في مثل هذا الزمن الفوضوي الذي تعيشه المنطقة العربية حيث الأوضاع مقلوبة رأس على عقب ، والمنطقة بأسرها واقعة على خط الزلازل السياسية سواء بالإستهداف الخارجي أو بالعوامل الداخلية أو بكلاهما. واللعبة الخارجية التي تتربص بدول الخليج كبيرة وخطرة ، والمتغيرات فيها تتجه إلى الأسوأ ، حيث الخليج مهدد عبر الحرب الناعمة ، والأدوات الداخلية القابلة للشراء ، وخيانة الأوطان مقابل المال والشهرة.
الخليج العربي يحيط به سياج ثقيل من دول إقليمية ( ايران ـ اسرائيل ـ تركيا ) وهيمنة عالمية من الولايات المتحدة وروسيا ، وكل من هذه الدول لديه مشاريع مستقبليه سياسية واستراتيجية ، وهذه الدول تريد استنساخ تجاربها التوسعية ومطامعها في هذا الخليج ، ايران ومشروعها الصفوي ، وإسرائيل وأحلام إسرائيل الكبرى ، وتركيا وأمجاد الماضي العثماني ، وأمريكا ومشروع الألفية الجديدة.
إن أكاديميات التغير مرتبطة إرتباط شرطيا بالاستراتيجية الخارجية لأمريكا تجاه دول الخليج حيث تم إختراع الوعي السني بعد الوعي الشيعي في الخليج حسب شعارات ومخططات أمريكا لإسقاط الأنظمة وهو أخطر مايواجه هذه الدول قاطبة دون استثناء ، حتى الدول التي تعتبر نفسها محصنة ، فالمستقبل الإسقاطي والتقسيمي الذي تريده أمريكا وتحت وهم الحصانه سوف يطالها.
فأمريكا لامباديء لها ولاقيم ولا صداقة إلا مصالحها الذاتية والإستراتيجية ، واستخدام الآخريين أدوات سرعان مايتم التخلي عنه بعد إنجاز الهدف من استخدامهم سواء كانوا افرادا أو دولا ، فأمريكا من أسقط صدام حسين وسلم العراق لايران ، وأمريكا من ترك حزب الله يسيطر على لبنان ، وهي من أبقى على بشار الأسد في سوريا ، وأمريكا هي التي سمحت للحوثي بأن يتغلغل في اليمن وسلمت له قاعدة العند سابقا، وأمريكا من وقف علنا مع الشيعة في البحرين ، وهي من افرج عن مليارات إيران وهي كذلك من أوجد داعش في المنطقه العربية.
ورغم الخيارات المفتوحة أمام دول الخليج إلا إن أمريكا تخفي ترتيبات مشبوهة يجري اعدادها خلف الكواليس ، حيث تكريس الأوضاع التي سوف تحول المنطقة إلى قنابل موقوته ، والتطورات الميدانية والسياسية تثبت بأن أمريكا لاتعبأ بالحلفاء التقليديين بل تريد توريطهم والعصف بمصالحهم العليا ، فمثلا تقيم المؤتمرات والأنشطة والتوجيهات والإمدادات لتصب مباشرة في خدمة المشروع الأمريكي الإيراني لاختراق وخلخلة الأوضاع في دول الخليج ، وغسل أدمغة الشباب من كافة الطوائف ، وتدريبهم للعمل كخلايا نشطة مستترة خلف منتديات أو تجمعات أهلية تنشط في مختلف المجلات، والتواصل الالكتروني لبث أفكارها وحشد الشباب تحت الشعارات البراقة التي تعمل عليها مثل الاصلاح ، الديموقراطية ، الحرية ، وحقوق الانسان ،فيما الهدف الحقيقي هو اسقاط الأنظمة.
إن دول الخليج كافة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بصفتها العمود الفقري للمجلس تواجه مشكلة الأمن الوطني والأمن الخليجي وكل مايدخل تحت مظلة هذين المجالين من مفردات وعناوين سياسية ، واقتصادية ، وثقافية ، واجتماعية ، وإن أي خلافات أو تواطئات مريبة من قبل أحد الأطراف أو بعض دوله ستؤدي بمصير المنظومة الى التهلكة والذوبان ،واللعبة الخارجية وماتضمر من سناريوهات يسيران وفق هذا الخط التقسيمي الخطر مهما تكن التطمينات كإجراء وقائي ، ومن الواضح أن أمريكا ستبقى على اللعبة ذاتها في الصراعات الداخلية والاقليمية وعقدتها الاساسيةالتي تدور في محاور الخبث الأمريكي حولها وهي إبقاء دول الخليج في إطار المتغيرات على صفيح ساخن وعلى كف عفريت أمريكي وآخر إيراني.
إن الآزمة التي تمر بها المنطقة لم تكن حدثا عابرا في تاريخ أمتنا بل حفرت في الوجدان أنهارا من الحزن والمرارة ، حيث حالة من اللاوعي والعبث تخللت بعض فصولها وإن كانت فصولا آخرى قد أخرجت بعناية فائقة بين عشية وضحاها سقطت من الآعالي عواصم الخلافة ( بغداد ، دمشق ) التي كانت مرآة الأمة وحصونهاالشاهقة.
ليس مهم حجم التضليل الذي مارسته قوى الشر ولكن الخطر هو ذلك السقوط الذريع لكل الارث التاريخي الذي عاش أجيالنا أسرى له سنوات عديدة ، إنها محنة العصر تلك التي دفعت بشريحة غير محدودة من الدول العربية إلى أن تضعف وتتدثر بالحماية الأمريكية ضاربة بعرض الحائط بكافة تعاليم الإسلام التي تحض على الأعداد متعللة في ذلك ببعض المصالح الأنانية والرؤى القاصرة التي آثرت خلط الأوراق ، لكن التاريخ له حساب عسير وسوف تلون صفحاته ولاشك بالسواد كل الشعارات المخادعة.
إن الأزمة في المنطقة أضحت كحد السيف ، وقد بات الخروج منها مستحيلا هكذا أصبح الخليج في مأزق لايحسد عليه ، ومن هنا فإن المكاشفة أضحت أمرا لامفر منه ، كم هو مفجع أن نلوذ بأعداء الماضي والحاضر والمستقبل الذين أخبرنا عنهم الله عزوجل في قوله(" ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم" )
فمنذ متى أصبحت أمريكا والغرب المخادع حلفاء الصهيونية ، أصدقاء؟وهل يقتنع عاقل أن تتحول أمريكا إلى مدافع عن الشرعية العربية ، شرعية من ؟ولصالح من ؟ وضد من ؟
عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد/ عبدالله بن كريم بن عطية
الخليج العربي يحيط به سياج ثقيل من دول إقليمية ( ايران ـ اسرائيل ـ تركيا ) وهيمنة عالمية من الولايات المتحدة وروسيا ، وكل من هذه الدول لديه مشاريع مستقبليه سياسية واستراتيجية ، وهذه الدول تريد استنساخ تجاربها التوسعية ومطامعها في هذا الخليج ، ايران ومشروعها الصفوي ، وإسرائيل وأحلام إسرائيل الكبرى ، وتركيا وأمجاد الماضي العثماني ، وأمريكا ومشروع الألفية الجديدة.
إن أكاديميات التغير مرتبطة إرتباط شرطيا بالاستراتيجية الخارجية لأمريكا تجاه دول الخليج حيث تم إختراع الوعي السني بعد الوعي الشيعي في الخليج حسب شعارات ومخططات أمريكا لإسقاط الأنظمة وهو أخطر مايواجه هذه الدول قاطبة دون استثناء ، حتى الدول التي تعتبر نفسها محصنة ، فالمستقبل الإسقاطي والتقسيمي الذي تريده أمريكا وتحت وهم الحصانه سوف يطالها.
فأمريكا لامباديء لها ولاقيم ولا صداقة إلا مصالحها الذاتية والإستراتيجية ، واستخدام الآخريين أدوات سرعان مايتم التخلي عنه بعد إنجاز الهدف من استخدامهم سواء كانوا افرادا أو دولا ، فأمريكا من أسقط صدام حسين وسلم العراق لايران ، وأمريكا من ترك حزب الله يسيطر على لبنان ، وهي من أبقى على بشار الأسد في سوريا ، وأمريكا هي التي سمحت للحوثي بأن يتغلغل في اليمن وسلمت له قاعدة العند سابقا، وأمريكا من وقف علنا مع الشيعة في البحرين ، وهي من افرج عن مليارات إيران وهي كذلك من أوجد داعش في المنطقه العربية.
ورغم الخيارات المفتوحة أمام دول الخليج إلا إن أمريكا تخفي ترتيبات مشبوهة يجري اعدادها خلف الكواليس ، حيث تكريس الأوضاع التي سوف تحول المنطقة إلى قنابل موقوته ، والتطورات الميدانية والسياسية تثبت بأن أمريكا لاتعبأ بالحلفاء التقليديين بل تريد توريطهم والعصف بمصالحهم العليا ، فمثلا تقيم المؤتمرات والأنشطة والتوجيهات والإمدادات لتصب مباشرة في خدمة المشروع الأمريكي الإيراني لاختراق وخلخلة الأوضاع في دول الخليج ، وغسل أدمغة الشباب من كافة الطوائف ، وتدريبهم للعمل كخلايا نشطة مستترة خلف منتديات أو تجمعات أهلية تنشط في مختلف المجلات، والتواصل الالكتروني لبث أفكارها وحشد الشباب تحت الشعارات البراقة التي تعمل عليها مثل الاصلاح ، الديموقراطية ، الحرية ، وحقوق الانسان ،فيما الهدف الحقيقي هو اسقاط الأنظمة.
إن دول الخليج كافة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بصفتها العمود الفقري للمجلس تواجه مشكلة الأمن الوطني والأمن الخليجي وكل مايدخل تحت مظلة هذين المجالين من مفردات وعناوين سياسية ، واقتصادية ، وثقافية ، واجتماعية ، وإن أي خلافات أو تواطئات مريبة من قبل أحد الأطراف أو بعض دوله ستؤدي بمصير المنظومة الى التهلكة والذوبان ،واللعبة الخارجية وماتضمر من سناريوهات يسيران وفق هذا الخط التقسيمي الخطر مهما تكن التطمينات كإجراء وقائي ، ومن الواضح أن أمريكا ستبقى على اللعبة ذاتها في الصراعات الداخلية والاقليمية وعقدتها الاساسيةالتي تدور في محاور الخبث الأمريكي حولها وهي إبقاء دول الخليج في إطار المتغيرات على صفيح ساخن وعلى كف عفريت أمريكي وآخر إيراني.
إن الآزمة التي تمر بها المنطقة لم تكن حدثا عابرا في تاريخ أمتنا بل حفرت في الوجدان أنهارا من الحزن والمرارة ، حيث حالة من اللاوعي والعبث تخللت بعض فصولها وإن كانت فصولا آخرى قد أخرجت بعناية فائقة بين عشية وضحاها سقطت من الآعالي عواصم الخلافة ( بغداد ، دمشق ) التي كانت مرآة الأمة وحصونهاالشاهقة.
ليس مهم حجم التضليل الذي مارسته قوى الشر ولكن الخطر هو ذلك السقوط الذريع لكل الارث التاريخي الذي عاش أجيالنا أسرى له سنوات عديدة ، إنها محنة العصر تلك التي دفعت بشريحة غير محدودة من الدول العربية إلى أن تضعف وتتدثر بالحماية الأمريكية ضاربة بعرض الحائط بكافة تعاليم الإسلام التي تحض على الأعداد متعللة في ذلك ببعض المصالح الأنانية والرؤى القاصرة التي آثرت خلط الأوراق ، لكن التاريخ له حساب عسير وسوف تلون صفحاته ولاشك بالسواد كل الشعارات المخادعة.
إن الأزمة في المنطقة أضحت كحد السيف ، وقد بات الخروج منها مستحيلا هكذا أصبح الخليج في مأزق لايحسد عليه ، ومن هنا فإن المكاشفة أضحت أمرا لامفر منه ، كم هو مفجع أن نلوذ بأعداء الماضي والحاضر والمستقبل الذين أخبرنا عنهم الله عزوجل في قوله(" ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم" )
فمنذ متى أصبحت أمريكا والغرب المخادع حلفاء الصهيونية ، أصدقاء؟وهل يقتنع عاقل أن تتحول أمريكا إلى مدافع عن الشرعية العربية ، شرعية من ؟ولصالح من ؟ وضد من ؟
عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد/ عبدالله بن كريم بن عطية