لا حوارات جادة تدور بين المعلمين سواء في مجالسهم الإلكترونية ، أوداخل المؤسسات وبمختلف مراحلها إلا ويتصدر موضوع اللائحة التعليمية المستقبلية أبرز مناقشاتهم على اختلاف الرؤى والأفكار ، ويكون لتوقعاتهم المستقبلية حديثا مطولا فيه التفاؤل من جهة والتشاؤم يحفه من أروقة عدة ، ولا لوم لهم وعليهم فرواتبهم الشهرية قوام حياتهم ومعيشة أسرهم وأي تعديل يطرأ على سلالم الرواتب التعليمية سوف يؤثر على المعلمين والمعلمات مهنيا ويمتد التأثير للوضع المعنوي والاجتماعي والإقبال المستقبلي على مهنة التعليم، و يتطلع المعلمون إلى اللجنة الثلاثية المكلفة بإعادة دراسة لائحة الوظائف التعليمية بأن لا يغيب عن أذهانهم أن المعلم السعودي حيثما حل وارتحل يتفاعل مع الثروة الحقيقية وهم أبناء المملكة وأمل ومستقبل البلاد ليؤكد المعلم أنه الأهم والإنسان الباني ، وبدونه لا تقدم ولا تطور لأنه المحور الأول والأساسي في منظومة التعليم في الدول المتحضرة ، وعندما نحاور التاريخ التعليمي بلسان البيان يقدم لنا الكثير من تجارب الدول والتي عندما أرادت التقدم والانتصار على أعدائها أصلحت المعلم أولا فوصلت لانتصارات أحزنت الأعداء وأبهجت الأصدقاء ، وهنا المثال يحضر متوشحا بالنجاح في الولايات المتحدة الأمريكية التي أدركت أنها أمة في خطر فاهتمت بالمعلم من حيث الإعداد والتدريب والرواتب وكذلك بريطانيا اهتمت بالمعلمين مهنيا ومعنويا وماليا، ولا نذهب لقارات بعيدة ونترك القارة الأكبر على سطح الأرض قارتنا الآسيوية وفيها حدثت النقلة الكبرى في الحضارة السنغافورية الحديثة عندما اهتموا بالمعلم ووضعوه في مقدمة الأولويات والدعم ، واليابان حيث الشح في الموارد ، ووفرة العقول البشرية المنتجة والتي توفرت بفضل المعلم الياباني وحرصه على تهيئة أجيال تنافس الدول الصناعية الكبرى وكان لهم ما أرادوا من التقدم التقني ، وفي بلادنا ومن عمق الميدان التعليمي والفصول الدراسية ، والملايين من الطلاب وجداول الحصص ، والمناهج الدراسية والمناوبات اليومية والالتزام بأخلاقيات مهنة التعليم السامية ، يقف المعلم معتزا ببلاده ومهنته ويبذل كل طاقاته منذ الصباح الباكر وحتى بعد الساعة الثانية مساء ، في سبيل خدمة الوطن والنهوض بعقول أبناء المملكة ويحدوه الأمل والرغبة الجادة بأن تثمر نتائج اللجنة الثلاثية عن حفظ جميع حقوقه وإنزاله مكانة مشرفة تتناسب مع ما يحمله من مؤهلات علمية في أثناء ممارسته لعمله التعليمي ، وبعد تقاعده عن العمل ليبقى المعلم السعودي وتجربته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله أنموذجا لدول تبحث عن تحقيق النهوض الحضاري لشعوبها .
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك