الميت أغلى من الحي!
الميت أغلى من الحي ! عنوان قد فسر لنا تماما عن ما شاهدته في إحدى مسلسلات الدراما العربية وكيف أن أبو فايز كان يؤدي دوره كـ حارس لإحدى المقابر ، ليزرع على قبورها البعض من الزهور والريحان ثم يبيعها برخص التراب على كل أهالي القرية التي يقطن بها ، وحتى يكمل مصروفه اليومي ليلبي حاجته وحاجة عائلته التي لا تعتمد إلا عليه وعلى معاشه الذي لا يكاد أن يكفيهم ، إلا أن حياته ومصدر دخله أصبحت تتغير تدريجيا وذلك بعدما أقنعه أحد السماسرة ببيع جثث الموتى له كالتي لم يمضى عليها سوى ساعات قليلة من دفنها ، وبأن هذا العمل إنما هو واجب إنساني ووطني شريف كي يخدم الأجيال الحالية والقادمة والتي مازالت تعتمد اعتمادا كليا عليها ، كأصحاب العلم والبحوث (الدكاترة) وطلبة الطب من أجل التسهيل عليهم والاستفادة منها في دراستهم وتطبيق أبحاثهم عليها ، وأيضا من خلال تشريحها كأجزاء أو كأعضاء بشرية ليتم بيعها فيما بعد عليهم وعلى غيرهم ممن هم بحاجتها ، وكل ذلك لم يكن إلا بمبلغ يعتبر وبالنسبة للسماسرة الأقل ثمنا وتكلفة للحصول عليها ، وبعكسه الذي أصبح ومن خلال بيعه لهم غنيا وصاحب ثورة وكذلك كمكسب شبه يومي له ليديره في الباطن وذلك من خلال تستره عليهم وتوفيرها لهم ، حيث كان أبو فايز يجمع ما يجنيه من تلك الجثث ليخبأها في داخل ملابس بالية واهما بها أسرته التي لم تكن تعلم ما كان يجمعه بأنها من ريحة جماعته ، وهي لم تكن أساسا إلا مملوءة بالأموال التي كان يجمعها ، لتدور القصة والأحداث ويموت فيها أبو فايز وتدفن معه تلك الملابس المخبأة بما قد جمعه ليحل محله حارس آخر فيبيعه لنفس السمسار بمال بخس والذي كان دوره بأن أخذ جثة أبو فايز ومعه أيضا ملابسه التي لم يكن يعلم ما فيها ، ويختتم المسلسل بأن مدير البلدية لتلك القرية وصله أمر بأن يتم إخلاء المقبرة التي في القرية لكي تحل مكانها مشروع تطويري في إنشاء طريق فوقها ، فيعلم حارس المقبرة بذلك الأمر ليتفق مع السمسار بأن يقنع أهالي القرية المساكين برفضهم لذاك المشروع بتاتا وكونه سيمر من فوق قبور موتاهم ، فيقفوا بعدها مطالبين بذلك وهم في الحقيقة لم يكن يعلموا أساسا أن مقبرتهم قد أصبحت خالية من جثث موتاهم التي قد تم بيعها واحد تلو الآخر ، إلا أن الشجع واستباحة الموتى قد طغى على عقول من باعوها بعدم كشفهم للحقيقية التي لم يكن يعلمها سوى الحارس الحالي وسمساره المستبيح لها ، لتصبح فيما بعد مصدرا ثابتا ودائما إلى الكسب والثراء مقسوما فيما بينهما ، وعليه .. نجد أنه وبالفعل قد أصبح الميت اليوم الأغلى ثمنا والأفضل فائدة واستفادة من الحي الذي لو باع نفسه لم يسوى ريالا واحدا بعكس الميت الذي إن تم تشريحه وبيع أعضائه سيجني ومن خلاله أرباحا طائله ، وفي الختام .. الحمد لله على نعمة الإسلام ووضوحه وتوجيه في هذا الشأن ، حيث أن الأصل حرمة الاعتداء على المسلم وعصمة دمه ، وهذا مما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وكذلك رعاية حرمته ميتاً كـ رعايتها حياً ، فقد أخرج أبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كسر عظم الميت ككسر عظم الحي ". قال ابن حجر: يستفاد منه أن حرمة المؤمن بعد الموت باقية كما كانت في حياته .
سامي أبودش
كاتب مقالات.
https://www.facebook.com/sami.a.abodash
الميت أغلى من الحي ! عنوان قد فسر لنا تماما عن ما شاهدته في إحدى مسلسلات الدراما العربية وكيف أن أبو فايز كان يؤدي دوره كـ حارس لإحدى المقابر ، ليزرع على قبورها البعض من الزهور والريحان ثم يبيعها برخص التراب على كل أهالي القرية التي يقطن بها ، وحتى يكمل مصروفه اليومي ليلبي حاجته وحاجة عائلته التي لا تعتمد إلا عليه وعلى معاشه الذي لا يكاد أن يكفيهم ، إلا أن حياته ومصدر دخله أصبحت تتغير تدريجيا وذلك بعدما أقنعه أحد السماسرة ببيع جثث الموتى له كالتي لم يمضى عليها سوى ساعات قليلة من دفنها ، وبأن هذا العمل إنما هو واجب إنساني ووطني شريف كي يخدم الأجيال الحالية والقادمة والتي مازالت تعتمد اعتمادا كليا عليها ، كأصحاب العلم والبحوث (الدكاترة) وطلبة الطب من أجل التسهيل عليهم والاستفادة منها في دراستهم وتطبيق أبحاثهم عليها ، وأيضا من خلال تشريحها كأجزاء أو كأعضاء بشرية ليتم بيعها فيما بعد عليهم وعلى غيرهم ممن هم بحاجتها ، وكل ذلك لم يكن إلا بمبلغ يعتبر وبالنسبة للسماسرة الأقل ثمنا وتكلفة للحصول عليها ، وبعكسه الذي أصبح ومن خلال بيعه لهم غنيا وصاحب ثورة وكذلك كمكسب شبه يومي له ليديره في الباطن وذلك من خلال تستره عليهم وتوفيرها لهم ، حيث كان أبو فايز يجمع ما يجنيه من تلك الجثث ليخبأها في داخل ملابس بالية واهما بها أسرته التي لم تكن تعلم ما كان يجمعه بأنها من ريحة جماعته ، وهي لم تكن أساسا إلا مملوءة بالأموال التي كان يجمعها ، لتدور القصة والأحداث ويموت فيها أبو فايز وتدفن معه تلك الملابس المخبأة بما قد جمعه ليحل محله حارس آخر فيبيعه لنفس السمسار بمال بخس والذي كان دوره بأن أخذ جثة أبو فايز ومعه أيضا ملابسه التي لم يكن يعلم ما فيها ، ويختتم المسلسل بأن مدير البلدية لتلك القرية وصله أمر بأن يتم إخلاء المقبرة التي في القرية لكي تحل مكانها مشروع تطويري في إنشاء طريق فوقها ، فيعلم حارس المقبرة بذلك الأمر ليتفق مع السمسار بأن يقنع أهالي القرية المساكين برفضهم لذاك المشروع بتاتا وكونه سيمر من فوق قبور موتاهم ، فيقفوا بعدها مطالبين بذلك وهم في الحقيقة لم يكن يعلموا أساسا أن مقبرتهم قد أصبحت خالية من جثث موتاهم التي قد تم بيعها واحد تلو الآخر ، إلا أن الشجع واستباحة الموتى قد طغى على عقول من باعوها بعدم كشفهم للحقيقية التي لم يكن يعلمها سوى الحارس الحالي وسمساره المستبيح لها ، لتصبح فيما بعد مصدرا ثابتا ودائما إلى الكسب والثراء مقسوما فيما بينهما ، وعليه .. نجد أنه وبالفعل قد أصبح الميت اليوم الأغلى ثمنا والأفضل فائدة واستفادة من الحي الذي لو باع نفسه لم يسوى ريالا واحدا بعكس الميت الذي إن تم تشريحه وبيع أعضائه سيجني ومن خلاله أرباحا طائله ، وفي الختام .. الحمد لله على نعمة الإسلام ووضوحه وتوجيه في هذا الشأن ، حيث أن الأصل حرمة الاعتداء على المسلم وعصمة دمه ، وهذا مما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وكذلك رعاية حرمته ميتاً كـ رعايتها حياً ، فقد أخرج أبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كسر عظم الميت ككسر عظم الحي ". قال ابن حجر: يستفاد منه أن حرمة المؤمن بعد الموت باقية كما كانت في حياته .
سامي أبودش
كاتب مقالات.
https://www.facebook.com/sami.a.abodash