كان حكيماً مختار تلك القرية.. فعلاً ( لو مش عاجبك إقلع).. و لا أشك أن حكمته باتت تنهل منها كبرى الشركات الاستشارية في العالم و على رأسها بالطبع ( ماكينزي )..
تذكرت تلك القصة عندما كنت في أحد المجالس و حديث الساعة وقتها تخفيض البدلات و الرواتب و صاح أحد الجالسين معترضاُ على حسم ألفي ريال من راتبه البالغ 12 ألفاً و إنه يفكر في ترك العمل فسألته أن يجيبني بكل صراحة و صدق على سؤال و طلبت منه أن يفكر جيداً قبل الإجابة.. ماذا لو خفضت الحكومة راتبك من عشرة آلاف حاليأ إلى أربعة و أعطتك الخيار بين ترك العمل أو الإستمرار؟!!.. فكَّر صاحبي قليلاً ثم أطرق برأسه قائلا بامتعاض إنه سيستمر بالعمل لأنه ببساطة لا خيار أمامه.. أعدت السؤال لكل الحاضرين الساخطين و كانوا من وظائف مختلفة فأجابوا جميعا بألم و حرقة نفس إجابته.. فأدركت حينها كم كان حكيماً مختار تلك القرية.. فعلاً ( لو مش عاجبك إقلع).. و لا أشك أن حكمته باتت تنهل منها كبرى الشركات الاستشارية في العالم و على رأسها بالطبع ( ماكينزي )..